11 نصيحة لنجاح العمل من المنزل مع وجود الأطفال
أصبح العمل من المنزل في السنوات الأخيرة خياراً شائعاً للكثيرين، حيث يوفر بيئة مرنة توفر الراحة والوقت. لكن بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أطفال، قد يكون التحدي أكبر، إذ يتطلب الأمر موازنة بين المتطلبات المهنية ومسؤوليات الأبوة أو الأمومة. إدارة هذه التحديات يمكن أن تكون مرهقة في بعض الأحيان، إلا أن هناك طرقاً وأساليب يمكن من خلالها جعل العمل من المنزل أكثر فاعلية وإنتاجية، حتى مع وجود الأطفال في نفس المكان. في هذا المقال، سنتناول 11 نصيحة هامة تساعدك في تحقيق النجاح في العمل من المنزل مع الحفاظ على جودة حياتك الأسرية.
1. وضع جدول زمني مرن ولكن ثابت
وجود جدول زمني هو أحد المفاتيح الأساسية لنجاح العمل من المنزل. ومع وجود الأطفال، قد يتطلب الأمر تعديلات، ولكن من المهم الحفاظ على بعض الثوابت. يجب تحديد ساعات العمل المخصصة بحيث يمكن تنفيذ المهام دون التسبب في توتر. يمكن تحديد وقت العمل في ساعات معينة من اليوم تكون فيها مستويات الطاقة لدى الأطفال أقل، مثل خلال وقت قيلولة أو عندما يكون الأطفال في المدرسة أو منشغلين في نشاطات أخرى.
في الوقت ذاته، يمكن تبني مرونة في ساعات العمل لتناسب احتياجات الأطفال. على سبيل المثال، إذا كان لديك مكالمة مهمة في الوقت الذي يحتاج فيه طفلك إلى الرعاية، يمكنك جدولة المكالمة في وقت لاحق من اليوم.
2. إنشاء مساحة مخصصة للعمل
من الأمور التي تساهم في زيادة الإنتاجية، هي تخصيص مساحة محددة للعمل، بعيداً عن مناطق اللعب أو استراحة الأطفال. هذه المساحة يمكن أن تكون غرفة مخصصة للعمل أو زاوية هادئة في المنزل. وجود مكان ثابت للعمل يساهم في تجنب التشويش ويزيد من التفاعل بينك وبين زملائك أو عملائك في بيئة مهنية أكثر تنظيماً.
من الضروري أن تكون هذه المساحة منظمة، ويجب أن تحتوي على الأدوات التي تحتاجها للعمل بشكل يومي، مثل الكمبيوتر، الهاتف، الأوراق، والمستلزمات المكتبية. كما أن تحديد مكان العمل يساعد الأطفال على التفرقة بين “وقت العمل” و “وقت اللعب”.
3. تحديد أولويات العمل
عندما تكون تعمل من المنزل ولديك أطفال، قد تتداخل الأولويات بشكل مستمر. فبينما قد تكون لديك مهام مهنية هامة، يجب أن تكون لديك قدرة على تحديد أولوياتك لتلبية احتياجات أطفالك. لذلك، من المهم أن تقوم بتحديد مهامك اليومية حسب الأهمية. هناك بعض المهام التي يمكن تأجيلها، بينما يجب إتمام مهام أخرى في وقت معين.
إن معرفة ما يجب إنجازه أولاً يساعد في الحد من التوتر والضغط الناتج عن العمل في ظل وجود أطفال. تحديد الأولويات يكون عاملاً أساسياً لضمان سير العمل بشكل منتظم وتحقيق النجاح.
4. الاستفادة من أدوات الإنتاجية
يعد استخدام أدوات الإنتاجية الحديثة أمراً ضرورياً لتحسين أداء العمل من المنزل. من بين هذه الأدوات توجد التطبيقات والبرامج التي تساعد على إدارة الوقت وتخصيص المهام. يمكن استخدام تطبيقات مثل Trello أو Asana لتنظيم المهام بشكل فعال، مما يساعد في متابعة سير العمل من دون الشعور بالإرباك.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام أدوات للتواصل عن بعد مثل Slack وZoom، مما يجعل من السهل التواصل مع الزملاء والعملاء، وتقليل التشتت أو فقدان التواصل أثناء فترات الانشغال مع الأطفال.
5. تخصيص أوقات للراحة
قد يبدو العمل من المنزل مع الأطفال كمهمة مستمرة لا تنتهي، لكن من المهم تخصيص وقت للراحة والتوقف عن العمل خلال اليوم. يمكن أن تكون هذه فترات قصيرة للقيام بأنشطة مع الأطفال أو للاسترخاء. الراحة تساعد في تجنب الإرهاق العقلي والجسدي، وتجعل العودة إلى العمل بعد الاستراحة أكثر إنتاجية.
