تاريخ

شجرة عائلة الملكة إليزابيث

شجرة عائلة الملكة إليزابيث: التاريخ والنسب الملكي البريطاني

تعد عائلة الملكة إليزابيث الثانية واحدة من أشهر العائلات الملكية في العالم، وتعتبر جزءًا أساسيًا من تاريخ المملكة المتحدة. فقد شهدت العائلة الملكية البريطانية تحولات كبيرة على مر العصور، وكان لها تأثير عميق على السياسة والثقافة في المملكة المتحدة والعالم. تمثل الملكة إليزابيث الثانية، التي حكمت المملكة المتحدة من عام 1952 حتى وفاتها في عام 2022، أحد أقدم السلالات الملكية في التاريخ الحديث. وفي هذا المقال، سنعرض بشكل موسع شجرة عائلة الملكة إليزابيث وأهم الشخصيات المرتبطة بها عبر الأجيال.

أصول العائلة الملكية البريطانية

شجرة عائلة الملكة إليزابيث الثانية تنحدر من أسرة وندسور، التي كانت تعرف سابقًا باسم أسرة ساكس-كوبرغ-غوتا. تم تغيير اسم العائلة في عام 1917 على يد الملك جورج الخامس بسبب المشاعر المعادية للألمان خلال الحرب العالمية الأولى. في هذا السياق، سنستعرض التاريخ العائلي الذي شكل الأساس لتسلسل العائلة الملكية البريطانية.

أسرة ساكس-كوبرغ-غوتا

تعود جذور الأسرة إلى منطقة ساكس-كوبرغ في ألمانيا. تعود بداية السلالة الملكية البريطانية الحالية إلى الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا. كان الأمير ألبرت من أسرة ساكس-كوبرغ، وتزوج من الملكة فيكتوريا في عام 1840. هذا الزواج وحد بين العائلتين الملكيتين البريطانية والألمانية، وهو ما جعل الأجيال اللاحقة تحمل دماء من العائلتين.

تأسيس أسرة وندسور

خلال الحرب العالمية الأولى، واجهت العائلة الملكية البريطانية ضغوطًا شديدة بسبب أصولها الألمانية. وبناءً على ذلك، قرر الملك جورج الخامس تغيير اسم العائلة من “ساكس-كوبرغ-غوتا” إلى “وندسور”، وهو اسم يعكس الهوية البريطانية بشكل أكبر. كان هذا التغيير في الاسم يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الظروف السياسية القاسية.

الملكة إليزابيث الثانية: البداية والنشأة

تعتبر الملكة إليزابيث الثانية واحدة من أطول الحكام في تاريخ بريطانيا. وُلدت إليزابيث ألكسندرا ماري ويندسور في 21 أبريل 1926 في لندن، وهي الابنة الأولى للأمير ألبرت (الذي أصبح لاحقًا الملك جورج السادس) وزوجته إليزابيث (التي أصبحت تعرف لاحقًا بالملكة الأم). كان والدها، جورج السادس، قد اعتلى العرش بعد تنازل شقيقه، إدوارد الثامن، عن العرش في عام 1936 بسبب أزمة العرش التي نشأت عن علاقته بمطلقته الأمريكية واليس سيمبسون.

تسلسل العائلة الملكية

تبدأ شجرة العائلة الملكية من الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت، وتنتقل عبر عدة أجيال من الحكام البريطانيين حتى تصل إلى الملكة إليزابيث الثانية. فيما يلي تسلسل العائلة الملكية البريطانية:

  1. الملكة فيكتوريا (1819-1901): تعتبر الملكة فيكتوريا واحدة من أشهر الحكام في التاريخ البريطاني. حكمت المملكة المتحدة لأطول فترة من أي ملكة بريطانية، ووضعت أسس الإمبراطورية البريطانية التي كانت تمتد عبر أنحاء العالم.

  2. الملك إدوارد السابع (1841-1910): هو الابن الأكبر للملكة فيكتوريا والأمير ألبرت، وكان أول ملك بريطاني يحمل لقب “إدوارد السابع”. عرف بعلاقاته الدبلوماسية القوية مع دول أوروبا.

  3. الملك جورج الخامس (1865-1936): هو ابن إدوارد السابع. حكم المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، وكان هو الذي قرر تغيير اسم العائلة من “ساكس-كوبرغ-غوتا” إلى “وندسور”.

  4. الملك جورج السادس (1895-1952): هو ابن جورج الخامس، وقد تولى العرش بعد تنازل شقيقه إدوارد الثامن. أصبح شخصية محورية خلال الحرب العالمية الثانية، وكان له دور كبير في دعم الروح المعنوية لشعبه.

