نصائح لتشجيع الطفل على تناول الطعام
يعد إطعام الأطفال وتقديم الطعام لهم تحديًا كبيرًا للأهالي في مختلف الأعمار، حيث يواجه الكثيرون صعوبة في إقناع أطفالهم بتناول الطعام أو تناول أنواع مختلفة من الأطعمة. قد تكون الأسباب متعددة لذلك، مثل الفتور في شهية الطفل، أو رفض أنواع معينة من الطعام، أو حتى الحساسية تجاه بعض الأطعمة. لذلك، من الضروري أن يتبع الآباء بعض الأساليب والطرق التي تشجع الطفل على تناول الطعام بطريقة صحيحة ومتوازنة.
1. تنظيم مواعيد الوجبات والوجبات الخفيفة
من النصائح المهمة التي يجب أن يعتمدها الأهل هي تنظيم مواعيد الوجبات والوجبات الخفيفة. يعد تحديد أوقات ثابتة لتناول الطعام من العوامل الأساسية التي تساهم في تعزيز شهية الطفل. إذا كان الطفل يتناول وجبات غير منتظمة أو يتناول الطعام بين الوجبات بشكل مفرط، قد يسبب ذلك انخفاضًا في شهيته عند موعد الوجبة الرئيسية. لذلك، يجب أن تكون الوجبات الرئيسية منتظمة، ويجب تحديد أوقات معينة لتناول الوجبات الخفيفة، بحيث تبقى شهية الطفل مفتوحة للأطعمة الصحية.
2. التنوع في الطعام
إحدى الطرق الفعّالة لتحفيز الطفل على تناول الطعام هي التنويع في الأطعمة المقدمة. قد يشعر الطفل بالملل من تناول نفس الأطعمة بشكل مستمر، مما يجعله يرفض تناول الطعام. لذا، يجب أن يحرص الأهل على تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الخضروات والفواكه والبروتينات والأطعمة النشوية المختلفة. من الجيد أيضًا تغيير طريقة تحضير الطعام بشكل مستمر سواء كان ذلك عن طريق السلق، أو القلي، أو الشواء، مما يجعل الطعام أكثر جذبًا ومتعة للطفل.
3. خلق بيئة ممتعة أثناء تناول الطعام
يمكن أن يكون تناول الطعام تجربة ممتعة إذا تم خلق بيئة مريحة ومشجعة. يجب أن يتناول الطفل الطعام في جو هادئ، بعيدًا عن أي تشويش أو عوامل تشتت. في بعض الأحيان، قد يرفض الطفل تناول الطعام لأنه يربط الوجبات بالأوقات التي يكون فيها غير مرتاح أو مشغول. من الجيد أيضًا أن يشترك أفراد الأسرة في تناول الطعام مع الطفل، حيث يشجعه ذلك على التفاعل مع الآخرين وحب تجربة الأطعمة المختلفة.
4. إشراك الطفل في تحضير الطعام
إشراك الطفل في تحضير الطعام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على شهيته. عندما يشارك الطفل في عملية إعداد الطعام، يشعر بمزيد من الاهتمام والرغبة في تناول الطعام الذي ساعد في تحضيره. يمكن للأطفال في عمر معين مساعدتهم في تقطيع الخضروات أو خلط المكونات أو حتى وضع الوجبات في الأطباق. هذا يتيح لهم فرصة للتعرف على الطعام بشكل مباشر، مما يزيد من رغبتهم في تناوله.
5. استخدام أساليب التحفيز الإيجابي
بدلاً من إجبار الطفل على تناول الطعام، يجب أن يستخدم الآباء أساليب تحفيزية تشجعية. على سبيل المثال، يمكن تقديم مكافآت بسيطة عند تناول الطفل وجبات صحية كاملة. قد تكون هذه المكافآت عبارة عن مكملات غذائية خاصة أو فرصة للقيام بنشاط يحبونه. بالطبع، يجب أن يكون التحفيز مناسبًا ومعتدلًا، لكي لا يتحول إلى أمر مُقيد. بل يجب أن يكون بمثابة تشجيع إيجابي للطفل للتمتع بالعادات الغذائية الصحية.
