9 أسباب وراء تأخر الدورة الشهرية
تعد الدورة الشهرية من أبرز العلامات التي تدل على صحة الجهاز التناسلي الأنثوي، ويُعد تأخرها عن الموعد المعتاد أمرًا يثير القلق لدى العديد من النساء. يتفاوت التأخر في الدورة الشهرية بين امرأة وأخرى، إذ يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل فسيولوجية، هرمونية، أو بيئية. في هذا المقال، سنتناول أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، بدءًا من التغيرات الطبيعية وصولاً إلى الحالات الطبية التي قد تستدعي الاهتمام.
1. التغيرات الهرمونية
أحد الأسباب الرئيسية لتأخر الدورة الشهرية هو التغيرات في مستويات الهرمونات. تنتج الدورة الشهرية عن تفاعل معقد بين عدة هرمونات، مثل الإستروجين والبروجستيرون. أي خلل في إفراز هذه الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى تأخر الدورة أو انقطاعها. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب اضطراب في الغدة الدرقية في تأثيرات كبيرة على الدورة الشهرية، حيث أن زيادة أو نقص هرمون الغدة الدرقية قد يتسبب في تأخير الدورة أو حتى انقطاعها لفترة.
2. الإجهاد النفسي والجسدي
الإجهاد هو عامل آخر يؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية. يمكن أن يتسبب الضغط النفسي أو الجسدي الناتج عن مشاكل الحياة اليومية أو الضغوط العملية في تغيرات في مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية. هذا الإجهاد قد يكون نفسيًا أو ناتجًا عن جهد بدني مفرط، مثل ممارسة الرياضة القوية بشكل مفرط، مما يعطل وظيفة الغدد المسؤولة عن إفراز الهرمونات.
3. التغذية غير المتوازنة
تؤثر التغذية بشكل كبير على صحة الدورة الشهرية. نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والبروتينات قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية في الجسم، مما ينتج عنه تأخر في الدورة الشهرية. قد تتسبب الحميات الغذائية القاسية أو التغيرات المفاجئة في الوزن، سواء كانت فقدانًا كبيرًا في الوزن أو زيادته بشكل مفاجئ، في انقطاع الدورة الشهرية أو تأخيرها.
4. الحمل
يعتبر الحمل من الأسباب الأكثر شيوعًا لتأخر الدورة الشهرية، حيث أن الحمل يتسبب في تغييرات هرمونية عميقة تؤثر على الدورة الشهرية. بعد حدوث التخصيب، ترتفع مستويات هرمون الحمل (HCG) في الجسم، مما يمنع حدوث الدورة الشهرية. في حالة حدوث تأخر في الدورة الشهرية مع وجود أعراض أخرى مثل الغثيان أو التغيرات في الثدي، قد يكون الحمل هو السبب المحتمل.
5. الأمراض المزمنة
بعض الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض القلب، أو التهابات الأمعاء قد تؤثر على الدورة الشهرية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر اضطرابات مستوى السكر في الدم على توازن الهرمونات في الجسم، مما يسبب تغيرات في الدورة الشهرية. كما أن الأمراض المزمنة قد تؤدي إلى تعب عام أو تغيير في نمط الحياة، مما يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية.
6. متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)
تعد متلازمة المبيض المتعدد الكيسات من الحالات الطبية الشائعة التي تؤثر على الدورة الشهرية. تعاني النساء المصابات بهذه المتلازمة من مستويات عالية من الأندروجينات (الهرمونات الذكرية)، مما يؤدي إلى اضطراب في التوازن الهرموني وبالتالي تأخر الدورة الشهرية أو انقطاعها. بالإضافة إلى تأخر الدورة، قد تواجه النساء المصابات بهذه المتلازمة أعراضًا أخرى مثل زيادة الوزن، نمو الشعر الزائد، وحب الشباب.
7. سن اليأس المبكر
سن اليأس المبكر أو ما يُعرف بالفشل المبكر للمبايض هو حالة تحدث عندما تنقطع الدورة الشهرية قبل سن الأربعين. يمكن أن يكون السبب في ذلك اضطرابات هرمونية ناتجة عن مجموعة من العوامل، مثل العوامل الوراثية، التدخين، أو العلاج الكيميائي. يعتبر سن اليأس المبكر أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية المفاجئ.
8. الأدوية والعلاج الطبي
بعض الأدوية والعلاجات الطبية قد تكون سببًا في تأخر الدورة الشهرية. على سبيل المثال، الأدوية التي تحتوي على هرمونات مثل حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى تغيير في نمط الدورة الشهرية. كذلك، الأدوية التي تستخدم لعلاج اضطرابات أخرى مثل الأدوية النفسية (مثل مضادات الاكتئاب)، أدوية الغدة الدرقية، أو أدوية العلاج الكيميائي قد تؤدي إلى تعطيل الدورة الشهرية.
9. التغيرات في نمط الحياة
أية تغييرات كبيرة في نمط الحياة قد تؤثر على الدورة الشهرية. السفر الطويل، التغيرات في الجدول الزمني اليومي أو العمل الليلي، أو تغيرات في مكان الإقامة قد تؤدي إلى حدوث خلل في دورة النوم واليقظة، مما ينعكس على الدورة الشهرية. تعد هذه التغيرات بمثابة “إجهاد بيئي” قد يؤثر على التوازن الهرموني ويؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.
خاتمة
تأخر الدورة الشهرية قد يكون نتيجة لعدد من العوامل، بدءًا من التغيرات الطبيعية مثل الحمل أو الإجهاد، وصولاً إلى الحالات الطبية المعقدة مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو الفشل المبكر للمبايض. من المهم أن تكون النساء على دراية بالعوامل التي يمكن أن تؤثر على دورتهن الشهرية وأن يسعين للحصول على استشارة طبية في حال استمرار التأخير أو ظهور أعراض غير عادية.
