نكسبلانون لمنع الحمل: تجربة

نكسبلانون (Nexplanon) لمنع الحمل: تقييم الفعالية والتجربة الشخصية

يعد نكسبلانون (Nexplanon) من وسائل منع الحمل الشائعة التي تستخدمها العديد من النساء حول العالم كحل طويل الأمد لتجنب الحمل غير المخطط له. يتميز هذا الجهاز بتقنية حديثة تمنح النساء حلاً مريحاً وفعالاً ضد الحمل، ولكن كما هو الحال مع أي دواء أو علاج طبي، قد يختلف تأثيره من شخص لآخر، وقد يواجه البعض بعض التأثيرات الجانبية التي تؤثر على تجربتهم.

ما هو نكسبلانون؟

نكسبلانون هو جهاز صغير الحجم، يتم زراعته تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع. يحتوي هذا الجهاز على هرمون “إيتونوجستريل” الذي يطلق ببطء في الجسم على مدى فترة تصل إلى ثلاث سنوات. يعمل نكسبلانون بشكل رئيسي على منع الحمل عن طريق إفراز الهرمون الذي يثبط الإباضة (عدم إطلاق البويضة من المبيض) ويجعل المخاط في عنق الرحم سميكًا، مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.

تاريخ الموافقة والاعتماد

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 20 يونيو 2015. ومنذ ذلك الحين أصبح أحد الخيارات الشائعة لمنع الحمل بسبب فعاليته الطويلة وسهولة استخدامه، مع تقديم فترة حماية تمتد لعدة سنوات دون الحاجة لتذكر تناوله يومياً.

تجربة المريضة: تقييم شخصي لتجربة نكسبلانون

بالرغم من فعالية نكسبلانون في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد يواجهن آثاراً جانبية تؤثر على قراراتهن في الاستمرار باستخدامه. واحدة من التجارب الشخصية التي تم مشاركتها من قبل إحدى النساء تقول إنها بدأت باستخدام نكسبلانون وهي متحمسة للغاية، حيث كانت تبحث عن وسيلة فعالة لتجنب الحمل دون الحاجة لاستخدام وسائل منع الحمل اليومية مثل الحبوب أو اللولب. بدايةً، كانت التجربة جيدة جداً، إذ لم تعاني من أي نزيف شهري أو حاجة لاستخدام الفوط أو السدادات، مما جعلها تشعر بالراحة والطمأنينة.

ولكن، مع مرور الوقت، بدأت تعاني من بعض الآثار الجانبية المزعجة التي غيرت تجربتها بشكل جذري. من بين الآثار التي لاحظتها كانت زيادة ملحوظة في حب الشباب، حيث بدأت تظهر بثور صغيرة بشكل مستمر على وجهها، رغم أنها تتبع نظاماً غذائياً صحياً خالياً من السكر ومنتجات الألبان. هذه المشكلة تفاقمت مع مرور الوقت، مما جعل بشرتها تصبح مليئة بالبثور الصغيرة التي تسببت لها في الكثير من الإحراج والقلق. وعلى الرغم من التزامها بنظام غذائي صحي، لم تتمكن من التحكم في هذه المشكلة.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت تشعر بتغيرات في حالتها المزاجية، حيث لاحظت ازدياداً في مستويات الاكتئاب والمزاج المتقلب. كما أنها بدأت تعاني من تساقط كثيف في شعرها، مما أثر بشكل كبير على ثقتها بنفسها. من الأمور المزعجة الأخرى كانت فقدان الرغبة الجنسية تماماً، وهي مشكلة لا يمكن تجاهلها حيث كانت تعاني من انخفاض في رغبتها الجنسية بشكل ملحوظ، ما أثر على حياتها الزوجية.

ومع استمرار هذه الأعراض، قررت المرأة إزالة نكسبلانون بعد حوالي ثلاثة أشهر من استخدامه. بمجرد أن أزالته، بدأت أعراضها تتحسن تدريجياً، حيث اختفت معظم الآثار الجانبية مثل الاكتئاب والمزاج المتقلب، وبدأت حالتها تتحسن. ومع ذلك، لم تختفِ آثار حب الشباب بشكل فوري، حيث لا تزال تعاني من بعض البثور على وجهها حتى بعد مرور ثلاثة أيام من إزالة الجهاز.

تقييم فعالية نكسبلانون

من حيث الفعالية، يمنح نكسبلانون حماية موثوقة ضد الحمل بنسبة تصل إلى 99% عند استخدامه بشكل صحيح. هذا يعني أن العديد من النساء يستخدمنه بنجاح دون التعرض لحمل غير مرغوب فيه. ولكن، مع ذلك، من المهم أن نذكر أن نكسبلانون لا يوفر الحماية ضد الأمراض المنقولة جنسياً (STIs)، ولذلك يجب استخدام وسائل إضافية مثل الواقيات الذكرية إذا كانت المرأة معرضة لهذا النوع من المخاطر.

التأثيرات الجانبية المرتبطة بنكسبلانون

كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية، فإن نكسبلانون ليس خاليًا من الآثار الجانبية. قد يواجه بعض المستخدمين زيادة في الوزن، صداع، تقلبات مزاجية، أو زيادة في حب الشباب، وهي أعراض شائعة بين وسائل منع الحمل الهرمونية بشكل عام. في حالة المرأة التي جربت نكسبلانون، كان تأثيره على البشرة والحالة المزاجية لافتًا للغاية. هذا يبرز أهمية توافر خيارات متعددة لمنع الحمل كي تستطيع كل امرأة اختيار ما يناسبها بناءً على تجربتها الشخصية.

مراجعة عامة للمريض: تقييم فاعلية نكسبلانون

بناءً على تقييم المريضة المشار إليه، يمكن القول أن نكسبلانون قد حصل على تقييم متوسط من حيث الفعالية والتأثير. فقد أشارت إلى أن فعاليته في منع الحمل كانت جيدة جدًا، لكنه تسبب في العديد من الآثار الجانبية السلبية التي أثرت على حياتها بشكل كبير. وكان تقييمها للفعالية بمعدل 6 من 10، مما يعكس نوعًا من الرضا عن منع الحمل لكنه في نفس الوقت يسلط الضوء على المشكلات التي تعرضت لها في الفترة التي استخدمت فيها نكسبلانون.

هل يُوصى باستخدام نكسبلانون؟

بناءً على التجربة الشخصية التي تم مشاركتها، يبدو أن نكسبلانون قد يكون خيارًا جيدًا للبعض الذين يبحثون عن حل طويل الأمد لمنع الحمل، ولكن ينبغي على النساء أن يكنّ على دراية كاملة بالآثار الجانبية المحتملة التي قد تواجههن. لا بد من استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار باستخدام نكسبلانون، حيث يمكن للطبيب تقييم الحالة الصحية للمرأة والتأكد من أنها خيار مناسب لها.

خاتمة

نكسبلانون يعد وسيلة فعالة لمنع الحمل، ولكن كما هو الحال مع أي علاج هرموني، يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على قرار المستخدمين في الاستمرار باستخدامه. من المهم أن تأخذ النساء في الاعتبار الفوائد والمخاطر المحتملة لهذا النوع من وسائل منع الحمل.