نظرة شاملة على جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon) لمنع الحمل: الفعالية والمراجعات والتجارب
يُعد جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon) من وسائل منع الحمل الفعّالة والتي تم اعتمادها من قبل الهيئات الصحية العالمية كأحد الخيارات الحديثة لمنع الحمل. يعتمد هذا الجهاز على تركيب هرموني يتم زرعه تحت الجلد وهو يعد من الوسائل طويلة الأمد التي تضمن حماية فعالة ضد الحمل، ولكن على الرغم من فوائده الواضحة، فإن تجربته تختلف بشكل كبير بين المستخدمين، حيث يواجه بعضهم آثارًا جانبية غير مرغوب فيها قد تؤثر على حياتهم بشكل سلبي. في هذا المقال، نستعرض كافة الجوانب المتعلقة بجهاز “نكسبلانون”، بما في ذلك فعاليته، آراء المرضى، المراجعات، وفترة الموافقة عليه، وأبرز المشاكل المرتبطة به.
ما هو جهاز “نكسبلانون”؟
“نكسبلانون” هو جهاز صغير الحجم يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع بواسطة طبيب مختص. يحتوي الجهاز على هرمون “إتنونوجيسترل” (Etonogestrel)، وهو هرمون صناعي مشابه للبروجستيرون الطبيعي في الجسم، ويعمل على منع الحمل بعدة طرق:
- منع الإباضة: بحيث لا تُطلق المبايض بويضة.
- تغيير سمك مخاط عنق الرحم: مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس في جدار الرحم.
يتم زرع الجهاز تحت الجلد في إجراء طبي بسيط ويستمر تأثيره لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ويمكن إزالته في أي وقت إذا رغبت المرأة في العودة إلى الحمل.
متى تم الموافقة على “نكسبلانون”؟
تمت الموافقة على جهاز “نكسبلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 8 يوليو 2016، ليُصبح أحد الخيارات المتاحة لملايين النساء حول العالم لمنع الحمل. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الوسيلة من وسائل منع الحمل الشائعة في العديد من البلدان.
فعالية جهاز “نكسبلانون”
يعد “نكسبلانون” من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. وفقًا للدراسات السريرية، فإن فعاليته تصل إلى حوالي 99.95% في منع الحمل، مما يعني أن عددًا قليلاً جدًا من النساء قد يحدث لديهن حمل حتى لو استخدمنه بشكل صحيح. وهذا يجعله خيارًا مفضلًا لأولئك اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد ودون الحاجة للتذكر اليومي.
تجارب وآراء المرضى
بينما يتميز جهاز “نكسبلانون” بفعالية عالية في منع الحمل، إلا أن تجارب المرضى لا تقتصر فقط على الفوائد. هناك العديد من الآراء والمراجعات التي تشير إلى أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية مزعجة تؤثر على نوعية حياتهن بشكل كبير.
مراجعة سلبية من إحدى المرضى:
إحدى التجارب التي تم نشرها على منصات الإنترنت توضح جانبًا آخر من استخدام جهاز “نكسبلانون”. حيث قالت إحدى النساء التي استخدمت الجهاز لما يقارب العام:
“قد يكون هذا أسوأ شيء حدث لي على الإطلاق. لقد مضى عام تقريبًا على استخدامه، وأطول فترة توقفت خلالها عن النزيف كانت أسبوعًا واحدًا فقط. كنت أعاني من القلق قبل استخدامه، والآن يمكنني إضافة الاكتئاب الشديد إلى تلك القائمة. جعلني الجهاز مجنونة، وكان ذلك رائعًا في السنة الأولى من دراستي الجامعية. اضطررت لاستخدام السدادات اليومية بسبب النزيف المستمر، وهو أمر كان مفيدًا في البداية، لكن الوضع أصبح سيئًا للغاية بعد ذلك. فقدت 15 كيلوغرامًا في البداية (ربما بسبب التوتر مع بداية العام الجامعي)، ولكن بعد ذلك استعدت كل الوزن المفقود وزدت عليه 18 كيلوغرامًا إضافية. كما أصبت بعدوى فطرية بسبب النزيف المستمر الذي أثر على توازن الرقم الهيدروجيني لجسمي. نصحني أطبائي ومعالجتي وأمي بإزالته، وأنا أفكر في إزالته بنفسي بسبب المشاكل العديدة التي سببها لي. كما ترك لي الجهاز ندبة كبيرة وغير جميلة. لا أنصح به أبدًا لأي شخص لا يريد أن تدمر حياته.”
