نزلات البرد والأنفلونزا للطفل من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب الأطفال، خصوصًا في فصول الخريف والشتاء، حيث تتزايد حالات الإصابة بسبب انتشار الفيروسات التنفسية التي تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي. تُعد نزلات البرد والأنفلونزا من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيارات الأهل للطبيب، ويؤثر هذا المرض بشكل مباشر على جودة حياة الطفل وصحته، كما يؤثر على الأهل أيضًا من حيث القلق والتعب والغياب عن العمل أو المدرسة.
تعريف نزلات البرد والأنفلونزا
نزلات البرد هي عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة، وتسبب أعراضًا مثل انسداد أو سيلان الأنف، العطس، الحكة في الحلق، والسعال. أما الأنفلونزا فهي عدوى فيروسية أكثر حدة تصيب الجهاز التنفسي بالكامل، وغالبًا ما تصاحبها أعراض شديدة مثل الحمى المرتفعة، الآلام العضلية، الإرهاق الشديد، والصداع. كلا المرضين سببه فيروسات مختلفة، ونزلات البرد غالبًا ما تكون أقل حدة من الأنفلونزا.
أسباب الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا عند الأطفال
الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا بسبب عدة عوامل:
-
ضعف الجهاز المناعي مقارنة بالبالغين، مما يجعل أجسامهم أقل قدرة على مقاومة الفيروسات.
-
كثافة الاختلاط في المدارس ورياض الأطفال، مما يسهل انتقال العدوى بين الأطفال.
-
قلة الالتزام بالنظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بشكل منتظم.
-
التعرض المستمر للفيروسات في البيئات المغلقة أو الأماكن العامة.
الفيروسات المسببة
نزلات البرد يسببها أكثر من 200 نوع من الفيروسات، أشهرها فيروسات الأنف (Rhinoviruses) التي تتسبب في حوالي 50% من الحالات. أما الأنفلونزا فتسببها فيروسات الإنفلونزا من نوع A وB، والتي تتغير جينياً كل سنة، مما يستدعي تحديث اللقاحات الموسمية.
الأعراض التفصيلية لنزلات البرد والأنفلونزا عند الأطفال
تتشابه أعراض نزلات البرد والأنفلونزا إلى حد كبير، لكن هناك فروقًا مميزة تساعد في التفريق بينهما:
أعراض نزلات البرد
-
سيلان أو انسداد الأنف.
-
العطس المستمر.
-
التهاب الحلق الخفيف.
-
السعال الجاف.
-
صداع خفيف وألم في الجسم أحيانًا.
-
ارتفاع بسيط في درجة الحرارة أو عدم ارتفاعها.
أعراض الأنفلونزا
-
حمى عالية تصل إلى 39-40 درجة مئوية.
-
آلام عضلية شديدة في الظهر، الذراعين، والساقين.
-
صداع قوي.
-
إرهاق وتعب عام شديد.
-
سعال جاف ومزعج.
-
احتقان في الأنف أو سيلان شديد.
-
فقدان الشهية والغثيان أحيانًا.
مضاعفات نزلات البرد والأنفلونزا عند الأطفال
رغم أن نزلات البرد عادةً ما تكون حميدة وتشفى خلال أسبوع، فإن الأنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة خصوصًا عند الأطفال الرضع، الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو، القلب، أو نقص المناعة. أهم المضاعفات تشمل:
-
التهاب الأذن الوسطى.
-
التهاب الرئة (الالتهاب الرئوي).
-
تفاقم أمراض الربو أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
-
التهاب الجيوب الأنفية.
-
التهابات بكتيرية ثانوية قد تستدعي علاجًا مضادًا للبكتيريا.
طرق التشخيص
يعتمد التشخيص على الفحص السريري للأعراض الظاهرة. في حالات الأنفلونزا، يمكن استخدام اختبارات سريعة للكشف عن وجود فيروس الأنفلونزا في مسحات الحلق أو الأنف. هذه الفحوصات تساعد في تأكيد التشخيص وتحديد العلاج المناسب، خاصة في الحالات الحادة أو الأطفال المعرضين لمضاعفات.
علاج نزلات البرد والأنفلونزا عند الأطفال
لا يوجد علاج محدد لفيروسات نزلات البرد أو الأنفلونزا، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض والوقاية من المضاعفات باتباع الإجراءات التالية:
الراحة والترطيب
توفير الراحة الكافية للطفل وشرب كميات كبيرة من السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية، يساعد على ترطيب الجسم وتقليل الأعراض.
