نظرة شاملة على دواء نكسبلانون (Nexplanon) لمنع الحمل: فعاليته، آراء المرضى، والتجربة الشخصية
في عالم اليوم، تتعدد وسائل منع الحمل التي يمكن للنساء اختيارها، ومن بين هذه الوسائل، يأتي جهاز نكسبلانون (Nexplanon) كخيار شائع للعديد من السيدات الراغبات في تجنب الحمل غير المرغوب فيه. يتمثل هذا الجهاز في زرع شريحة هرمونية صغيرة تحت الجلد، حيث يفرز الهرمونات بشكل مستمر لمنع الحمل. وعلى الرغم من كفاءته في منع الحمل، إلا أن هناك العديد من الآراء المتباينة حوله من قبل النساء اللواتي جربنه، وبينما يعتبره البعض حلاً فعالاً ومريحاً، يرى آخرون أنه قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية المزعجة. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا الدواء، فعاليته، وتجارب المرضى الحقيقية مع نكسبلانون.
ما هو نكسبلانون وكيف يعمل؟
نكسبلانون هو جهاز زرع هرموني يستخدم كوسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. يحتوي هذا الجهاز على هرمون يسمى “إتيونوجستريل” (Etonogestrel)، الذي يتم إطلاقه ببطء في الجسم على مدار ثلاث سنوات. يتم زرع الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع بواسطة طبيب مختص، ويتم الإفراز المستمر لهذا الهرمون الذي يعمل على عدة مستويات لمنع الحمل:
- منع الإباضة: حيث يمنع الهرمون المبيض من إطلاق البويضة، مما يقلل من احتمالية حدوث الحمل.
- زيادة سماكة المخاط في عنق الرحم: مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعل من غير المرجح أن تنغرس البويضة الملقحة في جدار الرحم.
تاريخ الموافقة والاستخدام
حصل نكسبلانون على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الأول من أبريل عام 2016، ليكون بديلاً فعالاً للوسائل التقليدية مثل الحبوب أو الحقن. منذ ذلك الحين، أصبح خيارًا مفضلًا لدى العديد من النساء اللواتي يبحثن عن طريقة طويلة الأمد وغير مرئية لمنع الحمل.
الفعالية ودرجة فعاليته
تعتبر فعالية نكسبلانون في منع الحمل عالية جدًا، حيث أن نسبة نجاحه في الوقاية من الحمل تصل إلى 99%، وهي نسبة قريبة من الكمال. ومع ذلك، مثل أي وسيلة أخرى، قد يختلف تأثيره من شخص لآخر حسب التفاعل البيولوجي للجسم مع الهرمون. من حيث الفعالية، يعتبر نكسبلانون من بين أكثر الوسائل موثوقية لمنع الحمل على المدى الطويل.
تجارب المرضى: آراء متباينة
رغم فعاليته في منع الحمل، تشير العديد من التقارير والتعليقات من مستخدمي نكسبلانون إلى أنه يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. يُعبر العديد من المرضى عن استيائهم من مجموعة من الأعراض الجانبية التي قد تؤثر على نوعية حياتهم. إحدى هذه التجارب هي تجربة إحدى السيدات التي تقول:
“لقد قمت بإزالة جهاز نكسبلانون بعد 6 أشهر من تقلبات المزاج الشديدة، وفترات حيض استمرت لثلاثة أسابيع، ودوران الرأس، وأعراض شبيهة بالغثيان في الصباح، والأرق، وزيادة القلق. لقد أنفقت الكثير من المال على الفوط الصحية لأنني كنت أتعرض لنزيف مستمر، وانخفضت رغبتي الجنسية بسبب ذلك. كما كانت لدي رغبات غريبة طوال الشهر، وكنت أشعر بالانتفاخ باستمرار. الشيء الوحيد الجيد الذي يمكنني قوله هو أنني لم أعد حاملًا. حتى إزالة الجهاز كانت معقدة، وعُدت إلى المنزل وكأنني تعرضت لكدمات وخياطات. هل من نساء هناك ليتعاونّ معي في تطوير وسيلة منع حمل للرجال حتى يشعروا بالجحيم الذي نمر به؟!”
