نجم بولاريس: اللمعان والهيبة في سماء الشمال
مقدمة
يعتبر نجم بولاريس، أو النجم القطبي كما يُعرف أيضاً، من أبرز النجوم في سماء شمال الكرة الأرضية. ليس فقط لأنه يظهر كنجم الشمال الرئيسي في الكوكبة الشمالية، ولكن أيضاً بسبب خصائصه الفريدة التي تجعله موضوعاً شيقاً للدراسة والبحث. في هذا المقال، سنستعرض خصائص نجم بولاريس من حيث المسافة، اللمعان، الحجم، الحرارة، وتصنيفه الطيفي، لنفهم أكثر عن هذا النجم الرائع.
موقع بولاريس ومسافته
يُعتبر نجم بولاريس من النجوم التي تتربع على عرش النجوم المرئية في السماء الشمالية. يبعد هذا النجم عن الأرض مسافة تقدر بنحو 322.78 سنة ضوئية. تعني هذه المسافة أنه يمكننا رؤية الضوء الذي أطلقه بولاريس منذ أكثر من ثلاث قرون في وقتنا الحاضر. هذه المسافة تجعل منه أحد النجوم البارزة في سماء الليل، مما ساعد في استخدامه كمؤشر ملاحي منذ العصور القديمة.
اللمعان والمقدار الظاهري
يمتاز نجم بولاريس بلمعانه الهائل مقارنةً بالشمس. يبلغ لمعان بولاريس حوالي 2197.46 مرة لمعان الشمس. هذا اللمعان الكبير يجعله أحد النجوم الساطعة في سماء الليل، على الرغم من بعده الشاسع عن الأرض. بفضل لمعانه الباهر، يعتبر بولاريس مرجعاً مهماً للملاحة الفلكية، وقد استخدمه البحارة عبر العصور لتحديد الاتجاهات.
الحجم والشكل
تعتبر أبعاد بولاريس هائلة، حيث يبلغ نصف قطره حوالي 37.57 مرة ضعف نصف قطر الشمس. هذه الزيادة في الحجم تعكس طبيعة النجم كعملاق فائق، مما يجعله أكبر بكثير من شمسنا. هذا الحجم الكبير يتناسب مع تصنيفه كعملاق من النوع F7، الذي يعبر عن نجم ضخم ذو لون أصفر مائل إلى الأبيض.
درجة الحرارة
يتمتع نجم بولاريس بدرجة حرارة سطحية تصل إلى حوالي 6063.92 كلفن. هذه الحرارة تعطيه لونه الأصفر المائل إلى الأبيض، الذي يميز نجوم الفئة الطيفية F. تعتبر هذه الدرجة حرارة عالية نسبياً، مما يسهم في اللمعان الكبير للنجم.
التصنيف الطيفي
يصنف نجم بولاريس ضمن الفئة الطيفية F7Ib. يشير تصنيف “F” إلى أن النجم يمتلك طيفاً يحتوي على خطوط امتصاص من العناصر الثقيلة، بينما يشير التصنيف “7” إلى درجة الحرارة التي يقع عندها النجم ضمن فئة الطيف F. تصنيف “Ib” يعني أن النجم هو عملاق فائق الحجم، وهو ما يتوافق مع حجمه الكبير و luminosity.
خاتمة
نجم بولاريس، بأبعاده الهائلة وحرارته العالية ولامعانه الباهر، يظل واحداً من أعظم النجوم في السماء الشمالية. موقعه الفريد في كوكبة الدب الأصغر يجعله محوراً أساسياً للبحث والمراقبة الفلكية. إن فهم خصائص نجم بولاريس يساعدنا على تقدير تعقيدات وتنوع الكون الذي نعيش فيه، ويضيف بُعداً جمالياً وعلمياً لعالمنا السماوي.