مقال عن ميدروكسي بروجستيرون (Depo-Provera) كوسيلة لمنع الحمل
يُعتبر ميدروكسي بروجستيرون، والمعروف تجارياً باسم “ديبو بروفيرا” (Depo-Provera)، أحد الخيارات الشائعة في مجال وسائل منع الحمل، حيث يُستخدم بشكل رئيسي كحقنة تمنع الحمل لمدة طويلة، تصل إلى ثلاثة أشهر. يتمتع هذا الدواء بفعالية عالية في الوقاية من الحمل، إذ يُعتبر من وسائل منع الحمل الهرمونية الفعّالة التي يتم وصفها للنساء في سن الإنجاب، خاصة لأولئك اللواتي يعانين من مشاكل في استخدام وسائل منع الحمل الأخرى، مثل الحبوب أو اللولب. وفي هذا المقال، سوف نناقش استخدام ميدروكسي بروجستيرون لمنع الحمل، مراجعات المرضى حول فعاليته، تأثيراته الجانبية، وتفاصيل أخرى حول هذا الدواء.
ما هو ميدروكسي بروجستيرون؟
ميدروكسي بروجستيرون هو شكل اصطناعي من هرمون البروجستيرون، وهو أحد الهرمونات الأنثوية الطبيعية التي تساعد في تنظيم الدورة الشهرية والحفاظ على الحمل. يُعطى هذا الدواء على شكل حقن تُعطى عادة كل ثلاثة أشهر، وهي طريقة فعالة للغاية لمنع الحمل إذا تم استخدامها بشكل صحيح. تعمل الحقنة عن طريق تثبيط التبويض، مما يعني أن المبيضين لا يطلقان بويضات، وبالتالي لا يمكن أن يحدث الحمل. كما يقوم ميدروكسي بروجستيرون بتغيير بطانة الرحم، مما يجعل من غير المحتمل أن يتم تثبيت البويضة المخصبة في الرحم.
المراجعات والتقييمات من المرضى
تُظهر بعض المراجعات التي شاركها المرضى الذين استخدموا ميدروكسي بروجستيرون تأثراً متفاوتاً على صحتهم النفسية والجسدية، حيث يعتبر بعضهم أن هذا الدواء خياراً مريحاً وفعالاً في منع الحمل. على سبيل المثال، يذكر أحد المرضى: “لقد استخدمت حقنة ديبو بروفيرا لمدة تزيد عن عام. من الإيجابيات التي لاحظتها هي توقف الدورة الشهرية، وهو أمر مريح للغاية، ولكنني لن أستمر في استخدام هذه الحقنة بعد الآن”.
ومع ذلك، لا يخلو الأمر من بعض التأثيرات الجانبية التي أثرت بشكل كبير على حياة المرضى. يشير هذا المريض إلى تأثير الدواء على الرغبة الجنسية، حيث يقول: “بدأت باستخدام الحقنة قبل زواجي مباشرة، وحتى في شهر العسل لم أكن أرغب في ممارسة العلاقة الحميمة. هذا التأثير أثر بشكل كبير على علاقتنا الزوجية، مما دفعني إلى اتخاذ قرار بعدم الاستمرار في استخدام الحقنة”.
كما يُشير العديد من المرضى إلى أن هذا الدواء تسبب لهم في انخفاض الرغبة الجنسية، وهو أمر أبدوا قلقهم حياله، خاصةً عند معرفة أن نفس هذا الدواء يُستخدم كعلاج كيميائي لتقليص الرغبة الجنسية لدى الجناة الجنسيين. وهذا يثير تساؤلات حول تأثيره على النساء. لهذا السبب، قررت بعض النساء وقف استخدام الدواء، في حين أن أخريات استفدن منه بطرق مختلفة.
فعالية ميدروكسي بروجستيرون في منع الحمل
من حيث الفعالية، يُعتبر ميدروكسي بروجستيرون من وسائل منع الحمل الموثوقة، إذ تبلغ نسبة فعاليته حوالي 99% عندما يُستخدم بالشكل الصحيح. ومع ذلك، قد تَختلف النتائج من امرأة إلى أخرى، حيث يلاحظ البعض أن استخدام الحقنة لا يُسبب مشاكل صحية كبيرة، بينما قد يعاني البعض الآخر من آثار جانبية غير مرغوب فيها.
كما أظهرت الدراسات السريرية أن ميدروكسي بروجستيرون يُعتبر وسيلة فعالة للغاية لمنع الحمل على المدى الطويل، حيث يُمكن استخدامه لمدة تصل إلى سنتين أو أكثر، مع الحقن كل ثلاثة أشهر. ومع ذلك، يجب أن يكون لدى النساء اللواتي يستخدمن هذه الوسيلة الهرمونية فحص دوري للتأكد من عدم وجود تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، مثل التغيرات في الوزن أو الحالة النفسية.
التأثيرات الجانبية لميدروكسي بروجستيرون
على الرغم من فعاليته في منع الحمل، إلا أن ميدروكسي بروجستيرون يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على بعض النساء. من أبرز هذه التأثيرات:
-
تأثيرات على الرغبة الجنسية: كما ذكرنا في بعض المراجعات، قد يؤدي ميدروكسي بروجستيرون إلى انخفاض الرغبة الجنسية، مما قد يؤثر بشكل سلبي على العلاقة الزوجية.
-
التغيرات في الدورة الشهرية: يعاني بعض المرضى من تغييرات في دورة الطمث، مثل توقف الدورة الشهرية تمامًا أو حدوث نزيف غير منتظم. وقد يكون هذا مفيدًا لبعض النساء اللواتي لا يرغبن في التعامل مع الدورة الشهرية، لكنه قد يُسبب قلقًا للبعض الآخر.
-
زيادة الوزن: قد يعاني بعض النساء من زيادة في الوزن بعد بدء استخدام الحقنة، وهو تأثير جانبي شائع مع وسائل منع الحمل الهرمونية.
-
تقلبات مزاجية: قد يعاني البعض من تقلبات مزاجية أو شعور بالاكتئاب بعد استخدام الحقنة، وهي مشكلة تم الإبلاغ عنها من قبل بعض المرضى.
-
زيادة خطر هشاشة العظام: في بعض الحالات، قد يؤدي الاستخدام الطويل لميدروكسي بروجستيرون إلى تقليل كثافة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل.
التاريخ والموافقة
تمت الموافقة على ميدروكسي بروجستيرون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 31 أكتوبر 2013، وهو ما يضعه ضمن قائمة الأدوية المعترف بها كوسيلة آمنة وفعّالة لمنع الحمل. وعلى الرغم من أنه يعتبر آمنًا للاستخدام على المدى الطويل، إلا أنه من المهم أن تتم مراقبة المرضى بشكل دوري من قبل أطبائهم للتأكد من عدم ظهور آثار جانبية خطيرة.
عدد مرات وصف الدواء
تم وصف ميدروكسي بروجستيرون على نطاق واسع في العديد من البلدان كأداة فعّالة للوقاية من الحمل. وفقًا للبيانات المتاحة، تم وصف هذا الدواء حوالي 8 مرات حتى الآن، ما يشير إلى تزايد الاعتماد عليه من قبل الأطباء والمرضى في العديد من الأماكن.
خاتمة
يُعتبر ميدروكسي بروجستيرون خيارًا شائعًا وفعّالًا لمنع الحمل بالنسبة للعديد من النساء، ولكنه ليس خاليًا من الآثار الجانبية المحتملة التي قد تؤثر على بعض الأفراد. من المهم أن تقوم النساء بالتحدث مع أطبائهن قبل البدء باستخدام هذا الدواء لضمان أنه الخيار الأنسب لهن، مع ضرورة متابعة تأثيراته الجانبية بشكل دوري. وبناءً على تجارب المرضى، يُنصح بالتحلي بالصبر والتفكير بعناية قبل اتخاذ قرار بشأن الاستمرار أو التوقف عن استخدام الحقنة.