ميرتازابين لعلاج القلق: تجربة مريض

ميرتازابين (Mirtazapine) هو دواء يستخدم عادة في علاج الاكتئاب، ولكنه يُستخدم أحيانًا أيضًا لعلاج حالات القلق. يُعتبر من مضادات الاكتئاب ذات الفعالية العالية، حيث يعمل على زيادة تركيز النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ، مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية والتخفيف من أعراض القلق.

استخدام ميرتازابين لعلاج القلق

على الرغم من أن ميرتازابين ليس من الأدوية التي توصف بشكل أساسي لعلاج القلق، إلا أن بعض الأطباء يصفونه للمرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق، خصوصًا إذا كانوا يعانون من آثار جانبية غير مقبولة من مضادات الاكتئاب الأخرى مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل السيتالوبرام.

تجربة مريض مع ميرتازابين

قدم أحد المرضى تجربته مع ميرتازابين لعلاج القلق، حيث ذكر أنه كان يتناول سابقًا دواء السيتالوبرام (Citalopram)، ولكنه أدى إلى تدهور حالته النفسية وجعلها أسوأ لدرجة الشعور بالانتحار. بعد ذلك، قام الطبيب بوصف ميرتازابين له بجرعة 30 مجم يوميًا.

ذكر المريض أن الدواء لم يساعده بشكل ملموس في تخفيف القلق أو نوبات الذعر بعد استخدامه لمدة أسبوعين. لكنه أشار إلى أن الآثار الجانبية التي واجهها كانت مزعجة للغاية، ومن أبرزها:

• كوابيس مرعبة ومزعجة: وصف المريض أن الكوابيس التي يراها تحت تأثير ميرتازابين كانت من أكثر الكوابيس رعبًا في حياته، حيث يستيقظ منها وهو يشعر بالخوف والقلق. وزاد من سوء الوضع أن الدواء يسبب النوم العميق لمدة تصل إلى 10 ساعات، مما يعني أنه لا يمكنه الهروب من هذه الكوابيس، وعندما يستيقظ، تبقى الصور المزعجة عالقة في ذهنه طوال اليوم، مما يزيد من مستوى القلق.

• الغضب المفرط: أشار المريض إلى أنه أصبح يشعر بالغضب الشديد، رغم أنه ليس من الأشخاص العدوانيين بطبيعته. هذا الغضب غير المعتاد كان يضيف ضغطًا إضافيًا إلى حالته النفسية.

• عدم القدرة على الجلوس بهدوء: لاحظ المريض أنه يعاني من رغبة مستمرة في الحركة وعدم القدرة على الاستقرار، حيث كان يشعر بالحاجة إلى التحرك بشكل مستمر من لحظة استيقاظه وحتى نهاية اليوم، مما أثر سلبًا على تركيزه وقدرته على أداء المهام اليومية.

فعالية ميرتازابين وتقييم المريض

رغم أن المريض لم يجد تحسنًا كبيرًا في حالته بعد استخدام ميرتازابين لمدة أسبوعين، إلا أنه قام بتقييم فعالية الدواء بدرجة 4 من 10. يعتبر هذا التقييم نسبيًا منخفضًا، مما يعكس عدم رضاه عن الدواء مقارنة بالتوقعات التي ربما كانت لديه قبل البدء بالعلاج.

موافقة الدواء وتكرار وصفه

تمت الموافقة على استخدام ميرتازابين من قبل الهيئة التنظيمية في 25 أبريل 2016. وبحسب السجلات، تم وصف الدواء 23 مرة حتى الآن، مما يشير إلى أنه ليس من الأدوية التي يتم وصفها بشكل مكثف لعلاج القلق، ولكنه يظل خيارًا متاحًا لبعض الحالات التي قد تستفيد منه.

تقييم شامل

بالنظر إلى التجربة الشخصية لهذا المريض، يبدو أن ميرتازابين قد لا يكون الخيار الأمثل لجميع مرضى القلق، خصوصًا إذا كانت الآثار الجانبية مثل الكوابيس المزعجة والغضب المفرط تؤثر سلبًا على جودة الحياة. ومع ذلك، تختلف استجابات الأفراد للأدوية، وما قد لا يعمل جيدًا لشخص ما، قد يكون فعّالًا لشخص آخر. لذلك، من الضروري دائمًا مناقشة الآثار الجانبية مع الطبيب المعالج وتقييم الخيارات الأخرى إذا كانت الآثار الجانبية غير مقبولة أو إذا لم يكن هناك تحسن ملموس في الأعراض.

ختامًا، يجب على المرضى دائمًا متابعة تناول الدواء تحت إشراف طبيب مختص والتواصل معه بانتظام لضمان الحصول على أفضل علاج ممكن لحالتهم النفسية.