تحليل التجربة
تصف هذه المريضة مجموعة من الأعراض الجانبية التي من الممكن أن يواجهها العديد من مستخدمي نكسبلانون، مثل تقلبات المزاج الحادة، وازدياد فترات الحيض، وفقدان الرغبة الجنسية. هذه الأعراض يمكن أن تكون مزعجة للغاية للنساء، وقد تؤثر بشكل كبير على حياتهن اليومية وعلاقتهن الشخصية. على الرغم من فعالية نكسبلانون في منع الحمل، إلا أن تأثيراته الجانبية السلبية قد تجعل بعض النساء يشعرن بالاستياء الشديد، كما هو الحال في هذه التجربة.
من جهة أخرى، فإن نكسبلانون يوفر للنساء مزايا عدة مثل عدم الحاجة للتذكر اليومي (كما في حالة الحبوب)، وتوفير حماية طويلة الأمد ضد الحمل لفترة تصل إلى 3 سنوات. ومع ذلك، لا يمكن إغفال الآثار الجانبية التي قد تظهر على بعض الأفراد.
الآثار الجانبية المحتملة
تتراوح الآثار الجانبية المرتبطة بنكسبلانون بين خفيفة وشديدة، ويمكن أن تشمل:
- اضطرابات الدورة الشهرية: قد يسبب نكسبلانون نزيفًا غير منتظم، فترات حيض أطول من المعتاد أو انقطاع الدورة الشهرية تمامًا.
- تقلبات المزاج: يشعر بعض المستخدمين بتقلبات مزاجية حادة قد تؤثر على حياتهم اليومية.
- آلام في الثدي: قد يشعر البعض بألم أو حساسية في الثدي.
- زيادة الوزن: بعض النساء قد يلاحظن زيادة طفيفة في الوزن.
- صعوبة في النوم أو الأرق: بعض النساء يشتكين من مشاكل في النوم بعد استخدام نكسبلانون.
- غثيان أو اضطرابات هضمية: قد يحدث شعور بالغثيان أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
- انخفاض الرغبة الجنسية: كما ذكرت بعض النساء في تجاربهن، قد ينخفض الدافع الجنسي أثناء استخدام نكسبلانون.
عدد مرات الوصف الطبي
يُوصَف نكسبلانون في العديد من الحالات كخيار فعال لمنع الحمل، وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية التي قد تواجهها بعض النساء، إلا أن نسبة الوصف الطبية لا تزال مرتفعة. وقد تم وصفه من قبل الأطباء في حوالي أربع مرات على مدار استخدامه، ويستمر في كونه خيارًا مفضلًا للكثير من النساء اللاتي يبحثن عن طريقة لمنع الحمل دون الحاجة للقيام بالإجراءات اليومية أو الشهرية.
مميزات نكسبلانون
على الرغم من الآثار الجانبية المحتملة، إلا أن لنكسبلانون مزايا عديدة تجعله خيارًا جذابًا للعديد من النساء:
- فعالية عالية: يمنع الحمل بنسبة نجاح تصل إلى 99%، مما يجعله أحد أكثر وسائل منع الحمل فعالية.
- سهولة الاستخدام: لا يتطلب أي تدخل يومي أو شهري من المستخدم.
- طويل الأمد: يظل فعالًا لمدة تصل إلى 3 سنوات بعد الزرع، مما يتيح للمرأة الراحة لفترة طويلة.
- غير مرئي: لا يحتاج إلى استخدام يومي أو شهري، وهو غير مرئي في الجسم.
الخلاصة
على الرغم من فعالية نكسبلانون العالية في منع الحمل، إلا أن الآثار الجانبية التي يمكن أن يواجهها بعض المرضى تثير القلق. من الضروري أن تتناقش المرأة مع طبيبها قبل اتخاذ قرار بشأن استخدام هذا الدواء، وأن تأخذ في الاعتبار التجارب الشخصية والمراجعات من نساء أخريات قد مررن بتجارب مشابهة. وفي النهاية، يبقى نكسبلانون خيارًا مناسبًا للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد وآمنة لمنع الحمل، بشرط أن يتوافق مع احتياجاتهن وظروفهن الصحية.