نكسبلانون (Nexplanon) لمنع الحمل: تقييم شامل وواقعي
يعتبر جهاز نكسبلانون (Nexplanon) من وسائل منع الحمل الفعّالة التي تتيح للنساء التحكم في خصوبتهن لمدة طويلة دون الحاجة إلى إجراءات يومية أو أسبوعية. يتمثل هذا الجهاز في زرع صغير تحت الجلد، غالبًا في الجزء العلوي من الذراع، ويعمل على إفراز هرمون البروجيستين بشكل مستمر لمنع الحمل. على الرغم من فعاليته الكبيرة، فإن هذه الوسيلة لا تخلو من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض المستخدمين. في هذا المقال، سوف نتناول تفاصيل عن دواء نكسبلانون، فعاليته، التقييمات من قبل المستخدمين، وآثاره الجانبية، بالإضافة إلى الموافقة الرسمية له من قبل الجهات الصحية.
1. تعريف نكسبلانون (Nexplanon) واستخدامه
نكسبلانون هو عبارة عن جهاز زرع صغير يتكون من أنبوب مرن بحجم عود الثقاب، يحتوي على هرمون البروجيستين (إيتونوجيستريل)، والذي يتم إفرازه ببطء إلى مجرى الدم عند زرعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. يعمل نكسبلانون على منع الحمل عبر ثلاثة آليات رئيسية:
- منع التبويض: حيث يمنع المبيض من إفراز البويضة.
- تغيير طبيعة الإفرازات المخاطية في عنق الرحم: بحيث يصبح المخاط أكثر كثافة، مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: بحيث يصبح الرحم غير ملائم لاستقبال البويضة الملقحة.
2. فعالية نكسبلانون
تُعتبر فعالية نكسبلانون من أعلى مستويات وسائل منع الحمل. وفقًا للدراسات، يمكن أن يوفر هذا الجهاز حماية ضد الحمل تصل إلى 99% تقريبًا إذا تم زرعه بشكل صحيح. وهذه النسبة المرتفعة من الفعالية تجعله خيارًا شائعًا للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة موثوقة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
ومع ذلك، يجب على المستخدمين مراعاة أن فعالية هذا الجهاز قد تتأثر ببعض العوامل مثل تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على طريقة عمله (مثل بعض أدوية الصرع أو أدوية معينة لعلاج العدوى الفطرية). لذلك، من المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدام نكسبلانون، خصوصًا إذا كانت هناك حالات صحية أو أدوية أخرى يتم تناولها بشكل متزامن.
3. مراجعات المرضى وتجاربهم
من بين التجارب التي تم الإبلاغ عنها من قبل بعض المرضى، نجد أن العديد منهم يعبرون عن رضاهم الكامل عن فعالية نكسبلانون في منع الحمل. على سبيل المثال، إحدى المراجعات التي كتبتها إحدى المستخدمين تقول:
“لقد قمت بتركيب الزرع في مايو من العام الماضي، لذا مر الآن ما يقرب من عام كامل. بشكل عام، هو فعّال للغاية؛ أنا نشطة جنسيًا جدًا في علاقتي ولم أواجه أي مخاوف إطلاقًا. آخر دورة شهرية لي كانت في أكتوبر، ولم أواجه أي دورة منذ ذلك الحين، وهو أمر رائع. نادرًا ما أعاني من نزيف خفيف، لكنني لم أشتري الفوط أو السدادات القطنية منذ شهور.”
وتتابع المراجعة أيضًا:
“الآن، عن بعض السلبيات: لاحظت بالتأكيد أنني اكتسبت وزنًا من الصعب التخلص منه، على الرغم من أنني أركض 3 أميال يوميًا خلال الأسبوع. كما أنني أعاني من بعض الحبوب في الوجه بين الحين والآخر، ولكنني أتناول أيضًا كمية معتدلة من الأطعمة غير الصحية والأطعمة السكرية، لذا لا أستطيع أن أُلقي اللوم بالكامل على الزرع. بشكل عام، أنا سعيدة جدًا حتى الآن!”
تظهر هذه المراجعة كيف أن الجهاز يوفر راحة للعديد من النساء من حيث منع الحمل، ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن وحب الشباب، وهي أمور يمكن تقبلها عند موازنتها مع الفوائد الأخرى.
4. التأثيرات الجانبية لنكسبلانون
كما هو الحال مع أي وسيلة منع حمل هرمونية، يمكن أن يسبب نكسبلانون بعض الآثار الجانبية التي قد تتفاوت من شخص لآخر. وفيما يلي بعض الآثار الجانبية المحتملة التي تم الإبلاغ عنها:
- الحيض غير المنتظم: يعد التغيير في نمط الحيض أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، حيث قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا أو تصبح أقل انتظامًا.
- زيادة الوزن: يعاني بعض المستخدمين من زيادة في الوزن، كما أشار أحد المرضى في تجربته. يمكن أن يرتبط ذلك بتغيرات في التوازن الهرموني في الجسم.
- حب الشباب: قد يعاني البعض من ظهور حبوب أو تغييرات في البشرة نتيجة لتأثيرات هرمون البروجيستين.
- تغيرات في المزاج: في بعض الحالات، قد تؤدي الوسائل الهرمونية مثل نكسبلانون إلى تقلبات في المزاج أو مشاعر الاكتئاب أو التوتر.
- ألم أو التهاب في موقع الزرع: عند البعض، قد يحدث ألم أو تورم في مكان الزرع تحت الجلد.
من المهم أن يتم مراقبة هذه الآثار الجانبية من قبل الطبيب المعالج في حال حدوثها. وقد تكون بعض الأعراض مؤقتة وتختفي مع مرور الوقت، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى تغيير وسيلة منع الحمل إذا استمرت الأعراض أو كانت شديدة.
5. الموافقة الرسمية لدواء نكسبلانون
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 15 فبراير 2017. منذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز خيارًا شائعًا في مجال منع الحمل طويل الأمد، ويتم وصفه للعديد من النساء اللواتي يفضلن تجنب وسائل منع الحمل اليومية مثل الحبوب.
تتراوح مدة فعالية نكسبلانون بين 3 إلى 5 سنوات، مما يجعله من الوسائل طويلة الأمد لمنع الحمل. بعد هذه الفترة، يجب إزالة الجهاز واستبداله إذا كانت المرأة ترغب في الاستمرار في استخدام هذه الوسيلة.
6. عدد الوصفات الطبية لنكسبلانون
بناءً على التقديرات، تم وصف نكسبلانون بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، حيث تشير البيانات إلى أنه يتم وصفه مرة واحدة سنويًا تقريبًا. على الرغم من فعاليته، فإن قرار استخدامه يتطلب استشارة الطبيب المعالج، إذ أنه ليس مناسبًا لجميع النساء.
7. الخلاصة
نكسبلانون هو أحد الخيارات الموثوقة والفعّالة لمنع الحمل، حيث يوفر حماية طويلة الأمد تصل إلى خمس سنوات. ومع ذلك، مثل أي وسيلة طبية، يمكن أن يصاحبها بعض الآثار الجانبية مثل زيادة الوزن وحب الشباب، والتي قد تكون مزعجة لبعض المستخدمين. من المهم أن يتم استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدامه لتحديد ما إذا كان الخيار الأنسب حسب الحالة الصحية والاحتياجات الشخصية.
إجمالاً، يبقى نكسبلانون خيارًا مثاليًا للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة موثوقة وآمنة لمنع الحمل دون الحاجة للتفاعل اليومي مع موانع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات.