كتاب “نحن جميعًا متشابهون: قصة شجاعة الصبي وحب الأم” من تأليف جيم ووتين، يحكي القصة الاستثنائية لصبي جنوب أفريقي صغير، شجاعته وعزيمته الشديدة على تحقيق الفارق على الرغم من ولادته بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، مما جعله الرمز البشري للمعركة العالمية ضد هذا المرض، وذلك بواسطة الصحفي الأمريكي الخبير الذي غيرت حياته. ما يزيد عن خمسة ملايين شخص أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية في العام الماضي وحده. لقد رأينا جميعًا الإحصائيات، وهي تخدرنا؛ فعلى بعض المستويات، تتوقف عقولنا عن الاستجابة لكارثة بهذا الحجم. كما هو الحال مع الكوارث البشرية الضخمة الأخرى في الماضي، قد يستغرق الأمر قصة حياة طفل واحد خاص لجعلنا نفتح عقولنا وقلوبنا. بينما تحدث غالبية حالات الإيدز في إفريقيا، لم يصب الصبي الجنوب أفريقي نكوسي جونسون “بأن يكون رمزًا للنضال من أجل الحياة”، بعبارة نيلسون مانديلا، لأنه كان ممثلًا ولكن لأنه كان بالفعل ملفتًا للنظر للغاية. كل من التقى بنكوسي جونسون انبهر بقوة حياته الزاهية، وذكائه القوي ودافعه، وعزيمته على جعل شيء ما من حياته القصيرة. بحلول وقت وفاته، كان العمل الذي قام به في أحد عشر عامًا على الأرض بما يكفي لجعل صحيفة نيويورك تايمز تنشر خبر وفاته على الصفحة الأمامية، فضلاً عن العديد من الصحف الأخرى، وظهرت التحيات في نشرات الأخبار المسائية لكل شبكة كبيرة. لم يعش نكوسي جونسون ليروي قصته بنفسه، ولكن كاتبًا غيّرت حياته قد تولى مهمة سردها عنه. ومن الحسن حظ العالم أن هذا الكاتب هو جيم ووتين. بيد أن في يديه، “نحن جميعًا متشابهون” هو شهادة قوية على قوة الروح البشرية، حتى وهي تشهد على مدى الكارثة التي تحدث في إفريقيا وحول العالم، مقتل الملايين من الأولاد والبنات مثل نكوسي جونسون قبل أن يتمكنوا من تحقيق وعودهم. مكتوب بإيجاز وقوة الحكاية، “نحن جميعًا متشابهون” كتاب يجب أن يقرأه كل منا، من جميع الأعمار والمشارب الحياتية. بدايته ونهايته حزينة للغاية، ولكن في الوسط تقع قصة ملهمة بشكل غير عادي عن صبي صغير محظوظ للغاية قال: لا يهم. سأجعل حياتي تعني شيئًا. وفعل ذلك.
0
