نصائح لتخفيف آلام التسنين

آلام التسنين عند الأطفال: نصائح للتعامل معها

تعتبر مرحلة التسنين من المراحل الطبيعية التي يمر بها الأطفال، ولكنها قد تثير العديد من التحديات للأهل، حيث يصاحبها عادة آلام مزعجة قد تؤثر على صحة الطفل العامة ونومه. يبدأ التسنين عند الأطفال عادةً في الفترة ما بين ستة أشهر إلى عام، وتستمر عملية ظهور الأسنان حتى سن الثالثة تقريبًا. في هذا المقال، نستعرض كافة جوانب آلام التسنين عند الأطفال، أسبابها، أعراضها، وكيفية التخفيف من آثارها بطرق آمنة وفعالة.

1. فهم آلام التسنين:

تحدث آلام التسنين بسبب ظهور الأسنان اللبنية عبر اللثة. هذه العملية قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، حيث تتسبب الأسنان في ضغط اللثة والتسبب في التهاب خفيف. يتبع هذا الضغط العديد من الأعراض المؤلمة مثل الاحمرار والتورم في اللثة، مما يجعل الطفل يشعر بعدم الراحة. في بعض الأحيان، قد يرافق الألم أيضًا بعض الأعراض الأخرى مثل الحمى الخفيفة، السعال، وتغيرات في نمط التغذية والنوم.

2. الأعراض الشائعة أثناء التسنين:

تختلف الأعراض من طفل لآخر، ولكن يمكن تلخيص الأعراض الأكثر شيوعًا التي يعاني منها الأطفال أثناء فترة التسنين على النحو التالي:

• التهيج والبكاء المتكرر: يصبح الطفل أكثر عصبية وقد يبكي أكثر من المعتاد بسبب الألم الناتج عن ضغط الأسنان على اللثة.

• تورم واحمرار في اللثة: يعتبر تورم اللثة من الأعراض الشائعة عند التسنين. قد تلاحظ الأم أن لثة الطفل أصبحت أكثر احمرارًا وتورمًا في المنطقة التي يظهر فيها السن.

• زيادة إفراز اللعاب: عادةً ما يزداد إفراز اللعاب أثناء مرحلة التسنين، وقد يؤدي ذلك إلى تهيج الجلد حول فم الطفل.

• صعوبة في النوم: الألم الناتج عن التسنين قد يجعل الطفل يجد صعوبة في النوم أو الاسترخاء.

• فقدان الشهية: قد يرفض الطفل تناول الطعام أو الرضاعة بسبب الألم الناتج عن التسنين.

3. نصائح للتخفيف من آلام التسنين:

تتوفر العديد من الطرق الفعالة التي يمكن أن تساعد في تخفيف آلام التسنين عند الأطفال. إليك بعض النصائح المهمة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من الألم وتوفير الراحة للطفل:

أ. استخدام الألعاب الخاصة بالتسنين:

تعتبر الألعاب التي يتم مضغها واحدة من أكثر الطرق فعالية للتخفيف من الألم المصاحب للتسنين. يمكن أن تكون هذه الألعاب مصنوعة من مواد مرنة وآمنة للطفل مثل السيليكون أو المطاط، وقد تحتوي على سائل بارد يمكن تبريده في الثلاجة. تساعد هذه الألعاب على تدليك اللثة وتخفيف الألم بشكل فعال.

ب. استخدام الكمادات الباردة:

يمكن وضع قطعة قماش نظيفة وباردة على لثة الطفل أو إعطائه لعبة تهدئة باردة، حيث يساعد البرود على تقليل التورم والألم. يُنصح بتجنب وضع الأطعمة أو السوائل المثلجة مباشرة على لثة الطفل، حيث قد تكون شديدة البرودة مما يؤدي إلى المزيد من التهيج.

ج. تدليك اللثة برفق:

استخدام أصبع نظيف لتدليك لثة الطفل بلطف يمكن أن يوفر بعض الراحة له. يجب أن يكون التدليك برفق ودون الضغط الزائد على اللثة، حتى لا تتفاقم المشكلة أو تتسبب في المزيد من الألم.

