اللولب الرحمي “ميرينا”: تأثيراته وأثره على الصحة والمراجعات الشخصية
اللولب الرحمي “ميرينا” هو جهاز صغير يتم إدخاله داخل الرحم بهدف توفير وسيلة فعالة لمنع الحمل. يُعتبر هذا الجهاز من وسائل تحديد النسل الشائعة والموصى بها من قبل الأطباء في كثير من الحالات، وذلك بفضل فعاليته العالية وطول مدة استخدامه مقارنةً بطرق منع الحمل الأخرى. لكن على الرغم من فعاليته، فإن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد يعاني منها المستخدمون، وقد تتفاوت هذه الآثار من شخص لآخر، وفقًا للظروف الصحية الفردية.
تعريف اللولب الرحمي “ميرينا”
اللولب الرحمي “ميرينا” هو جهاز صغير يتكون من البلاستيك ويحتوي على هرمون “ليفونورجيستريل”، الذي يُفرز ببطء داخل الرحم. هذا الهرمون يعمل على منع الحمل عن طريق عدة آليات؛ منها تقليل سمك بطانة الرحم، مما يجعل من الصعب على البويضة الملقحة أن تلتصق بالرحم. كما يعمل على تثبيط عملية الإباضة في بعض الحالات، ما يجعل من الصعب حدوث الحمل. يعد هذا الجهاز أحد وسائل تحديد النسل طويلة الأمد، حيث يمكن أن يبقى داخل الرحم لمدة تصل إلى خمس سنوات.
الفعالية والموافقة الطبية
تمت الموافقة على اللولب الرحمي “ميرينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 8 يوليو 2017. وقد أثبتت الدراسات السريرية أن اللولب الرحمي يعد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل نسبة فعاليته إلى 99%، مما يعني أن عدد الحمل المتوقع لدى النساء اللواتي يستخدمنه في غضون سنة واحدة منخفض جدًا. يتميز “ميرينا” بقدرته على العمل لفترات طويلة تصل إلى خمس سنوات، مما يجعله خيارًا مريحًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل ذات فعالية طويلة الأمد.
المراجعات الشخصية للمرضى
ورغم الفعالية العالية التي يُظهرها اللولب الرحمي “ميرينا”، إلا أن هناك بعض المراجعات الشخصية التي تُظهر تجارب سلبية لعدد من المرضى. واحدة من هذه المراجعات، التي تعكس تجربة شخصية لامرأة استخدمت جهاز “ميرينا”، تشير إلى وجود بعض الآثار الجانبية المزعجة التي مرّت بها أثناء فترة استخدامه.
المرأة التي كتبت هذه المراجعة ذكرت أنها استخدمت اللولب الرحمي “ميرينا” لمدة خمس سنوات بعد إزالة جهاز “إمبلانون” الذي كان فعالًا جدًا بالنسبة لها. ومن خلال تجربتها، كانت تعاني من عدة مشكلات صحية بعد استخدام اللولب، مثل زيادة الوزن بنحو 50 رطلاً، وصعوبة في ممارسة الرياضة بسبب الشعور بالتعب المستمر، فضلاً عن الاكتئاب الذي أثر على حالتها النفسية. كما أضافت أنها كانت تشعر بالألم أثناء وبعد ممارسة الجنس، بالإضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية. هذه التأثيرات، وفقًا لها، أثرت بشكل كبير على حياتها الزوجية.
عند إزالة اللولب، شعرت المرأة بتحسن فوري بعد الخضوع للإجراء الذي وصفته بأنه سريع وسهل. رغم ذلك، بدأت تعاني بعد إزالة اللولب من نزيف مستمر لمدة أربع أسابيع تقريبًا، بالإضافة إلى إفرازات بنية تشبه الدم الجاف. كانت هذه التجربة المؤلمة قد جعلتها تشعر بأنها قد أخذت خطوات للأمام عند إزالة اللولب، ولكنها شعرت أنها تراجعت إلى الوراء بسبب الآثار الجانبية المستمرة. في النهاية، أوصت بعدم استخدام اللولب “ميرينا” كوسيلة لمنع الحمل نظرًا للتأثيرات السلبية التي تعرضت لها، بالإضافة إلى تأثيراتها النفسية والجسدية المزعجة.
تأثيرات جانبية شائعة
مثل أي علاج طبي، قد يتسبب اللولب الرحمي “ميرينا” في بعض الآثار الجانبية، والتي قد تكون خفيفة إلى متوسطة في بعض الحالات، ولكنها قد تكون شديدة في حالات أخرى. من أبرز هذه الآثار الجانبية:
- النزيف غير المنتظم: من الشائع أن تعاني النساء من نزيف غير منتظم أو نزيف مفرط خلال الأشهر القليلة الأولى بعد تركيب اللولب.
- التغيرات في الوزن: بعض النساء قد يعانين من زيادة الوزن أو الشعور بالتعب المستمر.
- آلام البطن: يمكن أن تحدث بعض الآلام في منطقة الحوض أو البطن، وخاصةً في الأشهر الأولى.
- التأثيرات النفسية: بعض النساء قد يشعرن بتغيرات في المزاج، مثل الاكتئاب أو القلق.
- الصداع: قد يعاني البعض من صداع مزمن بسبب التغيرات الهرمونية الناجمة عن جهاز اللولب.
- آلام أثناء الجماع: هناك بعض النساء اللائي أبلغن عن آلام أثناء الجماع بعد تركيب اللولب.
المدة وعدد الوصفات الطبية
تمت الموافقة على اللولب “ميرينا” ليظل في الرحم لمدة تصل إلى خمس سنوات، ويمكن للمستخدمين استبداله في حال الحاجة بعد انتهاء هذه الفترة. في حالة إزالته قبل انتهاء المدة المحددة، يجب على المرأة استشارة الطبيب للحصول على توجيه حول البدائل المتاحة لها.
فيما يتعلق بعدد الوصفات الطبية، تشير البيانات إلى أن اللولب الرحمي “ميرينا” قد تم وصفه حوالي 12 مرة منذ الموافقة عليه. وعلى الرغم من الآثار الجانبية التي قد يواجهها البعض، إلا أن الكثير من الأطباء ما زالوا يوصون به نظرًا لفعاليته العالية في منع الحمل.
خلاصة
اللولب الرحمي “ميرينا” يعتبر من وسائل منع الحمل الفعالة طويلة الأمد، وله فوائد عديدة في التحكم في الحمل. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي علاج طبي، فإن له بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. من المهم أن تستشير المرأة الطبيب قبل اتخاذ قرار استخدامها، وأن تكون على دراية بالآثار المحتملة التي قد ترافق استخدامه. إذا كانت المرأة تعاني من أي من هذه الآثار الجانبية، يجب عليها التحدث مع الطبيب لاتخاذ القرار الأنسب.
في النهاية، يعتبر اللولب الرحمي “ميرينا” خيارًا مناسبًا للعديد من النساء، لكن من الضروري أن يتم استخدامه بعد استشارة الطبيب وتقييم الحالة الصحية العامة.