في كتاب “في النظرية الفلسفية للمعرفة: أفلاطون-ديكارت-كانط” الذي كتبه محمد هشام ونشره ببلومانيا للنشر والتوزيع في عام 2017، يتم استكشاف نظرية المعرفة في إطار التفكير الفلسفي الغربي، حيث تشكل هذه النظرية النقطة المركزية التي يتم من خلالها تنظيم مختلف الأبعاد والمقاربات الفلسفية لمختلف المجالات التي يتناولها الفلسفة. تُعتبر نظرية المعرفة، في جوهرها، إطارًا يضمن التجانس للمواقف التي تم تطويرها من قبل الأنساق الفلسفية تجاه الممارسات العلمية في مجموعة متنوعة من المجالات.
تقوم الفلسفة في الثقافة الغربية بتحديد نفسها من خلال العلوم، حيث تعتبر العلوم الفلسفة كجزء أساسي منها، لكنها في نفس الوقت تستخدم العلوم لخدمة أهداف وغايات خاصة بها، سواء كانت أخلاقية أو دينية أو إيديولوجية، ولا تُولي اهتمامًا خاصًا للعلم في حد ذاته.
ويحاول الكتاب من خلال استعراض ثلاثة نماذج رئيسية – أفلاطون وديكارت وكانط – أن يلقي الضوء على هذه المسألة من خلال التحليل والتفكير، ليظهر بوضوح مدى ما يُعرف بـ “لعبة الفلسفة”. حيث يؤكد الكتاب أن نظرية المعرفة هي في الواقع نظرية تستغل العلوم لصالح مصالح فلسفية وعملية، وهو ما يختلف عن طبيعة العلوم نفسها.
بما يمتد لـ 223 صفحة، يقدم الكتاب فحوىً معرفيًا متعمقًا يتيح للقارئ فهمًا أعمق لعلاقة الفلسفة بالعلوم وكيفية استخدامها لأهدافها الخاصة. ومن خلال تحليل النماذج الثلاثة المذكورة، يسلط الكتاب الضوء على التطور التاريخي لفهم الإنسان للمعرفة وعلاقتها بالعلوم والفلسفة، وكيف يمكن أن تكون هذه العلاقة متشعبة ومعقدة.
بغلافه الورقي وتصنيفه ضمن فئة الفلسفة وفرعه الفكر الفلسفي، يعتبر الكتاب مصدرًا قيمًا للمهتمين بدراسة الفلسفة والعلوم، حيث يقدم رؤية متميزة وعميقة لمفهوم المعرفة ودورها في بناء الفهم الفلسفي للعالم.