يعتبر إيتونوجيستريل (Etonogestrel)، المعروف تجاريًا باسم “نكسبلانون” (Nexplanon)، أحد الوسائل الحديثة في تحديد النسل، وهو عبارة عن زرعة هرمونية تحت الجلد يتم تركيبها في الذراع العلوي لمنع الحمل. يعمل هذا الجهاز عن طريق إطلاق هرمون البروجيستيرون الصناعي بشكل مستمر إلى الدم، مما يساهم في منع الحمل بعدة آليات، بما في ذلك تثبيط الإباضة، وزيادة كثافة المخاط في عنق الرحم لمنع مرور الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى تغيير بطانة الرحم مما يمنع التصاق البويضة المخصبة.
كيفية عمل نكسبلانون
يتكون جهاز نكسبلانون من قضيب صغير مرن يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي للذراع، ويتم ذلك بواسطة طبيب مختص تحت تأثير التخدير الموضعي. يُعتبر من وسائل منع الحمل طويلة الأمد التي تستمر فعاليتها لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ويُسمح بإزالته في أي وقت إذا رغبت المرأة في ذلك. كما أن نكسبلانون لا يتطلب اهتمامًا يوميًا من قبل المستخدم، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللاتي يفضلن وسيلة منع حمل طويلة الأمد وخالية من التفكير اليومي.
الموافقة على نكسبلانون
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 29 إبريل 2016. منذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز من الوسائل الشائعة بين النساء في العديد من البلدان، بما في ذلك الدول الأوروبية، حيث يعتبر بديلاً مثاليًا للوسائل الأخرى مثل حبوب منع الحمل واللولب.
التجربة الشخصية للمريضة مع نكسبلانون
تصف إحدى المستخدمين تجربتها مع نكسبلانون، حيث بدأت باستخدامه في سبتمبر 2015، وكان السبب في اختيارها لهذه الوسيلة هو رغبتها في تجنب الحاجة إلى الحصول على وصفة طبية جديدة لوسيلة منع الحمل “نوفا رينغ” (NuvaRing) في أوروبا خلال فترة دراستها. في البداية، كانت التجربة تسير بشكل جيد، حيث لم تعاني من أي ألم أو مشاكل، وكانت هناك فقط كدمة صغيرة استمرت لمدة أسبوع، لكنها لم تكن مشكلة كبيرة. ومع مرور الوقت، بدأت المعاناة تظهر في الشهر الثاني، حيث بدأت تواجه مشاكل صحية غير متوقعة.
الأعراض التي واجهتها:
- النزيف المستمر: بدأت المريضة في الشهر الثاني من استخدام نكسبلانون تلاحظ حدوث نزيف مستمر، حيث كانت تعاني من نزيف خفيف ثم انقطاعه ثم عودته مرة أخرى. هذا النمط من النزيف أصبح شبه مستمر، مما أثر بشكل كبير على حياتها اليومية.
- زيادة حب الشباب: بالإضافة إلى النزيف المستمر، بدأت المريضة تعاني من زيادة ملحوظة في حب الشباب، وهو ما لم تكن تعاني منه قبل استخدام نكسبلانون.
- التجربة العامة: على الرغم من أن نكسبلانون كان يبدو خيارًا مثاليًا في البداية، إلا أن الآثار الجانبية التي نشأت لاحقًا جعلتها تشعر بعدم الارتياح، مما دفعها إلى التفكير في إزالته بعد 8 أشهر من الاستخدام.
تقييم فعالية نكسبلانون
من حيث الفعالية، يعتبر نكسبلانون من الوسائل التي توفر حماية عالية من الحمل، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل الفشل في الحمل هو أقل من 1% سنويًا في حالة الاستخدام الصحيح. وهذا يجعله أحد الخيارات الموثوقة في فئة وسائل منع الحمل طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن فعاليته قد تتأثر ببعض الآثار الجانبية التي قد تعاني منها بعض النساء مثل النزيف غير المنتظم أو التغيرات في البشرة.
التقييم الشخصي للمريضة
تعطي المريضة تقييمًا يقارب 3 من 5 لفعالية نكسبلانون، وهذا يشير إلى أنها لم تكن راضية تمامًا عن النتيجة بسبب الآثار الجانبية التي تعرضت لها. على الرغم من أن نكسبلانون قدم لها حماية فعالة من الحمل، إلا أن المشكلات الأخرى التي نشأت على مدى الوقت، مثل النزيف المستمر وزيادة حب الشباب، جعلت التجربة بشكل عام أقل من المتوقع.
عدد مرات وصف نكسبلانون
تشير البيانات إلى أن نكسبلانون يتم وصفه بشكل معتدل، حيث لم يتجاوز عدد الوصفات التي تلقاها المستخدم في هذه الحالة سوى مرتين خلال فترة استخدامه. ورغم أن هذه الوسيلة تعتبر من الخيارات المريحة والفعالة، فإن الأعراض الجانبية التي قد يواجهها البعض تجعل قرار الاستمرار أو التوقف عنها موضوعًا بحاجة إلى تقييم فردي دقيق.
الآثار الجانبية المحتملة لنكسبلانون
على الرغم من فعاليته العالية، إلا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة لاستخدام نكسبلانون. تتراوح هذه الآثار من بسيطة إلى معقدة، وقد تشمل:
- التغيرات في الدورة الشهرية: يعد النزيف غير المنتظم أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، حيث قد تعاني بعض النساء من نزيف مستمر أو بقع دم خلال الأشهر الأولى من الاستخدام.
- تغيرات جلدية: مثل زيادة حب الشباب أو ظهور البثور.
- آلام في الثدي: قد تشعر بعض النساء بحساسية أو ألم في الثديين.
- التأثيرات النفسية: بعض النساء قد يعانين من تغيرات في المزاج أو اكتئاب خفيف.
- الصداع: قد تزداد شدة الصداع لدى بعض النساء.
- زيادة الوزن: هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن بعض النساء قد يعانين من زيادة بسيطة في الوزن أثناء استخدام نكسبلانون.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
في حالة ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل النزيف المستمر أو حب الشباب، يُنصح بمراجعة الطبيب لمناقشة الخيارات المتاحة. يمكن أن تشمل الحلول المعدلة تغيير نوع الوسيلة أو التفكير في إزالة جهاز نكسبلانون والانتقال إلى وسيلة أخرى تتناسب بشكل أفضل مع الجسم.
الخلاصة
يعد نكسبلانون خيارًا فعالًا وطويل الأمد لمنع الحمل، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع بسبب الآثار الجانبية المحتملة مثل النزيف المستمر وزيادة حب الشباب. بالنسبة لبعض النساء، قد تكون هذه الآثار غير مريحة بما فيه الكفاية لاتخاذ قرار بإزالته، في حين قد تجد أخريات أن فوائده تفوق عيوبه. يُنصح دائمًا بالتحدث مع الطبيب قبل اتخاذ قرار بشأن الوسيلة المثلى لمنع الحمل، خصوصًا في حالة وجود تاريخ طبي أو مشاكل صحية معينة قد تؤثر على اختيار الوسيلة المناسبة.