ميرينا (Mirena) كوسيلة لمنع الحمل: تقييم فعاليتها وتجربة المرضى
يعد جهاز ميرينا (Mirena) من وسائل منع الحمل الشائعة التي تستخدمها العديد من النساء في مختلف أنحاء العالم. يتميز هذا الجهاز بكونه يحتوي على هرمون البروجستين الذي يطلقه بشكل مستمر داخل الرحم ليمنع الحمل. رغم أن ميرينا يعتبر من وسائل منع الحمل طويلة المدى والفعالة، إلا أن تجربته قد تختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل استخدام ميرينا، بما في ذلك آراء المرضى، فعاليته، وتاريخه في الموافقة التنظيمية، بالإضافة إلى عدد مرات وصفه.
معلومات أساسية عن جهاز ميرينا (Mirena)
جهاز ميرينا هو جهاز داخل الرحم (IUD) يحتوي على هرمون يسمى ليفونورجيستريل (Levonorgestrel)، وهو نوع من البروجستين الصناعي. يتم إدخال الجهاز بواسطة الطبيب في الرحم ويعمل على منع الحمل بعدة طرق، من أهمها:
- منع الإباضة: حيث يمنع الجهاز المبيضين من إطلاق البويضة.
- زيادة لزوجة المخاط في عنق الرحم: مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تلتصق بالرحم.
عادة ما يتم تركيب جهاز ميرينا لمدة خمس سنوات، ويمكن إزالته في أي وقت إذا رغبت المرأة في الحمل أو كانت تواجه مشاكل صحية مرتبطة بالجهاز.
تاريخ الموافقة التنظيمية
حصل جهاز ميرينا على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 2 أبريل 2011 لاستخدامه كوسيلة فعالة لمنع الحمل. ومنذ ذلك الحين، أصبح من الخيارات المفضلة للنساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد.
تجربة المرضى: تقييم فعالية ميرينا
تختلف تجارب المرضى مع جهاز ميرينا بشكل كبير. فعلى الرغم من أن العديد من النساء يختبرن فعالية عالية مع هذا الجهاز، إلا أن هناك نسبة من النساء اللاتي يعانين من آثار جانبية غير مرغوب فيها قد تؤثر على تجربتهن.
إحدى المراجعات التي وردت عن جهاز ميرينا من قبل إحدى المستخدمين كانت سلبية للغاية. تقول هذه المريضة: “كان جهاز ميرينا مروعاً بالنسبة لي. حصلت على ميرينا عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري، ولم أكن قد أنجبت من قبل. كان مؤلمًا للغاية، مكلفًا، وبعد حوالي خمسة أشهر أصبح من المستحيل ممارسة الجنس. قررت إزالة الجهاز وأنا ممتنة لذلك. كما أنني كنت أعاني من نزيف مستمر. لم أكتسب وزنًا، ولكنني لم أتمكن من استخدامه سوى لمدة خمسة أشهر. ولم يكن هناك تغيير في حالتي المزاجية”. هذه المراجعة تعكس أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث لبعض النساء، مثل الألم المستمر أو النزيف غير المنتظم.
التقييم الفعّال لجهاز ميرينا
تم تقييم جهاز ميرينا في العديد من الدراسات السريرية، والتي أظهرت أن فعاليته في منع الحمل تتجاوز 99%. وهذا يعني أن أقل من 1 من كل 100 امرأة يستخدمن هذا الجهاز ستصبح حاملاً خلال عام من استخدامه. تعتبر هذه النسبة من الفعالية من بين الأعلى بين وسائل منع الحمل المتاحة، مما يجعل جهاز ميرينا خيارًا موثوقًا لدى العديد من النساء. ومع ذلك، فقد سجل بعض المرضى تقييمات أقل، كما هو الحال في مراجعة المريضة التي تم ذكرها سابقًا، والتي أعطت الجهاز تقييمًا منخفضًا وصل إلى 1 من 5.
