في عمل أدبي يحمل عنوان “من أعماق السجون: نقرة السلمان، قيود تحطمت”، يأخذنا الكاتب عبد القادر العيداني في رحلة أدبية استثنائية إلى أعماق التاريخ السياسي في العراق. يستعرض الكتاب بشكل شيّق وممتع السجل البطولي للسجناء السياسيين العراقيين، خاصة بعد انقلاب 8 شباط 1963. هذا الحدث الرئيسي يتيح للقارئ فهم البطولة والتصدي والصمود الذين قام بهم السجناء في مواجهة الانقلابيين الطغاة من حزب البعث وحرسه القومي.
الكتاب يستعرض بعناية الحياة داخل السجون، خاصة في البادية الجنوبية من العراق، حيث يتعرض السجناء للموت والقهر وارتداء السلاسل التي تقيدهم، وذلك بهدف إذلالهم. يركز العيداني على محاولات الزمر الحاكمة لكسر إرادة السجناء، ولكن يظل الصمود والإصرار هما سمتي هؤلاء الأبطال السياسيين.
الكتاب يعرض الواقع الصعب الذي واجهه السجناء السياسيون بعد انقلاب عام 1963، حيث امتلأت السجون بآلاف النشمين الذين لم يرتكبوا جريمة إلا أنهم كانوا من أنصار ثورة يوليو 1958، والذين كانوا يدافعون عن مكاسبها ومبادئها الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع الفقراء والمعدمين.
تأخذنا صفحات هذا العمل الأدبي في رحلة عاطفية وتاريخية، حيث يبرز الكاتب العيداني بشكل فريد جماليات المعاناة والتحديات التي واجهها السجناء. تتخذ الكلمات منحىً فنياً يلامس القلب والعقل، مما يضفي على النص قيمة إضافية. غلاف الكتاب الورقي يزيد من جاذبيته، مما يجعله قطعة أدبية متكاملة وفريدة في فضاء الكتب السياسية.
تقف النشرة “نور للنشر” كوسيط بين الكاتب والقارئ، مساهمةً في نشر هذا العمل الفريد، الذي يلقي الضوء على فصول مظلمة من تاريخ العراق، ويروي قصة الصمود والتحدي بوجه الطغيان. يعد هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة الكتب السياسية، حيث يستحق القراء استكشافه لفهم عمق التحولات التاريخية وروح المقاومة في المجتمع العراقي.