عندما نغوص في صفحات كتاب “ميشيل عفلق: الكتابات الأولى مع دراسة جديدة لسيرة حياته”، نجد أنفسنا أمام عمل لا علاقة له بالسياسة على الإطلاق، بل هو استكشاف لجوانب شخصية الأستاذ ميشيل عفلق بمنظور يكشف عن طبيعته وفلسفته وتأثيره على الثقافة والفكر العربي.
الكتاب، الذي يحمل توقيع المؤلف ذوقان قرقوط، يقدم لنا رؤية مختلفة تمامًا عما قد يفكر فيه البعض عند سماع اسم ميشيل عفلق، فربما يتبادر إلى الذهن فورًا الارتباط بالسياسة أو بالبعث العربي، لكن هذا الكتاب يأخذنا في رحلة عبر عوالم الفكر والثقافة والإنسانية التي يمتلكها عفلق.
في ظل الوصف المفصل الذي يقدمه المؤلف، نتعرف على عفلق كشخصية متعددة الأبعاد، فهو ليس مجرد سياسي، بل هو أكثر من ذلك، إنه رجل صامت يفكر كثيرًا قبل أن يتحدث، وإذا تكلم فإن كلامه يحمل وزنًا فكريًا هائلًا، فهو يمثل الفكر والثقافة والقيم الإنسانية التي تنبض بالحياة.
عفلق، وفقًا للكتاب، هو جزء لا يتجزأ من الفلسفة السياسية الرسمية للجمهورية العربية المتحدة، وأفكاره هي التي تساهم إلى حد كبير في تفجير الطاقات الهائلة للشعب العربي وتحقيق الانتصارات الرائعة في جميع أنحاء الوطن.
من خلال هذا الكتاب، ندرك أن عفلق ليس فقط سياسيًا، بل هو رمز للفكر والثقافة العربية، ويحق لهذه الأفكار أن تنتشر وتُعرف للجمهور، وهذا ما يسعى إليه الكتاب من خلال التعريف بشخصية عفلق وفلسفته وتأثيره على المجتمع والثقافة العربية.
بفضل هذا العمل الذي يضم 256 صفحة، والذي نشره “رياض الريس للكتب والنشر” في عام 2010، يُظهر الكتاب لنا جانبًا جديدًا من الشخصية العامة لميشيل عفلق، ويضيء على جوانبه الإنسانية والفكرية بطريقة ممتعة ومفيدة للقارئ.
وبهذا، ينضم الكتاب إلى فئة السير والمذكرات، وتحديدًا ضمن فرع السياسيين، حيث يقدم معلومات ثرية ومتعمقة عن شخصية عفلق وتأثيره في المشهد العربي والفكر السياسي والثقافي.