نصائح لتجنُّب الإرهاق بسبب برنامج زوم
أصبح برنامج زوم (Zoom) أداة أساسية في حياتنا اليومية، حيث يُستخدم على نطاق واسع في مجال العمل، والتعليم، وحتى في التواصل الاجتماعي. قد يعتقد البعض أن هذه التكنولوجيا الحديثة قد تسهل حياتنا وتجعلها أكثر مرونة، إلا أن الاستخدام المستمر لها يمكن أن يؤدي إلى ظاهرة تُعرف باسم “إرهاق زوم” (Zoom Fatigue). هذه الظاهرة تتجسد في الشعور بالتعب العقلي والجسدي الناتج عن الاجتماعات الافتراضية المتواصلة والتي يمكن أن تؤثر على صحتنا العامة. يتفاقم هذا الإرهاق بسبب عدة عوامل، منها طول الجلسات الافتراضية، وعدم التفاعل الاجتماعي الحقيقي، والضغط المستمر للبقاء متيقظين أثناء المكالمات. لكن لحسن الحظ، هناك طرق عديدة لتقليل هذا الإرهاق وتحسين تجربتنا في استخدام زوم. في هذا المقال، سنتناول بعض النصائح المفيدة لتجنُّب الإرهاق الناتج عن استخدام زوم.
1. إدارة الوقت وتحديد الحدود
من أهم العوامل التي تساهم في تقليل الإرهاق الناتج عن زوم هي إدارة الوقت بشكل فعال. الاجتماعات المتواصلة والمكالمات الطويلة يمكن أن تؤدي إلى تشتت الانتباه، كما أنها تستهلك طاقة الشخص بشكل تدريجي. لذا من الأفضل تخصيص وقت محدد لكل اجتماع وعدم السماح له بالتجاوز. على سبيل المثال، يمكن تقليص وقت الاجتماعات غير الضرورية أو تقسيم الاجتماعات الطويلة إلى جلسات قصيرة ومتعددة بدلاً من جلسة واحدة طويلة. كما يجب أخذ فترات راحة منتظمة بين المكالمات. هذه الفترات تتيح لك الراحة والتجديد، مما يساعد على تقليل التعب العقلي والجسدي.
يُستحسن أيضًا تحديد مواعيد اجتماعات معقولة بحيث لا تتداخل مع أوقات الاستراحة أو العمل العميق. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الإرهاق وتوفير وقت كافٍ للراحة بين المكالمات. إذا كنت تشعر أن هناك اجتماعات لا تضيف قيمة كبيرة، يمكن التفكير في تقليل عددها أو التنسيق مع الزملاء لتوزيع المهام بشكل أفضل.
2. تحسين بيئة العمل أثناء استخدام زوم
إحدى العوامل التي تساهم بشكل كبير في شعورنا بالإرهاق هي بيئة العمل غير المريحة. قد يشعر البعض بالتوتر أو التعب بسبب الجلوس لفترات طويلة في نفس المكان دون تغيير الوضعية. يعد اختيار مكان مريح للجلوس أمرًا بالغ الأهمية. تأكد من أن لديك كرسي مريح يدعم ظهرك وتجنب الجلوس لفترات طويلة في نفس الوضعية.
أيضًا، من المفيد تخصيص مكان هادئ ومريح للمكالمات، حيث يمكنك تجنب الضوضاء والمقاطعات. حاول أن يكون المكان جيد الإضاءة، بحيث لا تتسبب الإضاءة الساطعة في إزعاجك، ولا تضع كاميرا الكمبيوتر في وضعية تسبّب لك الشعور بالضغط أو الإرهاق بسبب إضاءة غير مناسبة.
إضافة إلى ذلك، يفضل تقليل الانشغال في أثناء المكالمات. على سبيل المثال، تجنب التحقق المستمر من رسائل البريد الإلكتروني أو الهواتف المحمولة أثناء الاجتماع، فهذا يشعرك بالإرهاق الذهني. التركيز التام على المكالمة من شأنه أن يقلل من الإجهاد الناتج عن التشتت والانشغال بأمور متعددة في نفس الوقت.
3. استخدام تقنيات الاسترخاء وتقنيات الوعي الذاتي
من النصائح المهمة للتخفيف من الإرهاق الناتج عن الاجتماعات الافتراضية هو التركيز على تحسين الحالة النفسية والجسدية. يمكن لممارسة بعض تقنيات الاسترخاء أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين التركيز. على سبيل المثال، يمكن ممارسة تمارين التنفس العميق قبل وبعد كل مكالمة للمساعدة في تقليل التوتر وتهدئة الأعصاب.