  5. الملكة إليزابيث الثانية (1926-2022): ابنة الملك جورج السادس، وهي الحاكمة الأطول خدمة في تاريخ بريطانيا. تولت العرش في عام 1952 بعد وفاة والدها، وقادت المملكة المتحدة خلال فترة التغيرات السياسية والاجتماعية الكبرى.

الأبناء والأحفاد: تسلسل الأجيال

الملكة إليزابيث الثانية تزوجت من الأمير فيليب دوق إدنبره في 20 نوفمبر 1947. أنجب الزوجان أربعة أطفال، وهم:

  1. تشارلز، أمير ويلز (1948-2022): هو الابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية، وقد أصبح ملكًا بعد وفاة والدته في عام 2022. عُرف بمشاركته في قضايا بيئية وأعمال خيرية.

  2. الأميرة آن، الكونتيسة من ويسيكس (1950-): هي الابنة الثانية للملكة إليزابيث الثانية. اشتهرت بعملها الخيري ودعمها للعديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية.

  3. الأمير أندرو، دوق يورك (1960-): هو الابن الثالث للملكة. رغم بعض الجدل الذي أحاط بحياته الشخصية، إلا أنه كان له دور في الأعمال العامة والخيرية.

  4. الأمير إدوارد، إيرل ويسيكس (1964-): هو الابن الأصغر للملكة إليزابيث الثانية. يشتهر بتطويره للعديد من المشاريع الخيرية، وكان متابعًا للعديد من النشاطات الملكية.

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية في عام 2022، أصبح ابنها، تشارلز الثالث، ملكًا للمملكة المتحدة.

شجرة العائلة الموسعة: الأحفاد

الأحفاد من أبناء الملكة إليزابيث الثانية يمثلون جيلًا جديدًا من العائلة الملكية البريطانية. من بين هؤلاء الأحفاد، يبرز بعضهم أكثر من غيرهم بسبب مشاركتهم في الأنشطة العامة. منهم:

  • الأمير ويليام، أمير ويلز (1982-): وهو الابن الأكبر للأمير تشارلز، وعُين أميرًا لويلز بعد وفاة جدته الملكة إليزابيث الثانية. يعد الأمير ويليام واحدًا من أكثر أعضاء العائلة الملكية شهرة، وله دور كبير في الأعمال الخيرية والمشاريع المتعلقة بالصحة العقلية والبيئة.

  • الأميرة كيت، دوقة كامبريدج (1982-): زوجة الأمير ويليام، وهي معروفة بعملها الخيري في مجالات مثل الصحة النفسية والتعليم.

  • الأمير هاري (1984-): الابن الأصغر للأمير تشارلز، الذي قرر الابتعاد عن الحياة الملكية الرسمية مع زوجته ميغان ماركل، ولكنه لا يزال يلعب دورًا مهمًا في القضايا الخيرية.

  • الأميرة ليليبت، دوقة ساسكس (2021-): ابنة الأمير هاري وميغان ماركل، وهي من أحدث الأعضاء في العائلة الملكية.

التأثير الثقافي والسياسي للعائلة الملكية البريطانية

لطالما كانت العائلة الملكية البريطانية عنصرًا محوريًا في الحياة السياسية والثقافية في المملكة المتحدة. فعلى الرغم من أن النظام الملكي البريطاني ليس له دور رسمي في السياسة اليومية، إلا أن الملكة إليزابيث الثانية وأفراد عائلتها كانوا يمثلون استقرارًا ورمزًا للوحدة الوطنية. شهدت العائلة الملكية أيضًا الكثير من التحولات خلال فترة حكم الملكة إليزابيث، بداية من التغييرات الاجتماعية الكبرى التي شهدتها بريطانيا في الستينيات والسبعينيات، وصولًا إلى الأحداث الكبرى مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

خاتمة

إن شجرة عائلة الملكة إليزابيث الثانية تمثل رمزًا للتاريخ الملكي البريطاني المترابط عبر الأجيال. من الملكة فيكتوريا، التي أسست إمبراطورية واسعة، إلى الملكة إليزابيث الثانية، التي حكمت لفترة طويلة وعاصرت العديد من التغيرات العالمية، تظل العائلة الملكية البريطانية محط اهتمام عالمي. وبينما تسلّم الملك تشارلز الثالث العرش بعد وفاة والدته، يبقى التأثير الكبير لهذه العائلة على المملكة المتحدة والعالم واضحًا، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ بريطانيا الملكي.