في غمرة عاصفة الحروب العالمية الثانية، حيث كانت الأمم تتصارع في أروقة الزمن العتيق، خرجت من وحلقت في أعالي الأمواج العاتية سفينة الحرب العظيمة التي أطلق عليها اسم “ميزوري”، والتي تنتمي إلى فئة السفن الحربية الفائقة القوة من نوع “آيوا”.
في عام الغزو الذي غيّر مجرى التاريخ، عام 1944، رأت السفينة النور في أحضان الممر الزمني لتصبح جزءاً من تاريخ الحرب العالمية الثانية. كانت “ميزوري” تجسد القوة العسكرية الجبارة للولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة الدامية. وكانت لها دور بارز في الحروب البحرية التي شهدتها المسطحات المائية الواسعة.
تمتاز “ميزوري” بتصميم هندسي هائل يجسد فن البناء البحري في تلك الحقبة الزمنية. بلغ طولها نحو 887 قدمًا، وعرضها يبلغ ما يقارب 108 أقدام. كانت هذه العملاقة البحرية تحمل على متنها طاقماً ضخماً، يتجاوز عددهم الألف فرد، جميعهم مكرسون لخدمة بلدهم في ساحة المعركة البحرية.
من أبرز ميزات “ميزوري” كانت قدرتها على حمل وتسليح مدفعية ثقيلة، فقد كانت مجهزة بمدافع رئيسية بقطر 16 بوصة، ومدافع ثانوية بقطر 5 بوصة، مما جعلها قوة لا يمكن تجاوزها في الساحة البحرية. كما كانت لها درع ضخم يحميها من هجمات العدو.
شهدت “ميزوري” العديد من المعارك البحرية الشرسة، وكان ذروتها عندما أُمضي في غرفة العمليات على سطحها الشهيرة اتفاق استسلام اليابان في العام 1945. وبهذا الفعل، أُنهت “ميزوري” رحلتها البحرية بشرف كبير، إذ أصبحت رمزاً للنصر والسلام.
وفي سنوات ما بعد الحرب، خضعت “ميزوري” لتحديثات عديدة لتلبي متطلبات الزمان، ولكن بقيت وفية لتراثها العسكري العظيم. واليوم، يمكن للزوار الوقوف على سطح “ميزوري” في متحفها بالولايات المتحدة الأمريكية واستكشاف تفاصيل تلك الفترة الهامة في تاريخ العالم.