نكسبلانون لمنع الحمل: تجارب وآراء

مقال عن نكسبلانون (Nexplanon) كوسيلة لمنع الحمل: تجارب المرضى ومدى فعاليته

يعتبر نكسبلانون (Nexplanon) من الوسائل الحديثة لمنع الحمل، وهو عبارة عن غرسة هرمونية تحت الجلد تستخدم كبديل طويل الأمد للحبوب أو الوسائل الأخرى. يعتمد نكسبلانون على إفراز هرمون البروجستين بشكل تدريجي، مما يمنع الإباضة ويؤدي إلى تغيرات في مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. تم الموافقة عليه للاستخدام في العديد من الدول حول العالم، وكان له صدى كبير في المجتمعات الطبية بسبب فعاليته التي تستمر لعدة سنوات دون الحاجة إلى القلق بشأن التذكير يوميًا كما هو الحال في الحبوب.

الموافقة والاعتماد الطبي

تم اعتماد نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 2 فبراير 2016، وهو يعتبر من الحلول الموثوقة لدى الأطباء للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة المدى لمنع الحمل. يأتي نكسبلانون في صورة غرسة صغيرة تُزرع تحت الجلد، تحديدًا في الجزء العلوي من الذراع، حيث تفرز الهرمونات بشكل مستمر على مدار فترة تصل إلى 3 سنوات.

مدى فعاليته

واحدة من المزايا الرئيسية لنكسبلانون هي فعاليته العالية التي تصل إلى حوالي 99% في منع الحمل، شريطة أن يتم زرعه بشكل صحيح. هذه النسبة تجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللاتي يعانين من صعوبة تذكر تناول الحبوب يوميًا. كما أنه لا يتأثر بالعوامل الخارجية مثل الطعام أو الأدوية الأخرى، وهو ما يعزز من ثبات فعاليته.

تجارب المرضى مع نكسبلانون

على الرغم من أن نكسبلانون يظل من الوسائل الفعالة، إلا أن تجارب المرضى قد تتفاوت بشكل كبير. من بين هذه التجارب، نجد بعض الحالات التي تشير إلى مشاكل صحية متعددة قد تنشأ أثناء استخدامه. فقد ذكرت إحدى المستخدمات، التي بدأت باستخدام نكسبلانون في عام 2014، أنها كانت تواجه بعض المشكلات المتكررة التي أثرت على تجربتها مع هذا النوع من وسائل منع الحمل. بدأت المستخدم بملاحظة تغيرات في الدورة الشهرية، حيث بدأ الحيض يزداد غزارة بعد أشهر من زراعة الغرسة، الأمر الذي دفعها لزيارة الطبيب وبدء تناول حبوب منع الحمل الأخرى للحد من هذه الأعراض.

لم تقتصر المشكلة على الدورة الشهرية فقط، بل تطورت لتشمل الإصابة بالتهاب المسالك البولية، مما استدعى علاجًا بالمضادات الحيوية. ومع مرور الوقت، استمرت الدورة الشهرية في العودة بشكل غير منتظم، وفي بعض الأحيان كانت تستمر لفترات طويلة تصل إلى عدة أشهر. عند العودة للطبيب، تم اقتراح إجراء تنظيف تجويف الرحم (D&C) بسبب تراكم الدم القديم الناجم عن التأثيرات الجانبية للغرسة، وهو ما أدى إلى تعديل خطة العلاج أكثر من مرة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث قرر الطبيب تقديم علاج آخر باستخدام حبوب الاستروجين، بعدما تبين أن الاستخدام المطول للغرسة أدى إلى سماكة في بطانة الرحم، وهي حالة تستدعي العلاج لإعادة التوازن. لكن، مع استمرار هذه المشكلة، ذكرت المريضة أنها لا تزال تعاني من نزيف مستمر على مدى شهور.

التقييم العام للفعالية والآثار الجانبية

تم تقييم نكسبلانون من قبل العديد من المرضى، وتفاوتت آراؤهم بين الرضا التام والقلق بسبب الآثار الجانبية. بينما يعتبره البعض وسيلة فعالة ومريحة لمنع الحمل، إلا أن هناك شريحة كبيرة من المرضى الذين أبدوا عدم رضاهم بسبب التغيرات الهرمونية التي يسببها، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات في الدورة الشهرية وأحيانًا نزيف مستمر، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الراحة النفسية والصحية للمستخدم.

في حالة المريضة التي شاركت تجربتها، يمكن ملاحظة أن الآثار الجانبية قد تؤدي إلى تغييرات هرمونية غير مرغوب فيها، مثل النزيف المستمر أو غزارة الدورة الشهرية، ما قد يتطلب تعديلات متكررة في الأدوية المساعدة مثل الحبوب الهرمونية أو في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا.

عدد المرات التي يتم فيها وصف نكسبلانون

حتى الآن، لم يتم وصف نكسبلانون للمريضة المذكورة في التجربة السابقة إلا مرة واحدة، حيث تم زراعته لأول مرة في 2014، ولكن بسبب الآثار الجانبية المعقدة التي ظهرت لاحقًا، كان الطبيب يضطر لتعديل خطط العلاج بشكل متكرر. وهذا يشير إلى أهمية المتابعة الدورية بعد زراعة الغرسة لضمان عدم حدوث آثار جانبية مزعجة قد تؤثر على فعالية العلاج أو صحة المريضة.

تقييم فعالية نكسبلانون من خلال درجات التقييم

من حيث الفعالية العامة، تشير العديد من الدراسات إلى أن نكسبلانون يقدم نتائج إيجابية بشكل عام من حيث فعالية منع الحمل. ومع ذلك، من المهم أن يتم تقييم الآثار الجانبية بعناية. في تقييم المريضة التي تم الإشارة إليها، يمكن ملاحظة أن التقييم العام للفعالية كان 1 من 10، مما يعكس عدم رضاها التام بسبب مشكلاتها المستمرة مع الدورة الشهرية والنزيف المطول. يشير هذا إلى ضرورة دراسة الحالة بشكل فردي ومعرفة التأثيرات الجانبية لكل مريضة على حدة.

الآثار الجانبية الأخرى التي قد تحدث مع نكسبلانون

بالإضافة إلى التغيرات في الدورة الشهرية، قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى التي قد تواجهها بعض النساء مع نكسبلانون ما يلي:

• صداع أو دوار.
• تغيرات في المزاج أو الاكتئاب.
• زيادة الوزن أو احتباس السوائل.
• ألم في الثدي.
• حبوب أو بثور في الجلد.
• تغيرات في الرغبة الجنسية.

الخلاصة

نكسبلانون هو خيار موثوق للعديد من النساء الذين يرغبون في منع الحمل لفترة طويلة بدون الحاجة لتذكر تناول حبوب يومية. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية قد تكون معقدة في بعض الحالات، كما يظهر في التجربة المذكورة. من المهم أن يتم مراقبة حالة كل مريضة على حدة، وأن يتم اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل أي آثار جانبية قد تظهر بعد الزراعة. إذا كنتِ تفكرين في استخدام نكسبلانون، يجب عليكِ مناقشة جميع المخاوف والتوقعات مع طبيبك لضمان اختيار الوسيلة الأنسب لكِ.

بالرغم من الفعالية العالية التي يوفرها، يبقى الخيار الأفضل هو التحدث مع الطبيب المختص حول الخيارات المتاحة واستكشاف الأنسب لكِ بناءً على تاريخك الصحي واحتياجاتك الشخصية.