في كتاب “في نقد الأحزاب الإسلامية في مصر بعد 2011” الذي ألَّفه السيد أبو فرحة وأحمد عسكر، يُسلط الضوء على المرحلة الفارقة التي عاشتها العديد من النظم السياسية العربية ابتداءً من عام 2011. ارتبطت تلك الفترة بما أُعرف إعلاميًا بـ “نهضة التياؤات الإسلامية”، حيث تصدرت الأحزاب ذات الطابع الإسلامي المشهد السياسي في مختلف تلك الدول، ولكن بدرجات متفاوتة.
يتناول الكتاب الاخفاقات التي تكبدتها هذه الأحزاب في محاولاتها لإعادة تشكيل أدواتها التقليدية في المشاركة السياسية، وكيف اندثرت بسرعة عن الساحة العربية. يُظهر الباحثان في هذا العمل البحثي قدرة فائقة على تحليل وتفكيك هذه التجارب، ويقدمان نموذجين ملموسين لفهم أعماق هذا الظاهرة في السياق المصري بعد عام 2011.
على وجه التحديد، يتناول البحث نموذجين بارزين في المشهد المصري بعد الثورة، وهما حزب الوسط ومصر القوية. يقدم الكتاب عرضًا شاملاً لتلك الأحزاب، يشمل جوانب متنوعة من برامجهم وأهدافهم وكيفية تعاملهم مع التحولات السياسية في مصر.
يتسم الكتاب بأسلوبٍ فريد يجمع بين الأسلوب الأكاديمي واللغة السهلة، مما يجعله مفهومًا للقارئ ذي الاهتمام بالشؤون السياسية. يُبرز الباحثان تفرغهما لاستكشاف الجوانب العميقة والتحليلية للموضوع، مما يضفي على الكتاب طابعًا أدبيًا يتيح للقارئ فهمًا أعمق للتحولات السياسية في مصر بعد عام 2011.
تم نشر الكتاب في عام 2017 من قِبل دار النشر “نور للنشر”، ويمتد إلى 220 صفحة، ما يُظهر تفصيلًا وعمقًا في التحليل. يأتي الكتاب في غلاف ورقي، مما يعكس اهتمام الناشر بتقديم منتج ذو جودة عالية.
يُصنف الكتاب ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع العلوم السياسية. يشكل هذا العمل البحثي إسهامًا قيمًا وفريدًا في فهم التحولات السياسية الحديثة في مصر، ويعزز مكانته كمرجع أكاديمي مهم في مجال الدراسات السياسية.