6. تحضير الطعام بشكل جذاب
من الطرق الفعالة لزيادة إقبال الطفل على الطعام هو جعله جذابًا من الناحية البصرية. يمكن أن تساهم الألوان الزاهية، مثل استخدام الخضروات والفواكه المتنوعة، في جعل الطعام أكثر جذبًا. كما يمكن تشكيل الأطعمة بأشكال مختلفة مثل الحيوانات أو الوجوه أو الأشكال الهندسية، مما يجعل الطعام ممتعًا ورغوبًا. تشير الدراسات إلى أن الأطعمة التي تكون على شكل دمى أو أشكال مميزة تجعل الأطفال أكثر إقبالًا عليها.
7. تقديم الطعام بكمية معتدلة
في بعض الأحيان، قد يؤدي تقديم الطعام بكميات كبيرة إلى شعور الطفل بالإرهاق أو الضغط، مما يجعله يرفض تناوله. من الأفضل تقديم الطعام بكميات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من تقديمه دفعة واحدة. كما يمكن للأطفال أن يشعروا بالسعادة عند رؤية كمية الطعام القليلة، مما يعزز من رغبتهم في تناولها. إذا أبدى الطفل رغبة في تناول المزيد بعد تناول جزء من الطعام، يمكن تقديم المزيد له تدريجيًا.
8. التحدث مع الطفل عن أهمية الطعام الصحي
على الرغم من أن الأطفال قد لا يدركون دائمًا فوائد الأطعمة الصحية، فإن التحدث معهم عن كيفية تأثير الطعام على صحتهم وطاقة جسمهم قد يثير اهتمامهم. على سبيل المثال، يمكن للآباء أن يشرحوا كيف أن تناول الخضروات والفواكه يساعدهم على النمو بشكل أسرع أو يجلب لهم طاقة أكبر للعب. في بعض الأحيان، قد تكون القصص أو الألعاب التعليمية المتعلقة بالطعام مفيدة في تحسين نظرة الطفل تجاه تناول الطعام الصحي.
9. التحلي بالصبر وعدم الضغط على الطفل
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأطفال يرفضون الطعام هو الضغط الكبير من قبل الآباء. إذا شعر الطفل أن هناك ضغطًا شديدًا عليه لتناول الطعام، فإن ذلك قد يؤدي إلى رفضه للطعام بشكل قاطع. من الضروري أن يكون الآباء صبورين وأن يتركو للطفل حرية الاختيار بشكل تدريجي. يفضل أن تكون عملية تقديم الطعام مريحة وطبيعية دون فرض أي مواعيد صارمة أو معايير غير قابلة للتحقيق. يتيح ذلك للطفل أن يتناول الطعام في وقت يشعر فيه بالجوع أو الرغبة.
10. تقديم الطعام بطريقة صحية ومغذية دون حرمان الطفل
لا يجب أن تكون الوجبات التي تقدم للطفل مملّة أو مكررة بشكل مستمر. يجب أن تكون مليئة بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن. ومن المهم أيضًا إتاحة بعض الأطعمة المفضلة للطفل بشكل متوازن دون أن يتسبب ذلك في الإضرار بنظامه الغذائي. على سبيل المثال، يمكن تقديم الحلويات أو الوجبات الخفيفة بطريقة صحية باستخدام مكونات طبيعية بديلة للسكر الصناعي، مثل العسل أو التمر. هذا يحافظ على تشجيع الطفل على تناول الطعام دون أن يشعر بالحرمان.
11. استشارة مختص إذا لزم الأمر
إذا كان الطفل يواجه مشكلة مستمرة في تناول الطعام أو يعاني من نقص في الوزن أو نقص في العناصر الغذائية الأساسية، قد يكون من المفيد استشارة مختص في التغذية. أطباء الأطفال وخبراء التغذية يمكن أن يقدموا نصائح مهنية حول كيفية تحسين شهية الطفل وتوجيه الأهل نحو الوجبات المناسبة لمتطلبات نمو الطفل.
الختام
تعتبر تغذية الأطفال من أهم العوامل التي تؤثر في صحتهم ونموهم بشكل سليم. وعليه، ينبغي على الآباء أن يتحلوا بالصبر والتفهم أثناء محاولة تشجيع أطفالهم على تناول الطعام. من خلال تبني أساليب متنوعة، مثل خلق بيئة إيجابية أثناء تناول الطعام، إشراك الطفل في تحضير الطعام، وتقديم أطعمة صحية بطرق مشجعة وجذابة، يمكن للأهل ضمان أن يكون الطعام تجربة ممتعة ومفيدة للأطفال، تساهم في بناء عادات غذائية صحية تلازمهم طيلة حياتهم.
