5 نصائح غذائيّة للوقاية من سرطان عنق الرّحم
سرطان عنق الرحم هو أحد أنواع السرطان التي تصيب النساء بشكل رئيسي، ويعتبر من أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية منها في حال تم التشخيص المبكر واتُبعت وسائل الوقاية المناسبة. بالرغم من أهمية الكشف المبكر وأهمية اللقاحات، تلعب التغذية دوراً مهماً في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. في هذا المقال، سنتناول خمس نصائح غذائيّة يمكن أن تساهم في الوقاية من هذا النوع من السرطان وتدعم الصحة العامة.
1. زيادة استهلاك الفواكه والخضروات
تعد الفواكه والخضروات من أبرز المصادر الطبيعية للفيتامينات والمعادن التي تساهم في تعزيز الجهاز المناعي وحمايته من الأمراض المختلفة، بما في ذلك السرطان. الفواكه والخضروات غنية بمضادات الأكسدة مثل الفيتامين C، E، والبيتا كاروتين، وهي مركبات تساهم في محاربة الجذور الحرة التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير خلايا الجسم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.
الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب تحتوي على مركبات طبيعية قادرة على تقليل الالتهابات وتعزيز التفاعل الصحي للحمض النووي، مما يقلل من فرص الطفرات التي قد تسبب السرطان. الفواكه مثل التوت والتفاح والبرتقال تعتبر مصدراً غنياً بالألياف التي تحسن من صحة الجهاز الهضمي، وتساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
دراسة حديثة أجريت على عدد من النساء أظهرت أن تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات يقلل من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، حيث تم العثور على ارتباط إيجابي بين زيادة استهلاك هذه الأطعمة وانخفاض احتمالية الإصابة.
2. زيادة تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك
حمض الفوليك هو أحد الفيتامينات التي تنتمي إلى مجموعة فيتامين B، وله دور كبير في إنتاج الخلايا وتجديدها. يعتبر هذا الفيتامين مهماً بشكل خاص للنساء في سن الإنجاب، حيث يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وأمراض أخرى. الحمض الفوليكي يُعتبر من العناصر الأساسية التي تساعد في الحفاظ على الحمض النووي للخلايا ويمنع التغيرات الجينية غير الطبيعية التي قد تؤدي إلى السرطان.
الأطعمة الغنية بحمض الفوليك تشمل السبانخ، والعدس، والفاصوليا، والمكسرات، والأفوكادو. يُنصح بتناول هذه الأطعمة بشكل منتظم ضمن نظام غذائي متوازن لضمان الحصول على الكمية الكافية من حمض الفوليك.
في دراسة نُشرت في المجلة العالمية للسرطان، لوحظ أن النساء اللاتي يتناولن كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بحمض الفوليك يقل لديهن خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة ملحوظة مقارنة بالنساء اللاتي يعانين من نقص في هذا الفيتامين.
3. تقليل استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة
تعتبر اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة من العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. اللحوم المعالجة مثل النقانق، والسجق، ولحم الخنزير المدخن تحتوي على مواد كيميائية قد تزيد من خطر تطور السرطان. ومن المعروف أن اللحوم الحمراء، خصوصاً عندما يتم تناولها بشكل مفرط، تحتوي على مركبات يمكن أن تكون ضارة لخلايا الجسم.
تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يستهلكن كميات كبيرة من اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة، وخاصة عند طهيها على درجات حرارة عالية، قد يواجهن زيادة في احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم. ذلك لأن عملية الطهي على درجات حرارة مرتفعة قد تُنتج مركبات مسرطنة تعرف باسم الأمينات غير المتجانسة.
يُفضل استبدال اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة بمصادر بروتينية صحية مثل الأسماك والدواجن، وكذلك زيادة تناول البروتينات النباتية مثل الحبوب والبقوليات.
4. الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر المضاف والدهون المشبعة
الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر المضاف والدهون المشبعة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهما من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان. السكر المضاف يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يسبب زيادة في إنتاج الأنسولين، وهو ما يُعتقد أنه يشجع على نمو الأورام السرطانية.
الدهون المشبعة، الموجودة في الأطعمة مثل الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة، واللحوم الدهنية، يمكن أن تزيد من الالتهابات في الجسم وتُضعف قدرة جهاز المناعة على مقاومة الأمراض. الأبحاث أظهرت أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم.
يُوصى بتقليل استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون المشبعة، واختيار بدائل صحية مثل الزيوت النباتية غير المشبعة، والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة.
5. زيادة استهلاك الأطعمة المضادة للبكتيريا والمضادة للفيروسات
العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هي أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم. هناك أنواع معينة من الأطعمة التي تساعد في تقوية جهاز المناعة، وبالتالي قد تكون فعالة في الوقاية من هذا الفيروس وغيره من البكتيريا الضارة.
الثوم، الزنجبيل، والكركم هي من أبرز الأطعمة المضادة للبكتيريا والفيروسات. تحتوي هذه الأطعمة على مركبات طبيعية تعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى وتحمي الخلايا من التلف الناتج عن الفيروسات والبكتيريا. الثوم على سبيل المثال يحتوي على مركب الأليسين الذي يعتبر مضادًا للبكتيريا ومقويًا للجهاز المناعي.
أيضاً، الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة) تساعد في تقليل الالتهابات، وهو أمر مهم لمنع الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
الختام
من خلال اتباع هذه النصائح الغذائية البسيطة، يمكن للنساء تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم ودعم صحتهن العامة. التغذية السليمة تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على صحة الجسم، ما يساعد في تقليل فرص تطور الأمراض السرطانية. إن اتباع نمط حياة صحي، والذي يشمل تناول غذاء متوازن، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي طويل الأمد في الوقاية من العديد من الأمراض.
