8 نصائح تساعد الأشخاص المماطلين على ترتيب أولوياتهم
المماطلة هي أحد أكبر الأعداء التي تواجه الأفراد في حياتهم اليومية. قد يجد الكثيرون صعوبة في تنظيم وقتهم بشكل صحيح، ويؤجلون المهام الضرورية إلى وقت لاحق، مما يتسبب في تراكم الأعمال وتراكم الضغوط. إن ترتيب الأولويات هو عامل حاسم لتحقيق النجاح الشخصي والمهني، وتجاوز المماطلة يتطلب تخطيطاً جيداً، وعزيمة قوية، واتباع استراتيجيات عملية. في هذا المقال، سنتناول ثماني نصائح فعّالة تساعد الأشخاص المماطلين على ترتيب أولوياتهم وتنظيم مهامهم بطرق أكثر كفاءة.
1. إدراك أهمية التوقيت
الخطوة الأولى للتغلب على المماطلة هي الاعتراف بأهمية التوقيت. الوقت هو المورد الوحيد الذي لا يمكن استرجاعه، مما يجعله أحد أغلى الأصول التي يمتلكها الإنسان. إذا كان الشخص يعاني من تأجيل المهام بشكل مستمر، فعليه أن يعيد تقييم أولوياته. يبدأ هذا بإدراك أن كل لحظة يتم إهدارها تؤثر سلباً على تحقيق الأهداف طويلة الأمد. يمكن أن يكون خلق وعي عميق حول قيمة الوقت أداة قوية للابتعاد عن المماطلة.
2. تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة
يعد تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وقابلة للتحقيق أحد الأساليب الفعّالة في مكافحة المماطلة. عندما ينظر الشخص إلى المهمة الكبيرة، قد يشعر بالإرهاق والتردد في البدء، ولكن عند تقسيمها إلى خطوات صغيرة، يصبح من الأسهل إنجازها. على سبيل المثال، إذا كانت هناك مهمة كبيرة مثل إعداد تقرير أو كتابة مقال طويل، يمكن تقسيمها إلى عدة خطوات مثل البحث، وكتابة المقدمة، ومراجعة المحتوى. بهذه الطريقة، يصبح التركيز على الأجزاء الصغيرة أكثر سهولة من التركيز على المهمة كاملة.
3. استخدام مبدأ “الأهم فالمهم”
الخطوة التالية في ترتيب الأولويات هي تحديد الأهم فالمهم. يمكن للأشخاص المماطلين استخدام مبدأ “الأهم فالمهم” لتنظيم مهامهم بشكل أفضل. قد يكون هناك العديد من المهام التي تحتاج إلى إتمام، ولكن ليس كلها بنفس درجة الأهمية. يجب تخصيص الوقت والجهد أولاً لتلك المهام التي تؤثر بشكل كبير على الأهداف قصيرة وطويلة الأمد، ثم الانتقال إلى المهام الأقل أهمية. تحديد الأولويات بشكل منطقي يضمن التقدم المستمر في حياة الشخص.
4. تحديد أوقات محددة لإتمام المهام
من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى المماطلة هي عدم تحديد مواعيد دقيقة لإنجاز المهام. بدلاً من التفكير في إنجاز المهمة “في وقت لاحق”، يجب على الشخص تحديد وقت محدد في اليوم لإتمام كل مهمة. يمكن إعداد جدول زمني دقيق يشمل أوقات معينة للعمل على كل مهمة. على سبيل المثال، إذا كان هناك واجب مدرسي أو مشروع عمل، يمكن تخصيص ساعة محددة من اليوم للعمل عليه. سيساعد تحديد الأوقات بدقة في تقليل التسويف وزيادة الإنتاجية.
5. استخدام تقنية “البومودورو”
تعد تقنية “البومودورو” واحدة من الأساليب الفعّالة التي تساعد الأشخاص المماطلين على التركيز وإتمام المهام في وقت قصير. تعتمد هذه التقنية على تقسيم الوقت إلى فترات عمل قصيرة (عادةً 25 دقيقة) تليها فترات استراحة قصيرة. يمكن استخدام هذه التقنية في أي نوع من العمل أو الدراسة، حيث يسهل تقسيم الوقت بهذه الطريقة على الأشخاص المماطلين، ويحفزهم على إتمام المهام دون الشعور بالملل أو الإرهاق.
6. تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
المماطلة قد تنشأ أيضاً بسبب شعور الشخص بالإرهاق النفسي أو البدني من كثرة العمل. من الضروري أن يدرك الشخص أن العمل المتواصل بدون فترات راحة قد يؤثر سلباً على أدائه. تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو أمر حاسم. يجب على الشخص المماطل أن يخصص وقتاً للاسترخاء، والرياضة، والتواصل الاجتماعي بعيداً عن العمل. هذا التوازن يمكن أن يساعد في تجديد الطاقة، مما ينعكس إيجاباً على قدرته على إتمام المهام بشكل أفضل وأسرع.
7. إزالة المشتتات
المشتتات هي أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى المماطلة. في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحت المشتتات في كل مكان، من إشعارات الهواتف المحمولة إلى المواقع الاجتماعية. يمكن للأشخاص المماطلين تجنب هذه المشتتات من خلال تخصيص بيئة عمل خالية من هذه العوامل. على سبيل المثال، يمكن إيقاف الإشعارات على الهاتف، أو العمل في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء. يساهم هذا في التركيز الكامل على المهمة الحالية ويقلل من احتمالية الانجراف وراء المشتتات.
8. تحفيز الذات وتكافؤ الإنجازات
في النهاية، يحتاج الشخص المماطل إلى تحفيز نفسه للقيام بالمهمات. واحدة من أفضل الطرق لتحقيق هذا التحفيز هو مكافأة الذات بعد إتمام المهام بنجاح. يمكن أن تكون المكافآت بسيطة مثل تناول وجبة مفضلة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني بعد إتمام مهمة معينة. يعزز هذا الشعور بالإنجاز ويحفز الشخص على إتمام المهام المستقبلية. كما يمكن وضع أهداف قصيرة المدى ومرئية تكون قابلة للتحقيق بسهولة، مما يساعد على تعزيز الشعور بالإنجاز.
خلاصة:
المماطلة ليست سمة ثابتة لا يمكن التغلب عليها. يمكن لأي شخص عانى من هذا السلوك أن يكتسب القدرة على ترتيب أولوياته بفعالية. من خلال تقنيات مثل تقسيم المهام، وتحديد الأوقات المناسبة للعمل، والتحفيز الذاتي، يمكن للشخص أن يبدأ في تحسين كفاءته ويحقق أهدافه بشكل أسرع. إتقان هذه النصائح سيؤدي بالتأكيد إلى نجاح أكبر وتحقيق نتائج ملموسة في الحياة الشخصية والمهنية.
