ميثيلفينيديت (Methylphenidate): استخدامه في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) وتقييم فعاليته من خلال تجارب المرضى
يُعد ميثيلفينيديت أحد الأدوية النفسية التي تُستخدم في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وهو يُصنف ضمن المنشطات التي تؤثر على الدماغ لتحسين التركيز والانتباه. يُعَرف هذا الدواء تجاريًا بعدة أسماء، منها “ريتالين” و”كونسيرتا” و”كويلافانت XR” (Quillivant XR)، ويُستخدم بشكل رئيسي في علاج الأطفال الذين يعانون من اضطراب ADHD، وكذلك بعض الحالات الأخرى مثل النوم المفرط في بعض الأحيان. سنعرض في هذا المقال تفاصيل استخدام ميثيلفينيديت لعلاج ADHD، مع التركيز على فعاليته كما يراها المرضى، تاريخه في السوق، وعدد المرات التي يتم وصفه فيها.
1. ما هو ميثيلفينيديت؟
ميثيلفينيديت هو دواء ينتمي إلى مجموعة المنشطات العصبية التي تعمل على تنشيط بعض مناطق الدماغ المسؤولة عن التركيز والانتباه. يعمل ميثيلفينيديت من خلال زيادة مستويات النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورإبينفرين في الدماغ، مما يساعد في تحسين الانتباه وتقليل السلوكيات المفرطة. يُستخدم ميثيلفينيديت بشكل شائع لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال والبالغين.
2. كيفية استخدام ميثيلفينيديت لعلاج ADHD
عند استخدام ميثيلفينيديت لعلاج ADHD، يقوم الأطباء بوصفه كجزء من خطة علاجية شاملة تتضمن استراتيجيات سلوكية إلى جانب العلاج الدوائي. يأتي ميثيلفينيديت في عدة أشكال، منها الأقراص الفموية والأدوية السائلة، مثل “كويلافانت XR” (Quillivant XR) التي تُعطى في شكل سائل قابل للشرب. يُعطى ميثيلفينيديت عادةً صباحًا لتحسين التركيز والنشاط طوال اليوم، مع تجنب إعطائه في وقت متأخر من اليوم لتفادي التأثيرات الجانبية المرتبطة بالنوم.
3. تاريخ الموافقة على الدواء واستخدامه
تمت الموافقة على ميثيلفينيديت من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدامه في علاج ADHD لأول مرة في السبعينات. منذ ذلك الحين، أصبح من أكثر الأدوية استخدامًا لعلاج اضطراب ADHD في الأطفال والبالغين. في 15 سبتمبر 2016، تمت الموافقة على نسخة ممتدة المفعول من ميثيلفينيديت (Quillivant XR) للاستخدام في الأطفال الذين يعانون من ADHD، حيث كانت هذه النسخة مفيدة للأطفال الذين يحتاجون إلى جرعة أطول دوامًا من الدواء.
4. تجارب المرضى مع ميثيلفينيديت
فيما يتعلق بتقييم فعالية ميثيلفينيديت، تظهر بعض التجارب المرضية التي يمكن أن تقدم رؤى عن آثار هذا الدواء. على سبيل المثال، أحد الآباء الذي أشار إلى تجربته مع دواء “كويلافانت XR” (Quillivant XR) في علاج ابنه المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالإضافة إلى التوحد (Autism) واضطراب الوسواس القهري (OCD)، كانت تجربة صادمة. على الرغم من أن الطبيب أوصى بتجربة هذا الدواء بعد توقف الابن عن تناول Risperidone، إلا أن التأثيرات كانت غير متوقعة.
أوضح الأب في مراجعته أنه بعد الجرعة الأولى من “كويلافانت XR”، بدأ الطفل في إظهار سلوكيات عنيفة وغير مبررة، كما امتنع عن تناول الطعام وظل مستيقظًا لمدة 22 ساعة متواصلة. نتيجة لهذا التأثير الجانبي القوي، قرر الأب التوقف عن إعطاء الدواء بعد يومين فقط، حيث استعاد الطفل سلوكياته المعتادة عندما عاد إلى الأدوية السابقة مثل Risperidone وGuanfacine. وقد أشار الأب في مراجعته إلى أن تأثير الدواء كان سلبيًا جدًا بالنسبة لابنه، مما جعله يقيم فعاليته بمعدل 1 من 5.
5. التأثيرات الجانبية المحتملة
كما هو الحال مع معظم الأدوية النفسية، فإن ميثيلفينيديت قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية. على الرغم من أنه فعال في معالجة ADHD، إلا أن الأفراد قد يواجهون بعض الأعراض الجانبية مثل:
- القلق: قد يسبب ميثيلفينيديت بعض التوتر أو القلق لدى بعض الأطفال أو البالغين.
- فقدان الشهية: يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في شهية الطعام، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.
- مشاكل في النوم: قد يتسبب في صعوبة في النوم أو أرق إذا تم تناوله في وقت متأخر من اليوم.
- السلوك العدواني: في بعض الحالات، قد يظهر السلوك العدواني كما حدث مع الطفل في التجربة المذكورة أعلاه.
- الصداع والغثيان: يمكن أن يحدث صداع أو شعور بالغثيان عند بدء العلاج أو عند زيادة الجرعة.
6. عدد مرات وصف الدواء
وفقًا لتقارير ممارسي الرعاية الصحية، يتم وصف ميثيلفينيديت في معظم الحالات من قبل الأطباء كجزء من خطة علاجية شاملة لمرضى ADHD. في بعض الحالات، قد يصفه الأطباء لمدة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر وفقًا لاستجابة الطفل للعلاج، حيث يتم ضبط الجرعات بعناية لتقليل التأثيرات الجانبية وتحقيق أقصى استفادة علاجية. في حالة المريض الذي ذكرنا تجربته مع “كويلافانت XR”، تم وصف الدواء 8 مرات في إجمالي فترة العلاج.
7. فعالية ميثيلفينيديت في علاج ADHD
يُعتبر ميثيلفينيديت من الأدوية الفعّالة جدًا في علاج اضطراب ADHD، خاصة في تحسين التركيز وتقليل السلوكيات المفرطة مثل الحركة المستمرة وعدم الانتباه. ومع ذلك، فإن فعاليته يمكن أن تختلف من مريض لآخر، مما يتطلب من الأطباء تحديد الجرعة المناسبة لكل حالة بشكل فردي. كما أن بعض المرضى قد يواجهون مشاكل مع التأثيرات الجانبية كما حدث في التجربة التي أوردناها سابقًا.
8. خلاصة
ميثيلفينيديت هو دواء فعال في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لدى الأطفال والبالغين، لكن كما هو الحال مع جميع الأدوية، فإنه لا يخلو من التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على بعض المرضى. في بعض الحالات، قد يتسبب في ردود فعل غير متوقعة، كما هو الحال مع الطفل الذي تم عرض تجربته في هذا المقال. لذلك، من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق، مع مراعاة أي تأثيرات جانبية قد تظهر أثناء العلاج. ينبغي للآباء والمرضى أن يكونوا على دراية بكيفية التعامل مع أي آثار جانبية وأن يتواصلوا مع أطبائهم في حال حدوث أي مشكلة.