نجم ميرا (Mira): عملاق أحمر في سماء الليل
مقدمة
يعتبر نجم ميرا (Mira) أحد النجوم البارزة في كوكبة الحوت، ويشتهر بلقب “النجمة المتغيرة” بسبب تغير سطوعه الملحوظ. يبعد ميرا عن الأرض حوالي 418.5 سنة ضوئية، وهو واحد من أكبر النجوم في السماء، حيث يتميز بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام الفلكيين والهواة على حد سواء.
الخصائص الفيزيائية
المسافة والسطوع
يبتعد نجم ميرا عن كوكب الأرض بمسافة تقدر بحوالي 418.5 سنة ضوئية. ويعتبر نجمًا ساطعًا بشكل استثنائي، حيث تبلغ luminosity (سطوعه) حوالي 8700 مرة سطوع الشمس. هذه الزيادة الهائلة في السطوع تجعل ميرا واحدًا من ألمع النجوم في كوكبة الحوت.
القطر والحرارة
تصل دائرة قطر ميرا إلى 370 ضعف قطر الشمس، مما يجعله نجمًا عملاقًا بامتياز. وعلى الرغم من كبر حجمه، فإن درجة حرارة سطحه تبلغ حوالي 2882 كلفن، مما يضعه في فئة النجوم الباردة نسبيًا. هذه الحرارة المنخفضة تعكس لونه الأحمر المميز، الذي يضعه في تصنيف النجوم كعملاق أحمر.
التصنيف الطيفي
تصنف النجوم عادةً حسب طيفها، وميرا ينتمي إلى الفئة الطيفية M7IIIe. هذا التصنيف يعني أنه نجم عملاق في المرحلة المتقدمة من تطوره، وقد بدأ في استنفاد وقوده الهيدروجيني. يمثل حرف “M” في هذا التصنيف النجوم الحمراء، بينما يشير الرقم “7” إلى أن ميرا يعتبر نجمًا متغيرًا داخل هذه الفئة.
سلوك النجم المتغير
تتميز ميرا بكونها نجماً متغيراً، حيث تتغير شدة سطوعها بانتظام على مدار فترة زمنية معينة. يتمثل ذلك في أنها يمكن أن تصبح أكثر سطوعاً أو أقل سطوعاً من حالتها الطبيعية، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا للبحث والدراسة. يتغير سطوعها بين 2.0 و10.0 في مقاييس السطوع، مما يعني أنها قد تكون مرئية بالعين المجردة في بعض الأحيان، بينما قد تكون غير مرئية في أوقات أخرى.
دور ميرا في الثقافة
حظي ميرا بمكانة خاصة في الثقافة الإنسانية عبر العصور. استخدمه العديد من الفلكيين القدامى كنقطة مرجعية في خرائط السماء، وأصبح رمزًا للغموض والدهشة في الأساطير والحكايات. كما أن سطوعه المتغير أضاف إلى هالته الغامضة، مما جعله جزءًا من العديد من الأساطير المتعلقة بالنجوم.
الأبحاث الحالية
تستمر الأبحاث حول نجم ميرا، حيث يدرس الفلكيون تفاصيل تطوره ونشاطه. تعد ميرا مثالاً رائعًا على التغيرات التي يمكن أن تحدث في حياة النجوم، وتوفر فرصة لفهم كيفية تطور النجوم العملاقة وما ينتظرها في المستقبل.
الخاتمة
يعتبر نجم ميرا ظاهرة فلكية فريدة، تجذب انتباه المهتمين بعلم الفلك وعشاق السماء. يرمز إلى الجمال والغموض الذي يجسد تجربة الإنسان مع الكون، ويظل نقطة استكشاف وتفكير مستمرين. من خلال دراساتنا الحالية والمستقبلية، نأمل أن نفهم أكثر عن هذا النجم الفريد وكيف يمكن أن يسهم في إثراء معرفتنا عن الكون.