مقال عن اللولب الهرموني “ميرينا” واستخدامه في منع الحمل
اللولب الهرموني “ميرينا” هو جهاز صغير يوضع في الرحم لمنع الحمل، ويعتمد على إطلاق هرمون الهرمونات الاصطناعية (البروجستيرون) بشكل مستمر في الجسم. يتميز هذا الجهاز بأنه يمكن أن يعمل لمدة تصل إلى خمس سنوات، ويعد من الوسائل الفعالة لمنع الحمل، ولكن كما هو الحال مع جميع الوسائل الطبية، قد تختلف التجارب بين الأفراد وقد يواجه البعض مشاكل أثناء استخدامه. في هذا المقال، سنتناول تجربتين من المرضى مع جهاز “ميرينا” ونتعرف على مدى فعاليته، بالإضافة إلى أهم التفاصيل المتعلقة به.
ما هو جهاز “ميرينا”؟
جهاز “ميرينا” هو لولب هرموني يُزرع داخل الرحم بواسطة الطبيب. يطلق هذا اللولب هرمون البروجستيرون بشكل تدريجي ومحدود، وهو هرمون يعمل على تثبيط عملية الإباضة، بالإضافة إلى زيادة سماكة مخاط عنق الرحم مما يصعب على الحيوانات المنوية اختراقه، كما يخفف من سماكة بطانة الرحم، مما يجعل بيئة الرحم غير مناسبة للحمل. يعتبر هذا الجهاز من الوسائل الآمنة والفعالة، حيث تصل فعاليته إلى 99% في منع الحمل.
التجربة السلبية مع “ميرينا”
في بعض الحالات، قد لا يكون جهاز “ميرينا” هو الحل المثالي لجميع النساء، كما تبين من تجربة إحدى المرضى التي بدأت استخدام الجهاز في 11 مايو 2009، حيث أفادت بتجربة مؤلمة للغاية. وفقًا لروايتها، فقد تم إدخال اللولب في الرحم، وقال لها الطبيب أنه سيكون هناك شعور بوخز خفيف، لكن الألم الذي شعرت به كان غير محتمل. وقد استمر النزيف اليومي منذ تاريخ الإجراء، مما أثار قلقها. بالإضافة إلى ذلك، كانت تعاني من تقلصات شديدة كانت تزداد سوءًا مع مرور الوقت، لدرجة أنه كان عليها التوقف عن القيام بأي نشاط أثناء حدوث هذه التقلصات.
بعد التواصل مع الطبيب، أكد لها أنه لا يجب أن تحدث هذه الأعراض، وأوصى بإزالة الجهاز. بناءً على تجربتها، منحت جهاز “ميرينا” تقييمًا منخفضًا جدًا (1 من 10) نظرًا للألم المستمر والنزيف.
فعالية “ميرينا” في منع الحمل
من الجدير بالذكر أن فعالية جهاز “ميرينا” في منع الحمل تُعتبر من بين الأعلى في وسائل منع الحمل الحديثة. فاللولب الهرموني يحقق نسبة فعالية تصل إلى 99%، ويُعتبر خيارًا طويل الأمد حيث يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى خمس سنوات، وفي بعض الحالات يتم إعادة زرعه بعد انتهاء الفترة المحددة. إلا أن فعاليته قد تختلف من امرأة إلى أخرى بناءً على عوامل عديدة مثل الحساسية للأدوية أو الظروف الصحية الخاصة.
في هذه التجربة، رغم أن اللولب لم يكن فعالًا في توفير الراحة أو تقليل الألم، فإن فعاليته في منع الحمل تبقى عالية طبقًا للدراسات. لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن بعض النساء قد يواجهن أعراضًا غير مرغوب فيها تتطلب التدخل الطبي.
الموافقة الطبية والانتشار
تمت الموافقة على جهاز “ميرينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 2 يونيو 2009. منذ ذلك الحين، أصبح من الخيارات الشائعة بين النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل طويلة الأمد. ومن خلال تقارير الاستخدام، يتبين أن جهاز “ميرينا” قد تم وصفه ما يقارب 9 مرات في هذه الحالة، وهو ما يعكس مدى انتشاره بين النساء واستخدامه الواسع.
الآثار الجانبية المحتملة لجهاز “ميرينا”
على الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، فإن جهاز “ميرينا” قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية التي تتفاوت بين النساء. من بين الآثار الأكثر شيوعًا:
- النزيف غير المنتظم: قد تعاني بعض النساء من نزيف أو بقع دموية في الأشهر الأولى بعد وضع اللولب، وهذا قد يسبب قلقًا لبعضهن.
- الألم والتقلصات: من الشكاوى الشائعة هو الشعور بالألم والتقلصات بعد إدخال اللولب، وهو ما حدث في حالة المريضة المذكورة، حيث كانت تعاني من تقلصات شديدة.
- تغيرات في الدورة الشهرية: بعض النساء قد يعانين من تغييرات في مدة أو غزارة الدورة الشهرية، في حين قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا لدى أخريات.
- التهاب المهبل: في بعض الحالات قد يؤدي وجود اللولب إلى تهيج أو التهاب في المهبل.
استشارة الطبيب في حال حدوث مشاكل
من المهم أن يتم متابعة المريضات اللاتي يستخدمن جهاز “ميرينا” بشكل دوري مع الطبيب المعالج للتأكد من أن الجهاز يعمل بشكل سليم وعدم حدوث أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. إذا كانت المريضة تعاني من آلام شديدة أو نزيف مستمر، فإنها يجب أن تستشير الطبيب على الفور. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إزالة اللولب إذا كانت الأعراض غير محتملة.
الخلاصة
جهاز “ميرينا” يعد من الخيارات الفعالة في منع الحمل لفترة طويلة، لكن من المهم أن تكون النساء على دراية كاملة بالتجارب المحتملة والآثار الجانبية التي قد تصاحب استخدامه. كما يجب على الطبيب المعالج توفير التوجيه المناسب والتأكد من أن الجهاز يتناسب مع حالة كل مريضة على حدة. إذا كانت الأعراض التي تشعر بها المرأة غير طبيعية أو تسبب لها مشاكل صحية، فمن الأفضل أن يتم البحث عن بدائل أخرى أو اتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة الجهاز.