إذا كنت تشعر بالإرهاق العقلي بعد مكالمة طويلة، يمكنك القيام ببعض التمارين البسيطة مثل الإطالات أو أخذ قسط من الراحة لتجديد نشاطك. كذلك، يمكن أن تساعد ممارسة التأمل لمدة قصيرة بين الاجتماعات في تحسين تركيزك والحد من شعورك بالإجهاد.
علاوة على ذلك، ينبغي أن تكون لديك بعض التقنيات لتنظيم جدولك بشكل جيد، بحيث تعرف متى تأخذ وقتًا بعيدًا عن الشاشة. أخذ فترات راحة متواصلة طوال اليوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحتك العقلية والجسدية.
4. تخصيص بعض الجلسات للاستماع فقط أو التفاعل بشكل أقل
قد يشعر العديد من الأشخاص بالإرهاق بسبب الحاجة إلى التفاعل المستمر خلال الاجتماعات الافتراضية. أحد الحلول لهذه المشكلة هو تخصيص بعض الاجتماعات التي تكون فيها مجرد مستمع، أو الاجتماعات التي لا تحتاج إلى تفاعل نشط من جانبك. في هذه الجلسات، يمكنك الاستماع بعناية لما يُقال دون الحاجة إلى المشاركة المستمرة. هذا سيساعدك على الحفاظ على طاقتك وتجنب الإرهاق الناتج عن تفاعلات مكثفة ومتواصلة.
عندما تكون في جلسة استماع، حاول التركيز على ما يتم مناقشته، مع أخذ بعض الملاحظات التي يمكن أن تساعدك لاحقًا. ولكن لا تشعر بضرورة التحدث أو التدخل طوال الوقت. يمكن أن تتيح لك هذه الطريقة إمكانية المراقبة المتأنية والحد من الإرهاق الفكري.
5. تقليل استخدام الكاميرا
تشير الدراسات إلى أن استخدام الكاميرا في الاجتماعات الافتراضية يمكن أن يزيد من الإرهاق النفسي. السبب في ذلك هو الحاجة المستمرة للظهور بمظهر جيد أمام الآخرين، بالإضافة إلى الضغط المستمر على الأفراد للبقاء في حالة استعداد للمشاركة. لذا، من الأفضل تقليل استخدام الكاميرا إذا كانت الجلسة لا تتطلب ذلك بشكل كبير.
عند عدم الحاجة لظهورك، يمكن إيقاف الكاميرا مؤقتًا، مما يتيح لك أن تشعر بالراحة أثناء الاجتماع دون القلق المستمر بشأن الصورة الظاهرة أمام الآخرين. ولكن في نفس الوقت، يجب مراعاة بعض الأدب المهني والتأكد من أن هذا لا ينعكس سلبًا على جودة التواصل.
6. تنظيم الاجتماعات الافتراضية بشكل أكثر فاعلية
من الأمور التي قد تسهم بشكل كبير في الحد من الإرهاق هو تحسين تنظيم الاجتماعات الافتراضية نفسها. يُنصح بتحديد أهداف واضحة لكل اجتماع وكتابة أجندة مُفصّلة قبل بدء الجلسة. هذه الخطوة تجعل الاجتماعات أكثر تنظيماً وأقل إطالة، مما يقلل من الشعور بالإرهاق نتيجة للإجهاد الذهني.
علاوة على ذلك، يفضل أن تكون الاجتماعات متنوعة ولا تقتصر على نوع واحد فقط من المحتوى، مثل العروض التقديمية الطويلة. يمكن تقسيم الاجتماعات إلى أجزاء أصغر تشمل فترات تفاعلية أو فرص للمشاركة المباشرة بين الأعضاء. هذا سيساعد على تجنب الملل والإرهاق الذي يمكن أن يتسبب فيه الاجتماع الثابت والواحد.
7. الابتعاد عن العمل بعد ساعات العمل
من أبرز أسباب الإرهاق بسبب زوم هو الاجتماعات التي تمتد بعد ساعات العمل المعتادة. لذلك، من الضروري تحديد وقت انتهاء محدد لكل اجتماع وتجنب الدخول في جلسات عمل بعد نهاية يومك. هذا يساعد على الحفاظ على توازن الحياة المهنية والشخصية ويعطيك الفرصة للاستراحة والتجديد.
في النهاية، رغم أن الاجتماعات الافتراضية أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، إلا أن الإرهاق الناتج عنها يمكن تقليصه من خلال بعض الإجراءات البسيطة والفعّالة. من خلال إدارة الوقت بشكل جيد، تحسين بيئة العمل، تطبيق تقنيات الاسترخاء، وتعديل طريقة المشاركة في الاجتماعات، يمكن تجنب تأثيرات الإرهاق الناتج عن الاستخدام المستمر لبرنامج زوم.