هذه المراجعة تشير إلى بعض المشاكل النفسية والجسدية التي قد تحدث لبعض النساء بسبب استخدام “نكسبلانون”، مثل النزيف المستمر، زيادة الوزن، والآثار الجانبية النفسية مثل القلق والاكتئاب.
التقييم العام من المرضى
أظهرت المراجعات من المرضى بشكل عام تباينًا كبيرًا في التأثيرات. بينما كانت بعض النساء راضيات عن فعالية الجهاز في منع الحمل، فإن الكثير منهن قد اشتكين من الآثار الجانبية المزعجة التي تراوحت بين النزيف المستمر، الصداع، زيادة الوزن، وتغيرات في المزاج، مثل الاكتئاب والقلق. العديد من هؤلاء المرضى قد أعربوا عن رغبتهم في إزالة الجهاز في أقرب وقت ممكن بعد المعاناة من هذه الأعراض.
في دراسة شملت مجموعة من النساء اللاتي استخدمن “نكسبلانون”، تم الإبلاغ عن أن 1 من كل 5 نساء قد توقفن عن استخدامه بسبب هذه الآثار الجانبية المزعجة.
عدد الوصفات الطبية
على الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية التي قد يواجهها بعض المستخدمين، إلا أن “نكسبلانون” قد تم وصفه بشكل متكرر، حيث أُعطي لحوالي 10 مرات تقريبًا لكل مريض تم تشخيصه كخيار مناسب لوسيلة منع الحمل على مدار فترة استخدامه. يعتبر هذا الرقم مؤشراً على اعتمادية العديد من الأطباء على هذا الخيار وتفضيله بين وسائل منع الحمل الأخرى.
الآثار الجانبية والمشاكل المرتبطة باستخدام “نكسبلانون”
بينما يعد جهاز “نكسبلانون” وسيلة فعّالة للغاية لمنع الحمل، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث عند بعض المستخدمين وتشمل:
- النزيف غير المنتظم: واحدة من أكثر الشكاوى شيوعًا بين مستخدمي “نكسبلانون” هي النزيف المستمر. بعض النساء قد يعانين من نزيف مفرط أو غير منتظم لفترات طويلة.
- التغيرات في الوزن: زيادة الوزن هي مشكلة شائعة بين بعض المستخدمين، حيث يعاني البعض من اكتساب وزن زائد بعد بدء استخدام الجهاز.
- الآثار النفسية: قد يعاني بعض المستخدمين من تغييرات في المزاج، مثل القلق والاكتئاب، كما تشير بعض المراجعات السلبية.
- الإصابة بعدوى فطرية: بسبب التغيرات في توازن الهرمونات، قد تزيد احتمالية الإصابة بالتهابات فطرية مثل التهاب المهبل.
- الندوب: بعد إزالة الجهاز، يمكن أن تترك الندوب في منطقة الزرع تحت الجلد.
الختام
“نكسبلانون” هو خيار فعال لمنع الحمل، لكن تأثيراته ليست متشابهة لجميع النساء. في حين أنه يعد وسيلة موثوقة وآمنة لبعض النساء، إلا أن البعض قد يواجه آثارًا جانبية خطيرة قد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهن. من المهم أن تستشير النساء الأطباء المتخصصين وتناقش معهن جميع الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار باستخدام هذا الجهاز. لا بد من مراعاة التجارب الشخصية والآراء المتنوعة، خاصة في حالات وجود مشاكل صحية مسبقة قد تؤثر على التفاعل مع هذا الجهاز.
في النهاية، يبقى القرار الشخصي بالتعاون مع الطبيب هو الأهم لتحديد الخيار الأنسب لمنع الحمل بناءً على التاريخ الصحي والتجارب الشخصية.