الآثار الجانبية الشائعة لجهاز ميرينا
على الرغم من فعاليته العالية، فإن جهاز ميرينا ليس خاليًا من الآثار الجانبية. قد يعاني بعض المرضى من أعراض غير مريحة، مثل:
- الألم والنزيف: قد تشعر بعض النساء بألم أثناء أو بعد تركيب الجهاز، ويمكن أن يعانين من نزيف غير منتظم في الأشهر الأولى.
- الصداع: يمكن أن يؤثر هرمون البروجستين في الجهاز على مستوى الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى صداع مستمر.
- تغييرات في المزاج: قد يتسبب الجهاز في بعض التغيرات المزاجية لدى بعض النساء، رغم أن هذه الأعراض ليست شائعة.
- آلام البطن: في بعض الأحيان، قد يسبب جهاز ميرينا آلامًا خفيفة إلى متوسطة في منطقة البطن، خصوصًا في الأيام الأولى بعد التركيب.
- الإصابة بالعدوى: قد تزيد احتمالية الإصابة بالعدوى في حال لم يتم تركيب الجهاز بشكل صحيح.
من المهم أن يتم تركيب جهاز ميرينا بواسطة أطباء مختصين لضمان وضعه بشكل صحيح وتقليل فرص حدوث أي مضاعفات.
عدد مرات وصف جهاز ميرينا
تعد عمليات وصف جهاز ميرينا أقل مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو الحقن الشهرية. يعود السبب في ذلك إلى أن بعض النساء قد يكن غير متأكدات من فكرة استخدام جهاز داخل الرحم، أو قد يتجنبن وسائل منع الحمل الهرمونية بسبب الخوف من الآثار الجانبية. ومع ذلك، تعتبر ميرينا وسيلة فعالة للغاية للنساء اللاتي يفضلن وسيلة طويلة الأمد وذات فعالية عالية. يتم وصف ميرينا عادة في الحالات التي لا تناسب فيها وسائل منع الحمل الأخرى أو عندما تبحث النساء عن حل طويل المدى.
آراء المرضى: بعض المراجعات السلبية والإيجابية
قد تقتصر بعض التجارب مع ميرينا على تجارب إيجابية فقط، حيث ذكرت بعض النساء أن جهاز ميرينا ساعدهن في تقليل النزيف الشهري وقدم لهن راحة على المدى الطويل. وعلى الرغم من هذه الفوائد، يبقى أن هناك عددًا من النساء اللاتي لم يستفدن بالشكل المطلوب أو اللاتي عانين من آثار جانبية كبيرة. إذًا، فإن فاعلية الجهاز تعتمد بشكل كبير على استجابة الجسم الشخصي.
التوصية: هل ينبغي لكِ استخدام جهاز ميرينا؟
لا يمكن تقديم توصية عالمية بشأن استخدام جهاز ميرينا، إذ تختلف تجارب كل امرأة مع هذا الجهاز. إذا كنتِ تفكرين في استخدام ميرينا كوسيلة لمنع الحمل، من المهم استشارة الطبيب المختص الذي سيقيم حالتك الصحية بشكل شامل ويقرر ما إذا كان هذا الجهاز هو الخيار الأنسب لكِ.
إذا كنتِ قد جربتِ جهاز ميرينا بالفعل وواجهتِ صعوبات أو آثار جانبية، عليكِ استشارة الطبيب حول خيارات بديلة. من الممكن أن يكون هناك خيارات أخرى أكثر ملائمة لحالتك الصحية واحتياجاتك.
الخلاصة
يعد جهاز ميرينا أحد الخيارات الفعالة والطويلة الأمد لمنع الحمل، ولكن تجربته تختلف من امرأة لأخرى. يحقق الجهاز نجاحًا كبيرًا لدى العديد من النساء في منع الحمل وتخفيف النزيف، لكنه قد يسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها لبعض النساء، كما في حالة المراجعة السلبية التي تم ذكرها. من المهم دائمًا التشاور مع الطبيب قبل اتخاذ القرار لاختيار الوسيلة الأكثر مناسبة لكل حالة فردية.