نصائح لصحة عقلية في كورونا

نصائح لرعاية صحتك العقلية في ظل انتشار فيروس كورونا

لقد شكلت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تحديًا كبيرًا للبشرية على كافة الأصعدة، وبالأخص على مستوى الصحة العقلية. فعلى الرغم من التأثير الواضح على الجوانب البدنية مثل الإصابات والوفيات، فإن التأثير النفسي كان أيضًا هائلًا، حيث ارتفعت مستويات القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية. وقد أصبح من الضروري أن ندرك أهمية العناية بالصحة العقلية في ظل هذه الظروف غير المسبوقة. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من النصائح التي تساعد الأفراد على الحفاظ على صحتهم النفسية خلال هذه الأوقات الصعبة.

1. القبول بوجود الوضع الراهن

أول خطوة نحو رعاية صحتك العقلية في ظل أزمة مثل فيروس كورونا هي قبول الواقع كما هو. قد يكون من المغري محاولة إنكار أو تجنب الشعور بالقلق حيال المستقبل، ولكن مواجهة الحقائق والتعامل معها بشكل مباشر يساعد على تقليل مشاعر الفوضى النفسية. القبول بالوضع الراهن لا يعني الاستسلام، بل هو خطوة أولى نحو التعامل مع التحديات بواقعية أكبر.

2. مراقبة المعلومات وتقليل تعرضك للأخبار السلبية

إن تدفق الأخبار المستمر والمخيف حول الجائحة قد يزيد من مستويات القلق والتوتر. بينما من المهم متابعة آخر المستجدات، إلا أنه من الضروري أيضًا أن نحرص على تقليل وقت التعرض للأخبار. يمكن تحديد وقت معين خلال اليوم لمتابعة الأخبار، مع التأكد من الاعتماد على مصادر موثوقة. كما يُفضل الابتعاد عن الانشغال بالتحليلات المبالغ فيها التي قد تزيد من مشاعر الخوف.

3. الحفاظ على روتين يومي ثابت

إن الحفاظ على روتين يومي ثابت يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار النفسي. يمكن أن يكون إغلاق المدارس والعمل عن بُعد قد أثر على الروتين المعتاد للعديد من الناس، مما تسبب في شعور بالارتباك والضياع. لذلك، من المهم تحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، بالإضافة إلى تخصيص وقت للعمل والترفيه، مما يساهم في تقليل مشاعر عدم اليقين.

4. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تعد ممارسة التمارين الرياضية أحد العوامل الأكثر فعالية في تحسين الصحة العقلية. إذ إن التمارين تفرز هرمونات تعزز الشعور بالسعادة والراحة النفسية مثل “الإندورفين” والسيروتونين. في ظل القيود المفروضة بسبب الجائحة، قد يصعب الذهاب إلى صالات الرياضة، ولكن يمكن استبدال ذلك بممارسة التمارين في المنزل أو في الهواء الطلق إذا كان ذلك ممكنًا. حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي أو تمارين الإطالة يمكن أن تؤثر إيجابًا على المزاج العام.

5. تخصيص وقت للتواصل الاجتماعي عن بُعد

على الرغم من أن الجائحة قد فرضت قيودًا على التجمعات الاجتماعية واللقاءات المباشرة، فإن التواصل الاجتماعي لا يزال أمرًا بالغ الأهمية. ينبغي تخصيص وقت للتواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر الهاتف أو الإنترنت، فذلك يسهم في تقليل الشعور بالعزلة الاجتماعية. قد يشعر البعض بالحاجة للتحدث عن مشاعرهم وأفكارهم، وتبادل التجارب قد يعزز الشعور بالدعم والمشاركة.

6. ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل

إن تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل يمكن أن تكون أدوات فعالة في التعامل مع التوتر والقلق. يمكن تخصيص بضع دقائق في اليوم لممارسة التنفس العميق أو الاستماع إلى موسيقى هادئة. تساعد هذه التقنيات على تهدئة العقل والجسم، مما يسهم في تقليل مستويات التوتر المرتبطة بالجائحة.

7. الاهتمام بالصحة النفسية من خلال الاستشارات

لا عيب في طلب المساعدة عند الحاجة. مع زيادة الضغوط النفسية في ظل الجائحة، قد يواجه البعض صعوبة في التعامل مع مشاعر القلق أو الاكتئاب. توفر العديد من الخدمات الصحية النفسية الآن استشارات عبر الإنترنت أو الهاتف، مما يسهل الوصول إلى الدعم النفسي دون الحاجة إلى مغادرة المنزل. يمكن أن يساعدك مختصو الصحة النفسية في تعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع القلق والأفكار السلبية.

8. التغذية الصحية والنوم الجيد

لا يمكن إغفال أهمية التغذية الجيدة والنوم الكافي في الحفاظ على الصحة النفسية. يُظهر البحث أن هناك ارتباطًا قويًا بين النظام الغذائي والصحة العقلية، حيث يمكن أن تؤثر بعض الأطعمة مثل الأطعمة الغنية بالسكر والكافيين على المزاج. من الأفضل تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى البروتينات والدهون الصحية. كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يعد أمرًا أساسيًا لاستعادة الطاقة العقلية والجسدية.

9. تحديد أولوياتك وتحديد الأهداف الصغيرة

قد تشعر أثناء الجائحة بأنك غارق في الكثير من المهام والضغوطات، سواء على مستوى العمل أو الحياة الشخصية. من المهم هنا أن تحدد أولوياتك وأن تركز على ما هو ضروري. يمكنك تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للتحقيق. يساعد ذلك في تقليل مشاعر الإرهاق ويعزز من إحساسك بالإنجاز والتحكم في الوضع.

10. التكيف مع التغيير واحتضان المرونة النفسية

إن الجائحة قد فرضت تغيرات كبيرة في جميع مجالات الحياة، والتكيف مع هذه التغيرات يتطلب مرونة نفسية. قد تتعرض للعديد من المواقف غير المتوقعة، سواء في العمل أو الحياة الشخصية، ومن الضروري أن تتعلم كيفية التكيف مع هذه التغيرات بدون القلق الزائد. تبني عقلية مرنة تساعدك على مواجهة التحديات والتكيف مع المتغيرات بشكل أكثر سلاسة.

11. الاستمتاع باللحظات الصغيرة

في خضم الأوقات الصعبة، قد يغيب عنا تقدير اللحظات البسيطة التي تمنحنا السعادة. سواء كان ذلك عبر الاستمتاع بمشروب دافئ، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة، أو حتى مشاهدة فيلم مفضل. إن تقدير الأشياء الصغيرة يساعد في تعزيز الإيجابية وتحسين المزاج بشكل عام.

الخلاصة

إن الحفاظ على الصحة العقلية في ظل جائحة فيروس كورونا ليس أمرًا اختياريًا، بل هو ضرورة. من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة مثل تقليل تعرضك للأخبار السلبية، والاهتمام بروتينك اليومي، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، يمكنك التخفيف من الضغوط النفسية التي قد تنشأ بسبب الأزمة. لا تتردد في طلب الدعم النفسي إذا لزم الأمر، وتذكر دائمًا أن العناية بصحتك العقلية هي جزء لا يتجزأ من الحفاظ على صحتك العامة في هذه الظروف الاستثنائية.