نكسبلانون: فعالية ومنع الحمل

إيتونوجيستريل (Nexplanon) لوسائل منع الحمل: تجارب المرضى، الفعالية، والتوصيات

إيتونوجيستريل، الذي يُعرف تجاريًا باسم نكسبلانون (Nexplanon)، هو جهاز يحتوي على هرمون إيتونوجيستريل يُزرع تحت الجلد في الذراع ويُستخدم كوسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. لقد حاز هذا الجهاز على شهرة واسعة بين النساء كأحد الحلول الآمنة والموثوقة التي يمكن أن تستمر من 3 إلى 5 سنوات. ولكن كما هو الحال مع أي علاج أو وسيلة طبية، يختلف تأثيره من شخص لآخر، حيث تشير بعض تجارب المرضى إلى نتائج قد تكون غير مرضية أو حتى مزعجة في بعض الحالات.

في هذا المقال، سنتناول استخدام نكسبلانون كوسيلة منع حمل، استعراض تجارب المرضى الذين استخدموه، فعاليته، وتاريخ الموافقة عليه، مع التركيز على بعض الجوانب الهامة التي قد تؤثر على قرار المستخدمين.

مبدأ عمل نكسبلانون

يتكون نكسبلانون من جهاز صغير جدًا، يُزرع تحت الجلد في الذراع العلوي بواسطة الطبيب أو الممرضة المدربة. يتم إطلاق هرمون إيتونوجيستريل ببطء داخل الجسم، مما يعمل على تثبيط عملية الإباضة (منع خروج البويضة من المبيض) ويجعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.

يستمر تأثير نكسبلانون في منع الحمل لمدة تصل إلى 3 سنوات، ويمكن إزالته في أي وقت إذا رغبت المرأة في ذلك. يمتاز هذا الجهاز بتوفير حماية فعالة ضد الحمل بنسبة عالية من النجاح تصل إلى 99%، وهو ما يجعله من الخيارات المناسبة للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد ومريحة.

تاريخ الموافقة على نكسبلانون

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 9 أغسطس 2015 كوسيلة فعالة لمنع الحمل. ومنذ ذلك الحين، أصبح من الخيارات الشائعة في العديد من البلدان بفضل فعاليته التي لا تترك مجالًا للشك في فاعليته.

تجارب المرضى مع نكسبلانون

بالرغم من فعالية نكسبلانون العالية في منع الحمل، إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية غير مرغوب فيها، مما يساهم في تكوين آراء متباينة حول هذا الجهاز.

أحد المراجعات الأكثر تفصيلًا من قبل مستخدمين نكسبلانون جاء على لسان إحدى النساء التي قالت:
“لقد كنت أستخدم نكسبلانون لمدة عامين ونصف الآن. كانت التجربة أسوأ شيء مررت به. نعم، لن تصبحي حاملًا، ولكن ستظلّين تنزفين بشكل مستمر لدرجة أنك نادرًا ما ستتمكنين من ممارسة الجنس. أتعرض للنزيف كل 3 أشهر، أو كل 3 أسابيع، أو في بعض الأحيان كل شهر. أنا دائمًا في حالة نزيف ولا أستطيع تحديد كم من المال أنفقت على الفوط الصحية. أبحث حاليًا عن موعد لإزالة هذا الجهاز!”

• التقييم العام: 1 من 5.

تُظهر هذه التجربة بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة، مثل النزيف المستمر والمتكرر، وهو عرض شائع بين بعض النساء اللواتي استخدمن نكسبلانون. على الرغم من أن معظم النساء لا يعانين من نزيف دائم، إلا أن تلك التي تواجه هذه المشكلة قد تجد صعوبة في التكيف مع الجهاز.

فعالية نكسبلانون

من الناحية الفعالية، يُعتبر نكسبلانون واحدًا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث إن معدل الفشل فيه يبلغ 0.1% فقط، مما يعني أن أقل من 1 امرأة من بين 100 امرأة قد تصبح حاملاً في السنة الأولى من استخدامه بشكل صحيح. ولكن من المهم أن نلاحظ أن فعاليته يمكن أن تتأثر إذا تم نزع الجهاز أو إذا تم إزالته بطريقة غير صحيحة، مما يؤدي إلى انخفاض الحماية ضد الحمل.

الآثار الجانبية لنكسبلانون

بجانب النزيف المستمر الذي تم ذكره في تجارب بعض المرضى، يمكن أن يواجه مستخدمو نكسبلانون بعض الآثار الجانبية الأخرى التي قد تشمل:

• التغيرات في الدورة الشهرية: مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو النزيف المتكرر.
• الصداع: بعض النساء أبلغن عن زيادة في حالات الصداع بعد استخدام نكسبلانون.
• تغيرات في الوزن: يمكن أن يؤدي استخدام نكسبلانون إلى زيادة الوزن لدى بعض النساء.
• الألم في مكان الزرع: يعاني بعض المستخدمين من ألم أو تورم في منطقة الزرع.
• تقلبات مزاجية: مثل الاكتئاب أو القلق.

من المهم أن تناقش النساء مع أطبائهن جميع المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام نكسبلانون قبل اتخاذ القرار باستخدامه كوسيلة لمنع الحمل.

تواتر وصف نكسبلانون

فيما يتعلق بتكرار الوصفات، يظهر من البيانات المتاحة أن نكسبلانون تم وصفه 14 مرة على الأقل للمريضات في الفترة التي تم جمع المعلومات عنها. هذا يشير إلى أن الأطباء يعتبرون نكسبلانون خيارًا موثوقًا وفعالًا للمريضات اللواتي يرغبن في وسيلة منع حمل طويلة الأمد. ومع ذلك، يتطلب الأمر فحصًا دوريًا من قبل الطبيب للتأكد من عدم حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها.

مقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى

يعد نكسبلانون من الخيارات المفضلة لدى العديد من النساء اللاتي لا يرغبن في تناول حبوب منع الحمل يوميًا أو اللاتي يواجهن صعوبة في الالتزام بمواعيد الحبوب. ومع ذلك، يُفضل بعض الأشخاص وسائل أخرى مثل اللولب أو الحبوب التي يمكن أن تكون أكثر ملاءمة لبعض النساء بناءً على وضعهن الصحي أو تفضيلاتهن الشخصية.

توصيات للنساء قبل استخدام نكسبلانون

قبل اتخاذ قرار باستخدام نكسبلانون كوسيلة لمنع الحمل، يُنصح بالاستشارة مع الطبيب المختص، الذي يمكنه أن يشرح الفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدامه. يجب على المرأة أن تكون على دراية بأن هذا الجهاز لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا، لذا من المهم استخدام وسائل وقاية أخرى مثل الواقي الذكري إذا كان هناك خطر من انتقال العدوى.

الخلاصة

في النهاية، يُعتبر نكسبلانون (إيتونوجيستريل) أحد الخيارات الفعالة والطويلة الأمد لمنع الحمل، ولكن كما هو الحال مع جميع الأدوية والعلاجات الطبية، قد يواجه بعض المرضى آثارًا جانبية غير مرغوب فيها تؤثر على تجربتهم الشخصية. من المهم أن تزن النساء جميع الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ قرار باستخدام هذا الجهاز، وأن يناقشوا مع أطبائهم كافة التفاصيل المتعلقة به.

قد يكون نكسبلانون الخيار المثالي للعديد من النساء، بينما قد يكون غير مناسب لآخرين نظرًا للآثار الجانبية التي قد يعانون منها.