نجم بيلاتريكس: عملاق لامع في كوكبة الجبار
نجم بيلاتريكس (Bellatrix) يُعد من بين أشهر النجوم في السماء الليلية، ويحتل موقعًا بارزًا في كوكبة الجبار (Orion). يُعرف هذا النجم بضوئه الساطع والمميز، وهو أحد ألمع النجوم في السماء. تتسم خصائص هذا النجم بميزات مثيرة تجعله محور اهتمام الفلكيين والهواة على حد سواء. دعونا نستكشف هذا النجم عن قرب من خلال أبرز خصائصه الفلكية.
المسافة من الأرض
يقع نجم بيلاتريكس على مسافة 239.7 سنة ضوئية من كوكب الأرض، وهي مسافة تجعله نسبيًا قريبًا من الناحية الفلكية. بفضل هذا القرب النسبي، يمكن رؤية بيلاتريكس بوضوح بالعين المجردة، ويعد واحدًا من ألمع نجوم السماء في نصف الكرة الشمالي. هذه المسافة تعني أن الضوء الذي نراه الآن انبعث من النجم قبل حوالي 240 سنة ضوئية.
اللمعان
تعد سطوع نجم بيلاتريكس أحد السمات البارزة التي تجذب الانتباه. يبلغ لمعانه 6396.3 ضعف لمعان الشمس. هذا يعني أن بيلاتريكس يطلق طاقة هائلة مقارنة بنجمنا الشمسي، مما يجعله من بين النجوم الأكثر إشعاعًا في كوكبة الجبار. هذا اللمعان الكبير يجعله يحتل مرتبة متقدمة بين النجوم في السماء الليلية من حيث السطوع، وهذا ما يعزز من أهميته في دراسة النجوم العملاقة.
نصف القطر
يبلغ نصف قطر بيلاتريكس حوالي 5.7 ضعف نصف قطر الشمس. على الرغم من أنه ليس من أكبر النجوم في الكون، إلا أن حجمه يجعل من الواضح أنه نجم عملاق. هذا الحجم الكبير يعكس مرحلة متقدمة من تطور النجم، حيث مر بيلاتريكس بمرحلة طويلة من التطور ليصل إلى هذه المرحلة العملاقة.
درجة الحرارة
تعتبر درجة الحرارة على سطح نجم بيلاتريكس من العوامل المهمة التي تميز طبيعته. تصل درجة حرارة سطحه إلى حوالي 22582 كلفن، وهي درجة حرارة تفوق بدرجات كبيرة درجة حرارة سطح الشمس التي تبلغ حوالي 5778 كلفن. هذه الحرارة العالية تعطي بيلاتريكس لونه الأزرق المميز، الذي يعد سمة مميزة للنجوم ذات الطيف من النوع “B”، والتي تتميز بدرجات حرارة سطحية عالية جدًا.
التصنيف الطيفي
بيلاتريكس ينتمي إلى التصنيف الطيفي B2III. يشير هذا التصنيف إلى أن بيلاتريكس هو نجم عملاق (III) من النوع الطيفي “B”، وهو نوع من النجوم الذي يتميز بدرجات حرارة سطحية عالية وضوء أزرق. النجوم من هذا النوع عادةً ما تكون أكثر ضخامة وتطورًا من النجوم ذات التصنيف الطيفي الأقل، وهي غالبًا ما تكون في مرحلة متقدمة من حياتها الفلكية.
موقعه وأهميته في كوكبة الجبار
بيلاتريكس يحتل مكانة خاصة في كوكبة الجبار (Orion)، والتي تعد واحدة من أبرز وأشهر الكوكبات في السماء. يقع النجم في الكتف الأيمن للجبار، وهو أحد النجوم الأساسية التي تُشكل هذا الكوكبة الشهيرة. بفضل لمعانه الساطع وموقعه المميز، يُعتبر بيلاتريكس من العلامات الفلكية المميزة التي يمكن التعرف عليها بسهولة في السماء.
مراحل حياة نجم بيلاتريكس
بيلاتريكس، كونه نجمًا عملاقًا، مر بعدة مراحل من التطور الفلكي. بدأ حياته كنجم ضخم نسبيًا من النوع الطيفي B، وهذا يعني أنه استهلك الوقود الهيدروجيني بسرعة كبيرة مقارنة بالنجوم الأصغر مثل الشمس. بعد استهلاك الهيدروجين في مركزه، بدأ بيلاتريكس في تحويل الهيليوم إلى عناصر أثقل، وهي عملية تُعرف بالاندماج النووي.
من المتوقع أن نجم بيلاتريكس في مرحلة متقدمة من حياته، حيث تحول إلى نجم عملاق. في هذه المرحلة، تتوسع طبقات النجم الخارجية ويزداد لمعانه، بينما يستمر في استهلاك الوقود في نواته. في نهاية المطاف، قد يتحول بيلاتريكس إلى نجم نيتروجيني أو حتى ينفجر في مستعر أعظم (سوبرنوفا)، حيث تندفع المواد النجمية إلى الفضاء بين النجمي.
الخاتمة
بيلاتريكس هو واحد من أروع النجوم التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. بفضل لمعانه ودرجة حرارته العالية وموقعه في كوكبة الجبار، يعد هذا النجم هدفًا مهمًا للفلكيين الذين يدرسون تطور النجوم العملاقة. على الرغم من أن بيلاتريكس يبعد عنا قرابة 240 سنة ضوئية، إلا أن ضوءه الساطع وموقعه المميز في السماء يجعلانه جزءًا لا يُنسى من تجربة مشاهدة السماء.