ميرينا (Mirena): حل طويل الأمد وفعال لمنع الحمل
تُعد ميرينا واحدة من وسائل منع الحمل التي تعتمد على الجهاز داخل الرحم (IUD) والتي أثبتت فعاليتها على مدار سنوات عديدة. تم الموافقة على استخدامها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 5 يوليو 2015، وهي تُعد واحدة من الخيارات المفضلة لدى العديد من النساء اللاتي يفضلن وسائل منع الحمل طويلة المدى التي لا تتطلب اهتمامًا يوميًا أو شهريًا. في هذا المقال، سنتناول مميزات واستخدامات هذا الجهاز، بالإضافة إلى بعض التقييمات من المرضى وتجاربهم معه.
ما هو جهاز ميرينا (Mirena)؟
ميرينا هو جهاز داخل الرحم يتم زرعه في رحم المرأة بواسطة الطبيب المتخصص. يتكون من قطعة بلاستيكية على شكل حرف “T” مغلفة بالهرمون البروجستين (Levonorgestrel)، الذي يفرز تدريجيًا داخل الرحم لتوفير حماية فعالة ضد الحمل. يعمل الجهاز على منع الحمل بعدة طرق:
- عن طريق منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
- عن طريق منع البويضة من الانغراس في جدار الرحم في حال حدوث التخصيب.
- تغيير سمك المخاط في عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من السباحة بسهولة نحو الرحم.
يتميز جهاز ميرينا بفعاليته العالية جدًا في منع الحمل، حيث يُعتبر أحد أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفعالية، حيث تصل فعاليته إلى 99% في الحماية من الحمل.
استخدام جهاز ميرينا
يُعتبر جهاز ميرينا من الوسائل المناسبة للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد لمنع الحمل. يتم زرع الجهاز في الرحم بواسطة الطبيب، وعادة ما يتم ذلك في خلال 5 دقائق فقط، ولا يتطلب أي إجراءات جراحية معقدة. يظل الجهاز فعالًا لمدة تصل إلى 5 سنوات، يمكن بعد ذلك استبداله بأخر إذا رغبت المرأة في الاستمرار في استخدامه.
إحدى أبرز مزايا جهاز ميرينا هي أنه لا يتطلب أي تدخل يومي من المرأة مثل حبوب منع الحمل أو وسائل منع الحمل الأخرى التي تعتمد على الالتزام المتواصل. كما أنه يُعتبر خيارًا ممتازًا للنساء اللواتي قد لا يفضلن تناول الهرمونات عن طريق الفم أو أولئك اللواتي يعانين من آثار جانبية غير مرغوب فيها من وسائل منع الحمل الأخرى.
مميزات جهاز ميرينا
-
منع الحمل طويل الأمد: يُعد جهاز ميرينا خيارًا طويل الأمد حيث يمكن أن يستمر فعاليته لمدة تصل إلى 5 سنوات. عند انتهاء هذه المدة، يمكن للمرأة استبداله بسهولة.
-
تحكم في الدورة الشهرية: واحدة من الفوائد الكبيرة لجهاز ميرينا هي تقليل كمية النزيف خلال الدورة الشهرية. العديد من النساء اللواتي يعانين من نزيف حاد أو غير منتظم يجدن أن ميرينا يساعد في تقليل النزيف بشكل ملحوظ.
-
عدم الحاجة إلى تدخل يومي: على عكس حبوب منع الحمل التي يجب تناولها يوميًا، فإن جهاز ميرينا يعمل باستمرار دون الحاجة إلى تذكر تناوله يوميًا، مما يجعله خيارًا مريحًا وعمليًا.
-
تقليل خطر الحمل خارج الرحم: أظهرت الدراسات أن جهاز ميرينا يقلل بشكل كبير من خطر حدوث الحمل خارج الرحم مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى.
-
لا يؤثر على الحياة الجنسية: على عكس بعض وسائل منع الحمل الأخرى التي قد تسبب تغييرات في الرغبة الجنسية أو تؤثر على العلاقة الجنسية، فإن جهاز ميرينا لا يؤثر بشكل كبير على الحياة الجنسية للمرأة.
