8 نصائح لتجنَّب التوتر الذي يسبق توجّه الطفل إلى السرير
تُعدّ فترة الذهاب إلى السرير من الأوقات التي تشهد تحديات متعددة في العديد من المنازل. فهي ليست مجرد لحظة للاسترخاء والنوم، بل إنها تتضمن أحيانًا مشاعر من التوتر والقلق سواء للطفل أو للأهل. يُعتبر هذا التوتر أمرًا شائعًا، لكن يمكن تقليله أو حتى تجنبه تمامًا إذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة ومدروسة. إليك ثمانية نصائح فعالة لتجنب التوتر الذي يسبق توجّه الطفل إلى السرير، وضمان نوم هادئ ومريح للجميع.
1. تحديد روتين ثابت للنوم
تتمثل واحدة من أهم الاستراتيجيات في تبني روتين ثابت للنوم. الأطفال يحتاجون إلى الشعور بالأمان والراحة، ويسهم الروتين المنتظم في تهدئة أعصابهم. تأكد من أن عملية الذهاب إلى السرير تشمل أنشطة مهدئة مثل الاستحمام الدافئ، أو قراءة قصة قصيرة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة. يجب أن يتم تنفيذ هذه الأنشطة في نفس الوقت يوميًا لتوفير إحساس بالاستقرار والطمأنينة للطفل.
2. الابتعاد عن الأنشطة المثيرة قبل النوم
قبل أن يتوجه الطفل إلى سريره، يجب تجنب الأنشطة التي قد تثير مشاعره وتجعله يشعر بالحيوية الشديدة. الألعاب العنيفة، أو مشاهدة التلفاز، أو حتى ممارسة الأنشطة البدنية المكثفة قد تجعل الطفل في حالة من النشاط الزائد، مما يصعب عليه الاسترخاء. من الأفضل البدء في تهدئة الجو قبل وقت النوم بحوالي ساعة على الأقل من خلال القيام بأنشطة هادئة مثل قراءة كتاب أو التحدث برفق.
3. توفير بيئة نوم مريحة
من الضروري خلق بيئة نوم مريحة وملائمة للطفل. تأكد من أن غرفة النوم هادئة ومظلمة إلى حد ما، حيث يمكن للأضواء الساطعة أن تزعج نوم الطفل. استخدام ستائر معتمة أو إضاءة ليلية خافتة قد يكون خيارًا جيدًا لضمان نوم هادئ. كما يفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة، حيث أن البيئة المريحة من حيث الحرارة والتهوية تساعد الطفل على الاسترخاء بشكل أفضل.
4. الابتعاد عن تناول الطعام الثقيل قبل النوم
تناول الطعام الثقيل أو الوجبات الدسمة قبل النوم قد يؤدي إلى عسر الهضم ويؤثر على جودة النوم. من الأفضل تجنب تقديم وجبات كبيرة للطفل في الساعات التي تسبق موعد النوم. يمكن تقديم وجبة خفيفة وصحية مثل فاكهة أو زبادي قبل النوم بساعتين على الأقل. يساعد ذلك على تجنب التوتر الجسدي الناتج عن الشعور بالشبع الزائد أو الجوع المفرط.
5. إعطاء الطفل بعض الوقت للاسترخاء والهدوء
يحتاج الأطفال في بعض الأحيان إلى بعض الوقت للاستجمام قبل أن يخلدوا إلى النوم. بعد الأنشطة المهدئة، يمكن أن يساعد تخصيص بعض الوقت للتأمل أو التحدث بهدوء حول اليوم في توفير فرصة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم والتخلص من أي توتر قد يشعرون به. يسمح هذا لهم بالانتقال التدريجي من حالة اليقظة إلى حالة من الاسترخاء التي تُسهم في تحسين جودة النوم.
6. تقليل الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية
الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو التابلت قد تكون أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التوتر وزيادة النشاط العقلي لدى الأطفال، خاصةً إذا تم استخدامها قبل النوم. الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على إفراز هرمون الميلاتونين، مما يصعّب عملية الاسترخاء. من الأفضل استبدال الأجهزة الإلكترونية بالكتب أو الأنشطة المهدئة مثل الرسم أو اللعب بهدوء مع الأهل.
7. الابتكار في طريقة التفاعل مع الطفل قبل النوم
قد يعاني بعض الأطفال من صعوبة في الذهاب إلى السرير بسبب القلق أو الخوف من الظلام أو الوحدة. يمكن للأهل أن يساهموا في تهدئة هذه المخاوف من خلال طرق مبتكرة. على سبيل المثال، يمكن استخدام دمية مفضلة أو مصباح ناعم مضيء لمنح الطفل شعورًا بالأمان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الحديث مع الطفل بلغة مشجعة ومطمئنة حول فوائد النوم وأهمية الراحة لجسمه وعقله.
8. مكافأة السلوك الجيد
تشجيع السلوك الجيد من خلال المكافآت يمكن أن يكون دافعًا إيجابيًا للأطفال لتطوير عادات نوم صحية. يُمكن للأهل منح الطفل مكافآت بسيطة كإعجابات أو تقبيل رأسه على طاعته في الذهاب إلى السرير دون مقاومة. لا يتعين أن تكون المكافآت مادية، ولكن يمكن أن تكون إطراءً أو اهتمامًا خاصًا يُظهر للطفل أن الذهاب إلى السرير في الوقت المحدد هو سلوك مفضل. هذا يشجعه على اتباع الروتين بشكل أكثر انتظامًا.
الخلاصة
يعد تجنب التوتر في وقت النوم أمرًا ممكنًا تمامًا إذا تم اتباع هذه النصائح البسيطة والمفيدة. بتوفير بيئة نوم مريحة، وتحديد روتين ثابت للنوم، والابتعاد عن الأنشطة المثيرة قبل النوم، يمكن للطفل أن ينام براحة ويقظة. من خلال التحلي بالصبر والابتكار في التعامل مع احتياجات الطفل قبل النوم، يستطيع الأهل ضمان وقت نوم هادئ ومريح يساعد على تجنب التوتر المرافق لفترة ما قبل السرير.
