نصائح الجمعية البريطانية لمرضى السكري: إدارة الحياة مع السكري
يعد مرض السكري أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، ويعاني منه ملايين الأشخاص من جميع الأعمار. في المملكة المتحدة وحدها، يعيش أكثر من 4 مليون شخص مع مرض السكري، ويشمل هذا النوع الأول من السكري والنوع الثاني. رغم أن السكري مرض مزمن قد يؤثر على جودة الحياة إذا لم تتم إدارته بشكل جيد، فإن الجمعية البريطانية لمرضى السكري (Diabetes UK) تقدم العديد من النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد المرضى في تحسين حياتهم اليومية والحد من المضاعفات المرتبطة بالمرض.
1. فهم مرض السكري وكيفية تأثيره على الجسم
تعتبر المعرفة الأساسية حول مرض السكري من أهم الخطوات في إدارته. السكري يحدث عندما يكون هناك مشكلة في طريقة الجسم التعامل مع الجلوكوز (السكر) في الدم. في النوع الأول من السكري، لا يستطيع الجسم إنتاج الأنسولين، بينما في النوع الثاني من السكري، لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم. من خلال تعلم المرض وفهم كيفية تأثيره على الجسم، يمكن للمريض اتخاذ قرارات أفضل حول النظام الغذائي، والنشاط البدني، والعلاج.
2. الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن الحدود الطبيعية
من النصائح الأساسية التي تقدمها الجمعية البريطانية لمرضى السكري هي مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام. استخدام جهاز قياس السكر يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين السيطرة على المرض. يجب على المريض معرفة المستويات المستهدفة للجلوكوز في الدم التي يجب أن يلتزم بها على مدار اليوم. يمكن أن تساعد الأدوات الحديثة مثل أجهزة قياس الجلوكوز المستمر في تحقيق ذلك، حيث توفر بيانات لحظية تسهل على المرضى تعديل النظام الغذائي أو الأدوية بشكل مناسب.
3. التغذية الصحية والمتوازنة
أحد أهم جوانب إدارة السكري هو الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن. توصي الجمعية البريطانية لمرضى السكري بتناول الطعام الذي يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم. يشمل ذلك تناول أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، والفواكه، والخضروات، التي تحتوي على ألياف تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم. كما يوصى بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة مثل الحلويات والمشروبات السكرية، والتي يمكن أن تسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات الجلوكوز.
من الضروري أيضًا الحد من تناول الدهون المشبعة والمتحولة، حيث يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تعد أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري. يعد التحكم في أحجام الوجبات وتقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم خطوة مهمة في تجنب تقلبات كبيرة في مستويات الجلوكوز.
4. ممارسة النشاط البدني بانتظام
تعد الرياضة أحد العوامل الأساسية في إدارة السكري. تمثل ممارسة النشاط البدني طريقة فعالة لتحسين حساسية الجسم للأنسولين وبالتالي مساعدة الجسم على تنظيم مستويات الجلوكوز بشكل أفضل. توصي الجمعية البريطانية لمرضى السكري بممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل، مقسمة على مدار الأسبوع، ويشمل ذلك تمارين مثل المشي السريع، والسباحة، وركوب الدراجة. تساعد هذه الأنشطة في تحسين الدورة الدموية، وتعزيز صحة القلب، وتنظيم الوزن، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى الأدوية في بعض الحالات.
5. الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد يمثل عامل خطر كبير للإصابة بالنوع الثاني من السكري، ولذا فإن الحفاظ على وزن صحي يعد من أهم النصائح التي تقدمها الجمعية البريطانية لمرضى السكري. يمكن للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أن يلاحظوا تحسنًا كبيرًا في مستويات الجلوكوز في الدم بمجرد فقدان بعض الوزن. يمكن أن يساعد تقليل الوزن بشكل تدريجي (من 5-10% من وزن الجسم) في تحسين التحكم في السكري وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.
6. مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول
من المعروف أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية. لذلك، فإن مراقبة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول تعد جزءًا مهمًا من خطة العلاج. يجب على مرضى السكري الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية (أقل من 140/90 مم زئبقي) ومستويات الكوليسترول الصحية. قد يحتاج بعض المرضى إلى تناول أدوية للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة.
7. التحدث مع الفريق الطبي بشكل دوري
من النصائح المهمة التي تقدمها الجمعية البريطانية لمرضى السكري هي أهمية التواصل المنتظم مع الفريق الطبي. يتعين على مرضى السكري متابعة حالتهم مع الطبيب أو المختص في التغذية بشكل دوري، لإجراء الفحوصات اللازمة مثل فحص العين، وفحص الكلى، وفحص الأعصاب، وفحص القدمين. تساهم هذه الفحوصات في اكتشاف المضاعفات المحتملة في مراحل مبكرة، مما يسمح بتقليل مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، وفقدان البصر، والفشل الكلوي.
8. التعامل مع التوتر والضغوط النفسية
التوتر والضغوط النفسية يمكن أن يؤثران على مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير. قد يسبب الإجهاد زيادة في إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، الذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. لذلك، تقدم الجمعية البريطانية لمرضى السكري نصائح حول كيفية إدارة التوتر، مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق، واليوغا، والتأمل. الحفاظ على الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من التحكم في السكري.
9. التعرف على أعراض انخفاض مستويات السكر في الدم (الهيبوغليسميا)
الهيبوغليسميا أو انخفاض مستويات السكر في الدم هو حالة يمكن أن تحدث لدى مرضى السكري نتيجة تناول جرعة مفرطة من الأنسولين أو عدم تناول الطعام بشكل كافٍ. لذلك من الضروري أن يتعرف مرضى السكري على أعراض انخفاض السكر في الدم، مثل التعرق، والارتجاف، والدوار، والتعب الشديد. في حال الشعور بأي من هذه الأعراض، يجب تناول شيء يحتوي على السكر بسرعة مثل عصير الفاكهة أو الحلوى.
10. التأكد من انتظام الأدوية والعلاج
لإدارة السكري بشكل جيد، من الضروري أن يتبع المرضى نظام العلاج الموصى به من قبل الطبيب. بالنسبة لمرضى السكري النوع 1، يجب أن يتابعوا مستويات الأنسولين بشكل دقيق، أما مرضى النوع 2 فقد يحتاجون إلى أدوية لتخفيض مستويات الجلوكوز. يجب أن يتأكد المرضى من أخذ أدويتهم بانتظام وبالجرعات المحددة، وعدم التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب.
11. الاستعداد للسفر أو التغييرات في الروتين
يعتبر السفر أو التغييرات في الروتين اليومي من التحديات التي قد يواجهها مرضى السكري. من النصائح المهمة التي تقدمها الجمعية البريطانية لمرضى السكري هي الاستعداد لهذه التغييرات مسبقًا. يجب التأكد من أن المريض يحمل معه كل الأدوية واللوازم الضرورية مثل جهاز قياس السكر، والأطعمة الخفيفة التي تحتوي على الكربوهيدرات، والحفاظ على نمط غذائي ثابت قدر الإمكان أثناء السفر.
12. الدعم الاجتماعي والعائلي
يعد الدعم الاجتماعي من أهم العوامل التي تؤثر في قدرة المريض على إدارة السكري. يقدم الأهل والأصدقاء الدعم العاطفي والعملي الذي يساعد المرضى على التعامل مع المرض. توصي الجمعية البريطانية لمرضى السكري بالبحث عن مجموعات الدعم، حيث يمكن للمرضى تبادل الخبرات والنصائح مع آخرين يعانون من نفس المرض.
خاتمة
تقدم الجمعية البريطانية لمرضى السكري مجموعة من النصائح التي تساعد المرضى على إدارة حياتهم بشكل أفضل والحد من المضاعفات التي قد تنشأ نتيجة لمرض السكري. باتباع هذه الإرشادات والالتزام بأسلوب حياة صحي، يمكن للمرضى تحسين نوعية حياتهم والعيش بشكل طبيعي.
