الفرق بين الليزر والليزك: فحص تقني وطبّي شامل
تعد تقنيات الليزر والليزك من الأساليب الحديثة والمبتكرة التي تستخدم في مجال علاج مشاكل العين، سواءً كانت تتعلق بالتصحيح البصري أو العلاجات الطبية الأخرى. ورغم أنَّ كلا المصطلحين يبدوان مشابهين في الوهلة الأولى، إلا أنهما يختلفان تمامًا من حيث التقنية المستخدمة، والنتائج التي يمكن تحقيقها، والطرق التي يعتمد عليها كل منهما لتحقيق نتائج العلاج المرجوة.
مفهوم الليزر والليزك
الليزر هو اختصار لعبارة “تضخيم الضوء بواسطة الانبعاث المحفز للإشعاع”، وهو جهاز يستخدم شعاعًا من الضوء عالي التركيز لعلاج العديد من الحالات الطبية والجمالية. في سياق علاج العيون، يتم استخدام الليزر في تقنيات مثل جراحة تصحيح البصر لإعادة تشكيل سطح القرنية.
أما الليزك، فهو اختصار لعبارة “الاستئصال باستخدام أشعة الليزر تحت القرنية”، وهي عملية جراحية يتم فيها استخدام شعاع الليزر لإعادة تشكيل القرنية بشكل دقيق بحيث يتحسن الرؤية. تعتبر عملية الليزك واحدة من تقنيات الليزر المتقدمة التي تهدف إلى تصحيح مشاكل الرؤية مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم.
الفرق الرئيسي بين الليزر والليزك
يمكن تلخيص الفرق الرئيسي بين الليزر والليزك في طريقة استخدام كل منهما. بينما يُستخدم الليزر بشكل عام كأداة علاجية لإجراء تعديلات في الأنسجة الحيوية مثل القرنية، فإنَّ الليزك هو نوع محدد من استخدام الليزر في جراحة العين.
الليزر:
-
يستخدم شعاعًا من الضوء ذو طاقة عالية لاستئصال أو تعديل الأنسجة.
-
يمكن استخدامه في مجالات متعددة مثل التجميل (على سبيل المثال، إزالة الشعر بالليزر) أو في العلاج الطبي (مثل علاج أمراض العيون والجلد).
-
عملية العلاج تتم بشكل غير جراحي في الغالب، وتقتصر على استهداف الخلايا المتضررة أو إعادة تشكيل الأنسجة بشكل دقيق.
الليزك:
-
هو نوع من العمليات الجراحية التي تستخدم الليزر، ولكنه يتضمن خطوات إضافية. يتم في البداية إجراء شق في سطح القرنية باستخدام أداة دقيقة، ثم يتم استخدام شعاع الليزر لتعديل شكل القرنية.
-
يتم إجراء العملية تحت تأثير التخدير الموضعي ولا تتطلب فترات نقاهة طويلة.
-
تستهدف العملية تصحيح العيوب البصرية مثل قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم، حيث يعيد الليزر تشكيل سطح القرنية ليعكس الضوء بشكل صحيح على شبكية العين.
الفرق من حيث التقنية والعلاج
الليزر:
تتم عملية الليزر من خلال توجيه شعاع ضوء مركز على جزء معين من الجسم لعلاج مشكلة محددة. في حالة العيون، قد يُستخدم الليزر لعلاج أمراض مثل الزرق، أو الكدمات التي تصيب الأنسجة العينية، كما يتم استخدامه في الجراحات التجميلية لتقليل التجاعيد أو إزالة البثور.
أما في مجال تصحيح البصر، فإنَّ الليزر قد يستخدم لتعديل سطح القرنية في حالة عمليات جراحة العيون باستخدام الليزر، مثل تقنية PRK (جراحة القرنية بالليزر السطحية).
الليزك:
عملية الليزك هي واحدة من أحدث تقنيات جراحة العين، وتتميز باستخدام شعاع الليزر بأعلى درجات الدقة لتحسين الرؤية عن طريق تعديل شكل القرنية. تتميز عملية الليزك بأنها عملية جراحية دقيقة جدًا وفعالة في علاج مشاكل الرؤية الأكثر شيوعًا، كما أنها أكثر سرعة وأقل في التسبب بالألم مقارنة بالعديد من الجراحات الأخرى.
