مع حُلول ضياء قلم المفكر والمؤرخ الراحل، أبو الحسن الندوي، تتجلى أمامنا لوحة أدبية مميزة تحمل عنوان “مولانا جلال الدين الرومي”. يستنبط الندوي في هذا الكتاب خيوط حياة وفكر وجدانية الفيلسوف والشاعر الكبير، جلال الدين الرومي، الذي أعطى للعالم الإسلامي وللإنسانية جمعاء، قصائد ومفاهيم فلسفية تتسم بالعمق والجمال.
تنقلنا صفحات هذا العمل إلى فترة زمنية ذهبية، حيث كانت الحاجة ملحةً إلى شخصية كهذه، قادرة على إعادة توازن المجتمع المسلم المعاصر. الندوي يرسم لنا بأسلوبه الرائع والعفوي، صورة لمولانا الرومي، الذي اشتهر بقدرته على نفخ روح جديدة في المجتمع، بقلب يحترق بالعاطفة وعقل يتأمل في أسرار الوجود.
بلغة غنية وعبارات تنبض بالحياة، يقوم الندوي بنقلنا إلى عالم مولانا الرومي، حيث يتناول قصائده الشهيرة ويحلل مفاهيمه الفلسفية بطريقة تفصيلية وعميقة. يسلط الضوء على تأثير هذا الفيلسوف الكبير في تحولات المجتمع الإسلامي، وكيف أن رؤيته للعالم أثَّرت في الفهم الإسلامي للحياة والإنسان.
“مولانا جلال الدين الرومي”، الذي صدر عن دار “تنوير للنشر والإعلام” في عام 2018، يمثل مرجعاً أدبياً لكل عاشق للأدب والفلسفة. يُلهم هذا الكتاب القارئ لاستكشاف عوالم الفكر والجمال، ويعيد إلى الحياة تلك الروحانية العظيمة التي أهدتها مولانا الرومي للإنسانية. إنه عمل يتخطى حدود السيرة الذاتية، ليمتد إلى عمق الأفق الروحي والفكري، متركزاً على القيمة الجوهرية التي قدمها هذا العملاق في تحولات التفكير والثقافة في العالم الإسلامي.