الأدوية المسكنة وخافضة الحرارة
-
استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض الحمى وتخفيف الألم. يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها حسب عمر ووزن الطفل.
-
تجنب استخدام الأدوية التي تحتوي على مزيج من المكونات متعددة الأعراض للأطفال دون استشارة طبية، خاصة الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات.
العلاج الداعم
-
تنظيف الأنف من المخاط باستخدام محلول ملحي وأجهزة شفط المخاط للأطفال الرضع.
-
استعمال بخاخات الأنف الملحية لتقليل الاحتقان.
-
الحرص على تهوية الغرفة وتجنب تعرض الطفل للبرد المباشر أو التدخين.
مضادات الفيروسات
تستخدم مضادات الفيروسات مثل الأوسيلتاميفير في حالات الأنفلونزا الشديدة أو لدى الأطفال المعرضين لمخاطر مضاعفات، ويجب أن توصف من قبل الطبيب في أسرع وقت ممكن بعد ظهور الأعراض.
الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا
الوقاية أفضل من العلاج خصوصًا في حالة الأطفال. هناك عدة طرق مهمة للحد من خطر الإصابة:
-
التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا: يُعد اللقاح السنوي الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الأنفلونزا، ويُوصى بإعطائه للأطفال فوق ستة أشهر.
-
غسل اليدين بانتظام: غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل يقلل بشكل كبير من انتقال العدوى.
-
تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس: استخدام المناديل أو المرفق لتجنب انتشار الفيروسات.
-
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب، المناشف، وألعاب الأطفال.
-
تعزيز المناعة من خلال نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات، ونوم كافٍ، وممارسة النشاط البدني.
الفرق بين نزلات البرد والأنفلونزا والالتهابات التنفسية الأخرى
من المهم التمييز بين نزلات البرد والأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى التي قد تظهر بأعراض مشابهة مثل الالتهاب الرئوي، التهاب القصبات، أو التهاب الحلق البكتيري. التشخيص الدقيق يساعد في اختيار العلاج المناسب وتقليل المضاعفات.
نصائح للعناية اليومية بالطفل المصاب
-
الحفاظ على نظافة الطفل وملابسه.
-
مراقبة درجة حرارة الطفل باستمرار.
-
الحرص على تهوية المكان الذي يتواجد فيه الطفل.
-
عدم التسرع في إعطاء المضادات الحيوية إلا إذا وصفها الطبيب.
-
توفير بيئة هادئة تساعد الطفل على الراحة والشفاء.
الجدول التالي يوضح مقارنة مبسطة بين نزلات البرد والأنفلونزا من حيث الأعراض، الأسباب، والعلاج:
| العنصر | نزلات البرد | الأنفلونزا |
|---|---|---|
| السبب | فيروسات متعددة، أبرزها Rhinovirus | فيروسات الإنفلونزا A و B |
| مدة الأعراض | من 3 إلى 7 أيام | من 5 إلى 14 يومًا |
| الحمى | نادرة أو خفيفة | حمى مرتفعة وشديدة |
| أعراض الجهاز التنفسي | سيلان أنف، عطس، التهاب حلق خفيف | سعال جاف، احتقان، آلام عضلية |
| المضاعفات | قليلة | قد تكون خطيرة، تشمل الالتهاب الرئوي |
| العلاج | دعمياً، علاج الأعراض فقط | دعمياً، مضادات فيروسية في بعض الحالات |
الخلاصة
نزلات البرد والأنفلونزا من الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الأطفال، تتطلب فهمًا دقيقًا للأعراض واتباع إجراءات العناية والوقاية المناسبة للحد من مضاعفاتها. الالتزام بالتدابير الوقائية، بما في ذلك التطعيم، والنظافة الشخصية، والاهتمام بالتغذية السليمة، يعد الأساس في حماية الأطفال من هذه الأمراض. الرعاية السليمة والمبكرة تساهم بشكل كبير في سرعة الشفاء وعودة الطفل إلى نشاطه الطبيعي دون تأثير سلبي على صحته أو نشاطه اليومي.
المصادر:
-
موقع Mayo Clinic، قسم نزلات البرد والأنفلونزا للأطفال.
-
منظمة الصحة العالمية (WHO)، التوصيات حول الأنفلونزا وطرق الوقاية منها.