خصص بعض الوقت لتناول الطعام أو المشروبات مع الأطفال، أو استمتع بوقت للقراءة أو الجلوس في الهواء الطلق. هذه اللحظات ستكون مفيدة لتجديد طاقتك وتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.
6. التواصل مع الأطفال بوضوح
يجب توعية الأطفال بأنك تعمل من المنزل، وأن هناك أوقاتاً لا يمكن فيها تلبية طلباتهم على الفور. يفضل أن يكون هناك تواصل مع الأطفال بحيث يعرفون متى يجب أن يكونوا هادئين ومتى يمكنهم التفاعل معك.
من المفيد أن تشرح لهم أن العمل يتطلب تركيزاً، وأنك تحتاج إلى قضاء وقت مع زملائك أو في إنجاز مهام معينة. يمكن أن تكون هناك أوقات محددة يمكنك من خلالها اللعب معهم أو التحدث معهم حتى يشعروا بالتواصل معك.
7. الاستعانة بمساعدة إضافية
إذا كنت تعمل من المنزل وكان لديك أطفال صغار يحتاجون إلى رعاية مستمرة، فقد يكون من المفيد الاستعانة بمساعدة خارجية. يمكن أن تكون هذه المساعدة في شكل جليسة أطفال أو حتى مساعدة من أفراد العائلة. يساعد هذا الترتيب في تخفيف الضغط وتوفير الوقت الذي تحتاجه للعمل بكفاءة.
إذا لم يكن لديك شخص للمساعدة بشكل منتظم، يمكن أيضًا تبادل العناية مع جيرانك أو أصدقاءك بحيث يتناوب الجميع على مساعدة بعضهم البعض.
8. التقليل من المشتتات
في المنزل، يمكن أن تتعدد المشتتات بين الأطفال والأعمال المنزلية والأنشطة الأخرى. لضمان الإنتاجية، من المهم محاولة التقليل من هذه المشتتات قدر الإمكان. يمكن تخصيص أوقات معينة للقيام بالأعمال المنزلية أو التعامل مع الأشياء الأخرى التي تشوش ذهنك. كما يمكن وضع هاتفك في وضع “عدم الإزعاج” أثناء فترات العمل المهمة، لتجنب الرسائل أو المكالمات التي قد تؤدي إلى تشتت الانتباه.
9. استثمار الأوقات الهادئة
في فترات معينة من اليوم، قد تكون هناك أوقات هادئة في المنزل، مثل عندما ينام الأطفال أو عندما يلعبون بهدوء. يمكن استغلال هذه الأوقات للتركيز على المهام التي تتطلب مستوى عالٍ من الانتباه.
أيضاً، يمكن تقسيم يومك إلى فترات عمل قصيرة يتم فيها التركيز على مهام معينة، تليها فترات استراحة قصيرة للتفاعل مع الأطفال أو الاسترخاء.
10. ممارسة التوازن بين الحياة المهنية والشخصية
إحدى التحديات الرئيسية عند العمل من المنزل مع الأطفال هي الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية. قد يكون من السهل التورط في العمل بشكل مستمر، مما يؤدي إلى إهمال جوانب الحياة الأخرى. لضمان التوازن، يجب عليك تحديد حدود واضحة بين الوقت الذي تخصصه للعمل والوقت الذي تخصصه للعائلة.
عندما تنتهي من العمل، يجب أن تكون حاضراً ذهنياً وجسدياً للأطفال والعائلة. قد يكون من المفيد تخصيص أيام أو ساعات معينة للقيام بنشاطات عائلية أو للتركيز على الأنشطة الشخصية.
11. التكيف مع التغيرات اليومية
على الرغم من تنظيم الجداول الزمنية والمخططات، إلا أن الحياة مع الأطفال قد تكون غير متوقعة في بعض الأحيان. من الطبيعي أن تحدث تغييرات أو مشكلات غير متوقعة، مثل مرض الأطفال أو تغييرات في الروتين اليومي. في هذه الحالة، من المهم أن تكون لديك مرونة في التعامل مع هذه التغيرات وأن تكون مستعداً لتعديل خططك بشكل يتناسب مع الوضع الجديد.
التكيف مع هذه التغيرات يمنحك القدرة على التكيف بشكل أفضل مع البيئة المنزلية ويوفر لك شعوراً بالراحة عند مواجهة أي ظروف غير متوقعة.
الخلاصة
العمل من المنزل مع وجود الأطفال يمكن أن يكون تحدياً كبيراً، لكنه ليس مستحيلاً. من خلال وضع جدول زمني مرن، تخصيص مساحة عمل، استخدام الأدوات المناسبة، والتواصل الجيد مع الأطفال، يمكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. مع القليل من التنظيم والصبر، يمكن لأسلوب العمل هذا أن يكون ناجحاً ويوفر بيئة مثمرة لكل من الأفراد والعائلة.
