مونتي بايثون: الوداع الكبير

مقال عن فيلم “Monty Python Live (Mostly): One Down, Five to Go”

مقدمة

عُرف “مونتي بايثون” (Monty Python) بأنه أحد أشهر الفرق الكوميدية في التاريخ، حيث ارتبط اسمهم بالجنون الفكاهي والعبثية التي قلبت مفهوم الكوميديا رأساً على عقب. يُعد فيلم “Monty Python Live (Mostly): One Down, Five to Go” واحداً من المحطات الختامية في مسيرة هذا الفريق المبدع، ويُعد تأريخاً لآخر عرض حي لفرقة “مونتي بايثون” الذي أقيم في لندن. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا العرض الاستثنائي الذي جلب عودة أعضاء الفريق الباقين على قيد الحياة، وأعاد تقديم بعض من أشهر الشخصيات واللحظات الكوميدية التي حفرها “مونتي بايثون” في ذاكرة عشاقه حول العالم.

خلفية عن الفريق

تأسست فرقة “مونتي بايثون” في السبعينيات من القرن الماضي، وبدأت بث برنامجها التلفزيوني الشهير Monty Python’s Flying Circus، الذي كان بمثابة منصة لتقديم أفكارهم المبتكرة والفكاهة غير التقليدية. تتكون الفرقة من ستة أعضاء هم: جون كليز، تيري جيليام، إريك آيدل، تيري جونز، مايكل بالين، وغراهام تشابمان. وقد اشتهروا بأسلوبهم الفكاهي الذي يتسم بالغرابة والعبثية، حيث كان يعتمدون على السخرية من التقاليد المجتمعية، والرمزية السياسية، والتلاعب بالعناصر الثقافية السائدة.

ومن المؤسف أن غراهام تشابمان، أحد أعضاء الفريق، توفي في عام 1989، لكن على الرغم من هذا، ظل الفريق محافظاً على تأثيره الكبير في عالم الكوميديا. وقد قرر الأعضاء الباقون في عام 2014، بعد غياب طويل عن خشبة المسرح، أن يعودوا مجدداً لجمهورهم في عرض حي. كان هذا العرض هو آخر فرصة لمحبي “مونتي بايثون” لمشاهدة أعضاء الفريق الباقين وهم يحيون ذكريات الماضي ويروّجون لأفكارهم المجنونة.

تفاصيل الفيلم

عنوان الفيلم: Monty Python Live (Mostly): One Down, Five to Go
إخراج: إريك آيدل
أبطال الفيلم: جون كليز، تيري جيليام، إريك آيدل، تيري جونز، مايكل بالين
البلد: المملكة المتحدة
تاريخ الإضافة: 2 أكتوبر 2018
سنة الإصدار: 2014
التصنيف: TV-MA (للكبار فقط)
مدة العرض: 137 دقيقة
التصنيف ضمن الأنواع: كوميديا

القصة والمحتوى

يُعرض الفيلم مباشرة من مسرح في لندن في عرض حي تم تسجيله أمام جمهور مليء بالتشويق والتوقعات العالية. يعود أعضاء فرقة “مونتي بايثون” الناجون إلى المسرح، حيث يقدمون بعض من أشهر الأسكتشات التي اشتهروا بها في الماضي، بالإضافة إلى أغنيات ورقصات فكاهية تتسم بالعبثية المعتادة التي عرفت بها الفرقة.

ويتميز العرض بتقديم مجموعة من المشاهد التي تجمع بين الفكاهة السوداء، والتهكم الساخر، والحركات المبالغ فيها، وهو ما جعله مميزاً للغاية بالنسبة لمحبي هذا النوع من الكوميديا. تضم هذه اللحظات الكوميدية شخصيات قديمة كانت قد ظهرت في العروض السابقة للفرقة، بالإضافة إلى بعض التحريفات والانتقادات الاجتماعية التي تعكس التغيرات في الزمن.

الشخصيات التي يتم إحياؤها

من بين أبرز الشخصيات التي يظهرها الأعضاء في هذا العرض، يمكن الإشارة إلى شخصية The Dead Parrot الشهيرة، وهي واحدة من أشهر مشاهد “مونتي بايثون” التي يتم إحياؤها في هذا العرض. هذه الشخصية تمثل الطرافة والعبثية في أقصى درجاتها، حيث يتم تقديمها على شكل حوار بين الزبون والبائع حول طائر ميت لا يستطيع الزبون إعادته أو استرجاع ثمنه.

هناك أيضاً شخصية The Ministry of Silly Walks (وزارة المشي السخيف) التي يعتبرها الكثيرون من أبرز الأسكتشات التي قدّمها الفريق، حيث يتنقل الأعضاء على خشبة المسرح بحركات غريبة وعجيبة، مما يخلق لحظات من الضحك الهستيري.

الإخراج والأداء الفني

الفيلم من إخراج إريك آيدل، أحد الأعضاء الأساسيين في الفريق، ويعتبر هذا العرض بمثابة حفل وداع للفرقة بعد مسيرة طويلة من التأثير في عالم الكوميديا. آيدل ينجح في إعادة تقديم اللحظات القديمة بطريقة عصرية، مما يعطي للفيلم طابعاً مميزاً يبرز الروح التي جعلت مونتي بايثون ظاهرة فريدة في عالم الفن.

الأداء الفني في العرض لا يقل عن توقعات محبي الفريق، حيث يظل الأعضاء محافظين على الطابع الفكاهي الجذاب والقدرة على إضحاك الجمهور بأسلوبهم الخاص. لقد استطاعوا الجمع بين العناصر المألوفة والجديدة لإرضاء عشاقهم القدامى والجدد على حد سواء.

التفاعل مع الجمهور

يظهر في العرض تفاعل رائع بين أعضاء الفريق والجمهور الحاضر. من خلال تقديم الأغنيات والرقصات، يتمكن الأعضاء من نقل روح فرقة مونتي بايثون التي اعتمدت في الأساس على تفاعلهم المميز مع الجمهور. هناك لحظات من التقدير العميق والتوديع بين الأعضاء والجمهور، مما يعكس الحنين الذي يشعر به الجميع بعد هذا الفصل النهائي من تاريخ الفريق.

الاستقبال والنقد

حقق العرض نجاحاً كبيراً بين جمهور محبي مونتي بايثون، حيث نال إشادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف والمجلات. اعتُبر هذا العرض بمثابة خاتمة مثالية لمسيرة الفرقة، حيث استطاع الأعضاء من خلاله العودة إلى جذورهم الكوميدية المبدعة.

كما أن البعض اعتبر العرض بمثابة تكريم للذكريات العزيزة التي تركتها الفرقة على مدار عقود من الزمن. على الرغم من أن العرض استهدف جمهوراً من جيل قديم من محبي مونتي بايثون، فإن الحضور الشبابي كان لافتاً، مما يعكس استمرار تأثير الفرقة على الأجيال الجديدة.

الختام

“Monty Python Live (Mostly): One Down, Five to Go” هو أكثر من مجرد عرض كوميدي؛ إنه حدث ثقافي يختتم فصلاً مهماً في تاريخ الكوميديا البريطانية والعالمية. يعود هذا العرض ليذكرنا بروح مونتي بايثون الفريدة التي أثرت في العالم الفكاهي بكل ما تحمله من سخرية وعبثية. يمكن القول بأن هذا الفيلم يعد بمثابة تحية وداع محبوبة لكل عشاق مونتي بايثون الذين لا يزالون يضحكون حتى اليوم على الأعمال الكوميدية التي أبدعها هؤلاء المبدعون.