تبدأ عملية الليزك بخطوتين رئيسيتين:
-
تحضير القرنية: حيث يتم إجراء شق دقيق في الطبقة السطحية للقرنية، ويقوم الجراح باستخدام أداة دقيقة (مثل الميكروكيراتوم) لرفع طبقة رقيقة من القرنية.
-
إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر: يتم استخدام شعاع ليزر عالي الدقة لإزالة الأنسجة المتضررة من القرنية وتعديل شكلها بما يتناسب مع العيب البصري لدى المريض.
الفروقات في التطبيق والاستخدام
الليزر:
-
يُستخدم بشكل عام لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والعيوب البصرية.
-
يُستخدم في علاج حالات متعددة مثل إزالة الشعر، أو علاج الجلد (مثل التخلص من الوحمات)، أو علاج العيون عبر تقنيات مختلفة مثل PRK.
-
لا يتطلب دائمًا التدخل الجراحي الكامل كما هو الحال في الليزك.
الليزك:
-
يُستخدم حصريًا في جراحة العيون، وتحديدًا في عمليات تصحيح البصر.
-
تتطلب العملية تخديرًا موضعيًا وأدوات طبية دقيقة، حيث يتم تعديل شكل القرنية باستخدام الليزر تحت طبقة القرنية، مما يساعد في تحسين الرؤية بشكل كبير.
-
النتائج النهائية تكون دقيقة جدًا، مما يتيح للمريض رؤية واضحة بعد فترة قصيرة من العملية.
الآثار الجانبية والمخاطر
الليزر:
عند استخدام الليزر في جراحات العين أو العلاجات الطبية الأخرى، قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل الجفاف أو الاحمرار في العينين. إلا أنَّ هذه الآثار عادةً ما تكون مؤقتة وتختفي خلال فترة قصيرة بعد العلاج.
الليزك:
مثل أي عملية جراحية، قد تنطوي جراحة الليزك على بعض المخاطر والآثار الجانبية، مثل جفاف العين، أو هالات حول الأضواء، أو عدم استجابة القرنية بالطريقة المتوقعة. ومع ذلك، فإنَّ الليزك يعتبر من أكثر عمليات تصحيح البصر أمانًا وفعالية عندما يتم إجراؤه على يد جراح ماهر.
الفروقات من حيث التكلفة
تعتبر تكلفة الليزك أعلى من تكلفة الليزر التقليدي، وذلك بسبب تعقيد العملية والمتطلبات التقنية العالية. حيث يتطلب إجراء الليزك أجهزة طبية متقدمة، بالإضافة إلى المهارات العالية للجراحين المتخصصين في هذا النوع من العمليات.
من ناحية أخرى، يعد استخدام الليزر في العلاجات غير الجراحية (مثل علاج العين أو الجلد) أقل تكلفة من الليزك، لكن قد يختلف السعر بناءً على نوع العلاج والحالة الطبية التي يتم علاجها.
الفروقات من حيث فترة الشفاء
الليزر:
عادةً ما تتطلب العلاجات بالليزر فترة شفاء قصيرة جدًا. على سبيل المثال، في حالة إزالة الشعر بالليزر أو العلاج بالليزر لعيوب العيون، يتمكن المرضى من العودة إلى أنشطتهم اليومية بشكل سريع.
الليزك:
في عملية الليزك، يحتاج المريض عادةً إلى فترة شفاء تتراوح بين يومين إلى أسبوعين، رغم أن بعض المرضى قد يشعرون بتحسن فوري. يمكن أن يعاني البعض من جفاف العين أو حساسية ضوء بعد العملية، لكن معظم الآثار الجانبية تختفي بمرور الوقت.
الختام
إذاً، بينما يقتصر استخدام الليزر على علاج مجموعة واسعة من المشكلات الطبية والجمالية، فإن الليزك يعد نوعًا متطورًا من استخدام الليزر في جراحة تصحيح البصر. تتميز عملية الليزك بأنها عملية جراحية دقيقة وفعالة لتحسين الرؤية، بينما يتم استخدام الليزر في العديد من التطبيقات الطبية والجمالية الأخرى.

