فيلم “There’s Something in the Water”: تسليط الضوء على نضال المجتمعات الأقلية في نوفا سكوشا ضد تأثيرات النفايات الصناعية
يعد فيلم “There’s Something in the Water” من الأفلام الوثائقية المهمة التي تعكس معاناة المجتمعات الأقلية في نوفا سكوشا، كندا، في مواجهة تأثيرات النفايات الصناعية السامة التي تهدد حياتهم وصحتهم. أخرج هذا الفيلم المخرجون إلين بيج وإيان دانيال، وهو يعرض الصراع المستمر بين سكان المنطقة المحليين والحكومات المحلية من أجل حماية بيئتهم من التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية.
مقدمة الفيلم
تم عرض الفيلم لأول مرة في عام 2019، ولكنه لم يحظَ بالإشارة الكافية إلا في عام 2020 بعد إضافته إلى منصة “نتفليكس”، حيث تم نشره في 27 مارس 2020. يبلغ طول الفيلم 72 دقيقة، ويعرض قصة حقيقية تدور حول مجتمعات تواجه تهديدًا بيئيًا ذا عواقب صحية وخيمة، وهو ما يجعل هذا الفيلم واحدًا من الأعمال الوثائقية التي تسلط الضوء على القضايا البيئية في العالم المعاصر.
التركيز على قضية التلوث في نوفا سكوشا
يتناول الفيلم قضية التلوث الذي تسببه النفايات الصناعية في نوفا سكوشا، وهي منطقة تقع في شرق كندا، وتعتبر أحد الأماكن التي تتعرض فيها العديد من المجتمعات للأضرار البيئية المدمرة نتيجة الأنشطة الصناعية في تلك المنطقة. يعرض الفيلم كيف أن بعض المجتمعات المحلية، والتي تكون غالبًا من الأقليات العرقية والعرقية، تواجه مشاكل صحية خطيرة نتيجة لهذه النفايات. ويظهر كيف أن الصناعات الكبرى تؤثر بشكل غير عادل على الفئات الأقل حظًا في المجتمع.
الجهود المجتمعية والمعركة ضد السلطات
يسلط الفيلم الضوء على نضال هذه المجتمعات للحصول على العدالة البيئية، ويظهر الجهود المبذولة من قبل السكان المحليين الذين لا يكتفون بالتضرع إلى السلطات المعنية بل يعكفون على العمل من خلال التنظيم الاجتماعي والنشاطات الميدانية. وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات الحكومية والشركات الكبيرة التغطية على هذه القضايا، تظهر قصص الأفراد الذين يعانون من الآثار الصحية والنفسية لهذا التلوث.
إلين بيج، التي كانت أحد أبطال الفيلم، تقدم في هذا العمل دورًا محوريًا في تسليط الضوء على ما يحدث في هذه المجتمعات المهمشة. وفي هذا السياق، تعتبر تجربة إلين بيج الشخصية من العناصر الأساسية التي أضافت مصداقية وعمقًا للموضوع الذي يناقشه الفيلم.
الرسالة الاجتماعية والبيئية للفيلم
يُعد “There’s Something in the Water” أكثر من مجرد وثائقي؛ إنه رسالة اجتماعية وبيئية قوية تدعو إلى الانتباه إلى قضايا التلوث البيئي وآثاره على صحة الإنسان. يقدم الفيلم للمشاهدين فرصة للتفكير في دور الصناعة في تدمير البيئة وعلى أهمية وضع قوانين وتشريعات لحماية المجتمعات الأقلية والمهمشة.
التأثير الثقافي والاجتماعي للفيلم
بالإضافة إلى كونه فيلمًا بيئيًا، فإنه أيضًا يناقش قضية العدالة الاجتماعية. يلفت الانتباه إلى التفاوتات العرقية والاقتصادية في كندا، حيث أن المجتمعات الأقلية، مثل السكان الأصليين والمهاجرين، هم الذين يعانون أكثر من غيرهم من تأثيرات النفايات الصناعية. يجسد الفيلم نضال هذه المجتمعات في مواجهة الشركات الكبرى والحكومات التي قد لا تُعير انتباهًا كافيًا لهذه القضايا.
ختامًا:
يُعتبر “There’s Something in the Water” أكثر من مجرد فيلم وثائقي يعرض مشكلة بيئية؛ هو بمثابة منبر صوتي للمجتمعات التي تم تهميشها لأسباب اقتصادية وعرقية. وبفضل إخراج إلين بيج وإيان دانيال، ينجح الفيلم في إيصال رسالة قوية عن الحاجة إلى تحقيق العدالة البيئية والاجتماعية. وبالتالي، يقدم هذا العمل فرصة للجمهور للتفكير في مستقبلنا البيئي وكيف يمكننا ضمان بيئة صحية وآمنة لجميع الأفراد، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الاجتماعية.
المراجع:
- صفحة الفيلم على “نتفليكس”
- تقارير بيئية من نوفا سكوشا