“السفور والحجاب”، هو أحد الكتب الفريدة التي تتناول قصة حياة الكاتبة نظيرة زين الدين، التي أضاءت على مسارها الحافل بالتحديات والإنجازات. تأتي هذه السيرة الذاتية لتسلط الضوء على الرحلة الفكرية والثقافية لفتاة نشأت في بيئة علمية مثقفة بفضل والدها، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في القضاء في الأستانة بتركيا.
تبدأ القصة بوصف دقيق لمحيط نشأة نظيرة في قرية عين قني الشوف في جبل لبنان، وكيف ترعرعت في جو يمزج بين العلم والثقافة. ولدت في عام 1908 في تركيا، حيث كان والدها يتولى مسؤولية رفيعة في القضاء، مما منحها فرصة للتعلم والتفوق في بيئة تعليمية تمتاز بالجد والاجتهاد.
تُسلط الضوء على مسيرة نظيرة كأديبة وفيلسوفة، حيث كانت تتلمذ على يد والدها الذي كان مشرعًا ونائبًا عامًا في محكمتي التمييز والاستئناف. يتم استعراض رحلتها الفكرية وتأثير هذا التربية العلمية في بناء شخصيتها ورؤيتها للحياة.
يتعمق الكتاب في تفاصيل حياتها الشخصية والمهنية، مع التركيز على دورها في مجال الصحافة والإعلام. يُسلط الضوء بشكل خاص على مساهماتها في تنظيم الندوات والمؤتمرات، حيث كان لها دور بارز في تشكيل الرأي العام وتبني القضايا الاجتماعية والثقافية.
يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والجذاب، حيث يمزج بين السرد الأدبي والتحليل الفلسفي. تستند الكاتبة إلى مصادر موثوقة وشهادات شهود عيان، مما يعزز مصداقية السرد ويضفي عمقًا إضافيًا على النص.
تأتي هذه السيرة الذاتية كمصدر قيم للباحثين والقراء الراغبين في فهم تاريخ وثقافة المنطقة، وتشكل إضافة لمكتبة كل عاشق للأدب والتاريخ. “السفور والحجاب” لا يقتصر فقط على سرد حياة فرد بل يمتد إلى توثيق تاريخ وتراث يلهم الأجيال الحالية والمستقبلية.