الـ “ميرينا” هو جهاز منظم للولادة يستخدم بشكل شائع كوسيلة منع حمل هرمونية. يتم زرع هذا الجهاز داخل الرحم وهو يحتوي على هرمون “ليفونورجيستريل”، وهو شكل من أشكال البروجستين الصناعي. يعد جهاز “ميرينا” وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل، حيث يمكن أن يستمر في العمل لمدة تصل إلى خمس سنوات بمجرد إدخاله. ورغم فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن تجربة بعض المرضى مع هذا الجهاز قد تكون مليئة بالتحديات بسبب الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض.
تتمثل الفائدة الرئيسية لجهاز “ميرينا” في كونه يساهم في منع الحمل من خلال تحرر الهرمون بشكل مستمر في الرحم، مما يمنع التبويض ويجعل بيئة الرحم غير مواتية لاستقبال البويضة المخصبة. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد في تقليل الدورة الشهرية لدى العديد من النساء أو حتى يوقفها تمامًا.
ومع ذلك، يعبر بعض المرضى عن تجارب سلبية معهم، كما يظهر في تقييم أحد المرضى الذي ذكر أنه شعر بتجربة سيئة جدًا مع “ميرينا”. ووفقًا للمراجعة التي تم تقديمها، فإن الشخص الذي استخدم هذا الجهاز عانى من مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك النزيف المستمر لمدة أربعة أشهر، مما أدى إلى انخفاض مستويات الحديد في الجسم إلى درجة أنه احتاج إلى تناول مكملات الحديد. وعلاوة على ذلك، فقد لاحظ زيادة في الوزن بلغت حوالي 5 كيلوغرامات خلال السبعة أشهر التي كان الجهاز في مكانه، رغم التزامه بالتمارين الرياضية المنتظمة والنظام الغذائي الصحي.
التجربة المزعجة مع جهاز “ميرينا” لم تقتصر على الآثار البدنية فقط، بل امتدت لتشمل التأثيرات النفسية والعاطفية. فقد أشار المريض إلى أنه عانى من صداع يومي وشديد، بالإضافة إلى معاناته من نوبات من الاكتئاب والفرح المفاجئ، كما وصف تقلبات مزاجية حادة وشعور بالغضب ثم الحزن.
وفيما يتعلق بالترخيص والموافقة على جهاز “ميرينا”، فقد تم اعتماد هذا الجهاز من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (UIC) في 23 أكتوبر 2015، ليكون خيارًا موثوقًا للعديد من النساء في جميع أنحاء العالم. يتم وصف “ميرينا” عادةً بمعدل 6 مرات في السنة تقريبًا، وهو أمر يشير إلى انتشاره في الاستخدام الطبي بفضل فعاليته في منع الحمل والحد من الآلام المصاحبة للدورة الشهرية لدى العديد من النساء.
لكن، كما هو الحال مع أي دواء أو جهاز طبي، فإن هناك دائمًا احتمالية لظهور آثار جانبية تتراوح بين الطفيفة إلى الخطيرة. على الرغم من أن جهاز “ميرينا” يمكن أن يكون مفيدًا للكثيرين، إلا أن المراجعات السلبية مثل تلك التي تم ذكرها تعكس أهمية استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدامه. ينبغي أن يتحدث المرضى مع أطبائهم حول فوائد ومخاطر الجهاز بناءً على حالتهم الصحية الخاصة.
لقد قام بعض الأطباء بتوجيه الملاحظات حول تأثيرات جهاز “ميرينا” على الوزن والحالة النفسية، وتوصي العديد من النساء الذين يعانون من هذه الآثار الجانبية بالتوقف عن استخدامه بعد فترة قصيرة من الاستخدام. وتجدر الإشارة إلى أن الآثار الجانبية تختلف من امرأة لأخرى، فقد تكون بعض النساء غير قادرات على تحمل التغييرات الهرمونية التي يسببها الجهاز.
من الجدير بالذكر أن جهاز “ميرينا” لا يقتصر على كونه وسيلة لمنع الحمل فقط، بل يمكن أن يُستخدم أيضًا لعلاج بعض الحالات الطبية الأخرى مثل نزيف الرحم غير الطبيعي، حيث يمكن أن يساعد في تقليل النزيف المفرط الذي قد يحدث نتيجة لمشاكل طبية معينة. ويُعتبر جهاز “ميرينا” أحد العلاجات التي يوصي بها الأطباء للنساء اللواتي يعانين من حالات صحية معينة قد تؤثر على الدورة الشهرية.
ومع كل ما تقدم، يجب على المرضى أن يكونوا على دراية تامة بتجارب الآخرين وبالتحديات التي قد يواجهونها عند استخدام جهاز “ميرينا”. إن التواصل مع الطبيب حول الأعراض الجانبية التي قد تظهر بعد استخدام الجهاز مهم جدًا، ويجب عدم التردد في مناقشة الخيارات الأخرى المتاحة إذا لم تكن الآثار الجانبية محتملة.
على الرغم من تقييم “ميرينا” من قبل المريض الذي ذكر أنه لا ينصح باستخدامه بسبب التأثيرات السلبية الشديدة التي عانى منها، إلا أن هناك العديد من النساء الذين يجدون فيه وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل. فكل حالة صحية تختلف عن الأخرى، وبالتالي يجب أن يتم اتخاذ القرار بناءً على تقييم طبي شامل وبتوجيه من أطباء مختصين في هذا المجال.
في النهاية، يظهر من هذه التجارب أن جهاز “ميرينا” يمكن أن يكون حلاً مناسبًا لبعض النساء، لكنه قد لا يناسب الجميع بسبب الآثار الجانبية المحتملة. لذلك، يتعين على كل امرأة أن تضع في اعتبارها صحة جسمها وظروفها الشخصية عند اتخاذ قرار بشأن استخدام هذا الجهاز.