د. تقديم أطعمة لينة وسهلة البلع:

في مرحلة التسنين، قد يجد الأطفال صعوبة في تناول الأطعمة الصلبة. لذلك، من المهم تقديم الأطعمة اللينة مثل العصائر الطبيعية، مع الحرص على عدم إضافة أي مواد حافظة أو سكريات. الأطعمة مثل الزبادي أو الأطعمة المهروسة يمكن أن تكون خيارًا جيدًا للأطفال في هذه الفترة.

هـ. استخدام الأدوية المسكنة:

إذا كانت آلام التسنين شديدة، يمكن للأطباء توجيه الأهل لاستخدام أدوية مسكنة للألم مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين، مع التأكد من إعطاء الجرعة الصحيحة وفقًا لعمر الطفل ووزنه. من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء لضمان سلامة الطفل.

و. استخدام جل التسنين:

تتوفر بعض الجلّات الخاصة بالتسنين التي تحتوي على مكونات مهدئة تساعد على تخفيف الألم. عادةً ما تحتوي هذه الجلّات على مواد مثل الكاموميل أو الألوفيرا، التي تساعد على تقليل الالتهاب وتهدئة اللثة. ولكن من الضروري استخدام هذه الجلّات بحذر، حيث يُفضل تجنب استخدام الأدوية المحتوية على بنزوكاين للأطفال دون استشارة طبية، لأن بعض الأطفال قد يعانون من حساسية لهذه المادة.

4. التعامل مع التحديات المصاحبة للتسنين:

بالإضافة إلى الألم، قد يواجه الآباء بعض التحديات الأخرى المتعلقة بفترة التسنين، مثل اضطرابات النوم وفقدان الشهية. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذه التحديات:

أ. الحفاظ على روتين النوم:

على الرغم من صعوبة النوم في هذه الفترة، إلا أن الحفاظ على روتين نوم ثابت يمكن أن يساعد الطفل على الشعور بالراحة. يمكن للأم محاولة تهدئة الطفل من خلال تهدئة الأجواء المحيطة به، مثل استخدام إضاءة خافتة أو موسيقى هادئة.

ب. إطعام الطفل بكميات صغيرة ومتكررة:

إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في الرضاعة أو تناول الطعام بسبب الألم، يمكن تقسيم وجباته إلى كميات صغيرة ومتكررة طوال اليوم. يمكن أن يساعد ذلك على تجنب شعوره بالجوع الزائد أو التعب الشديد.

ج. استخدام الأقمشة الناعمة لحماية الجلد:

نظرًا لزيادة إفراز اللعاب، قد يعاني الطفل من تهيج في الجلد حول الفم والذقن. يمكن استخدام قطع قماش ناعمة أو مناديل مبللة للحفاظ على الجلد جافًا، مع استخدام كريم مرطب لتهدئة الجلد.

5. متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن آلام التسنين عادةً ما تكون خفيفة ومؤقتة، إلا أنه في بعض الحالات قد يستدعي الأمر استشارة الطبيب. من الحالات التي قد تتطلب زيارة الطبيب:

• إذا كانت الحمى مرتفعة أو استمرت لأكثر من يومين.

• إذا استمر البكاء المفرط أو تدهورت الحالة العامة للطفل.

• إذا كان الطفل يعاني من إسهال شديد أو قئ مستمر.

• إذا لم يظهر أي تحسن في الأعراض رغم استخدام الطرق المتاحة لتخفيف الألم.

6. الختام:

تعد مرحلة التسنين جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل، وعلى الرغم من أنها قد تكون مزعجة، إلا أن فهم الأعراض وطرق التخفيف يمكن أن تساعد الآباء في التعامل معها بشكل أفضل. يظل التسنين مرحلة مؤقتة، وتظهر الأسنان في النهاية دون أي آثار سلبية طويلة المدى على صحة الطفل.