تجارب المريضات مع جهاز ميرينا
تعتبر تجارب المرضى أحد العناصر المهمة التي يمكن أن تساعد النساء في اتخاذ قرار بشأن استخدام جهاز ميرينا. وفقًا لبعض المراجعات التي تم جمعها من النساء اللاتي استخدمن هذا الجهاز، فقد تبين أن معظمهن يكنَّ راضيات عن فعاليته، خاصة فيما يتعلق بتقليل النزيف وتحسين نوعية حياتهن اليومية. نعرض فيما يلي تجربة إحدى المريضات:
“أنا من محبي وسائل منع الحمل داخل الرحم. جربت جهازين من نوع باراجارد بعد ولادتي الأخيرة عندما كان عمري 29 عامًا. عندما بدأت أعاني من نزيف حاد، قررت استخدام جهاز ميرينا للمساعدة في التحكم بهذا النزيف ولتفادي إجراء عملية استئصال الرحم. كان الجهاز رائعًا في التحكم بالنزيف، وأصبحت دورتي الشهرية قليلة ومتباعدة. سأبلغ 50 عامًا في العام المقبل، ومستوى الإستروجين لدي لا يزال جيدًا، مما يعني أنني ما زلت قادرة على الحمل. لذلك، يمكنني القول أن جهاز ميرينا كان خيارًا رائعًا بالنسبة لي. لم أواجه أي تقلبات مزاجية أو زيادة في الوزن أو أي آثار جانبية أخرى ملحوظة”.
تُظهر هذه التجربة الإيجابية درجة الرضا العالية التي تشعر بها الكثير من النساء اللاتي يستخدمن ميرينا، حيث يشعرن بالراحة والاطمئنان بسبب فعاليته واستمراريته في العمل بدون الحاجة للانتباه إليه يوميًا.
فعالية جهاز ميرينا
يُعد جهاز ميرينا من بين أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل نسبة فعاليته إلى حوالي 99%. وهذا يعني أنه من بين كل 100 امرأة تستخدمه، سيكون هناك أقل من واحدة قد تصاب بالحمل خلال السنة الأولى من استخدامه. وللحفاظ على هذه الفعالية، يجب أن يتم زرع الجهاز بواسطة طبيب متخصص والتأكد من أن الجهاز في موضعه الصحيح داخل الرحم.
الآثار الجانبية لجهاز ميرينا
على الرغم من أن جهاز ميرينا يعتبر آمنًا وفعالًا لمعظم النساء، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث في بعض الحالات. قد تشمل هذه الآثار:
- نزيف غير منتظم أو spotting في الأشهر الأولى بعد تركيب الجهاز.
- ألم أو تشنجات في منطقة البطن.
- تغيرات في الدورة الشهرية.
- بعض النساء قد يعانين من صداع أو تغيرات في المزاج.
من المهم أن تتحدث المرأة مع طبيبها قبل اتخاذ قرار استخدام جهاز ميرينا، خاصة إذا كان لديها تاريخ طبي متعلق بمشاكل صحية في الرحم أو حالات طبية قد تؤثر على استخدام الجهاز.
المراجعات والتقييمات
من خلال التقييمات التي قدمها العديد من المستخدمين، نجد أن متوسط التقييم لجهاز ميرينا هو 9 من 10. يعود ذلك إلى فعاليته العالية في منع الحمل وقدرته على تقليل النزيف وتحسين نوعية الحياة بالنسبة للكثير من النساء.
في الختام
جهاز ميرينا هو خيار رائع للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. بفضل فعاليته العالية التي تصل إلى 99%، يمكن أن يوفر جهاز ميرينا راحة واطمئنانًا لسنوات عديدة. كما أن تجربته الإيجابية لدى العديد من المريضات تشير إلى أنه أحد أفضل الخيارات المتاحة في سوق وسائل منع الحمل الحديثة. مع ذلك، من المهم دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ القرار باستخدامه لضمان أنه الخيار الأنسب لحالتك الصحية.