5 أسباب تدفعك لتثبيت ويندوز على جهاز ماكينتوش

منذ إطلاق أول حاسوب ماكينتوش في الثمانينات من القرن الماضي، تم الترويج لأجهزة “ماك” على أنها نظام متكامل يتمتع بتجربة مستخدم سلسة ونظام تشغيل قوي ومستقر يتمثل في macOS. ومع تطور هذه الأجهزة عبر العقود، أصبحت شركة آبل واحدة من أبرز الشركات التي تقدم حواسيب عالية الجودة تُستخدم في مجالات الإبداع الفني، التصميم، البرمجة، والمجالات الأكاديمية والاحترافية. إلا أن العديد من المستخدمين حول العالم، بمن فيهم أولئك الذين يملكون أجهزة ماك، وجدوا أنفسهم بحاجة إلى تشغيل نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز على أجهزتهم لأسباب متعددة تتعلق بالمرونة، التوافق، والأداء الوظيفي.

رغم أن فكرة تثبيت نظام تشغيل مختلف على جهاز ماك قد تبدو غير مألوفة للبعض، إلا أن شركة آبل نفسها قدمت أدوات رسمية لتسهيل ذلك، مثل أداة Boot Camp، والتي تتيح للمستخدمين تثبيت ويندوز بشكل رسمي ومباشر إلى جانب نظام macOS. علاوة على ذلك، توافرت العديد من الحلول الأخرى مثل البرامج الافتراضية (Parallels Desktop، VMware Fusion) التي تسمح بتشغيل ويندوز داخل بيئة macOS نفسها.

في هذا المقال، سيتم التوسع في تحليل خمسة أسباب رئيسية تدفع المستخدمين لتثبيت نظام ويندوز على أجهزة ماكينتوش، وسيتناول كل سبب بشكل تفصيلي من الجوانب التقنية، العملية، والإنتاجية.

1. التوافق مع البرامج والتطبيقات الحصرية لنظام ويندوز

أحد أبرز الأسباب التي تدفع المستخدمين إلى تثبيت نظام ويندوز على أجهزة ماكينتوش هو التوافق البرمجي. فعلى الرغم من أن نظام macOS يتمتع بمجموعة واسعة من التطبيقات عالية الجودة، إلا أن هناك الكثير من البرامج المتخصصة التي تعمل حصرياً على نظام ويندوز ولا تتوفر بأي شكل رسمي أو بديل مماثل على أجهزة ماك.

تشمل هذه البرامج، على سبيل المثال، برامج المحاسبة المتقدمة مثل Sage 50، QuickBooks (الإصدارات المتقدمة)، بالإضافة إلى برمجيات الهندسة المدنية والمعمارية مثل AutoCAD Civil 3D، وRevit، والعديد من أدوات البرمجة المخصصة التي تعتمد على بيئة ويندوز. كما أن بعض أدوات الاختبار البرمجي، وأنظمة المحاكاة الصناعية، وحتى البرمجيات التعليمية في بعض الجامعات، تتطلب وجود نظام ويندوز لتعمل بالشكل الصحيح.

عند تثبيت ويندوز على جهاز ماك، يتمكن المستخدم من تشغيل هذه البرمجيات بكفاءة دون الحاجة إلى استخدام جهاز كمبيوتر آخر يعمل بنظام ويندوز، مما يوفر الوقت، التكلفة، والجهد.

2. الألعاب الإلكترونية وتفوق نظام ويندوز في دعمها

تُعد الألعاب أحد المجالات التي يظهر فيها تفوق نظام ويندوز بوضوح على نظيره macOS. رغم محاولات شركة آبل في السنوات الأخيرة لتطوير دعم الألعاب من خلال تحسينات في أداء الرسومات ودعم واجهات برمجة الألعاب مثل Metal، إلا أن المكتبة الضخمة للألعاب الإلكترونية تبقى بشكل كبير موجهة إلى مستخدمي ويندوز.

منصة Steam، التي تُعد أحد أكبر متاجر الألعاب الرقمية، تدعم عدداً كبيراً من الألعاب التي لا تعمل إلا على نظام ويندوز. وهذا يشمل ألعاباً شهيرة مثل:

• Call of Duty

• Valorant

• Counter-Strike: Global Offensive

• Microsoft Flight Simulator

• The Witcher 3

علاوة على ذلك، فإن أداء الألعاب على ويندوز غالباً ما يكون أفضل، بسبب دعم أفضل لتعريفات بطاقة الرسوم (GPU)، وتوافق تام مع محركات الألعاب الشهيرة مثل Unreal Engine وUnity، إلى جانب دعم تقنيات مثل DirectX والتي لا تتوفر على نظام macOS.

لذلك، بالنسبة للمستخدمين الذين يحبون الألعاب ولكن يفضلون أجهزة ماك من حيث التصميم وجودة التصنيع، فإن تثبيت ويندوز يوفر لهم حلاً مثالياً يجمع بين الجانبين.

3. المرونة في استخدام الأنظمة المتعددة وتوسيع الإمكانيات الوظيفية

استخدام أكثر من نظام تشغيل على جهاز واحد يمنح المستخدم مرونة كبيرة في تنفيذ مهامه اليومية وتوسيع إمكانيات الجهاز. فتثبيت ويندوز إلى جانب macOS يمنح المستخدم حرية التنقل بين النظامين بحسب الحاجة والوظيفة، دون الحاجة لاقتناء جهازين منفصلين.

هذا التعدد في الأنظمة مفيد بشكل خاص لفئات معينة من المستخدمين مثل:

• المطورين والمبرمجين الذين يحتاجون إلى اختبار برمجياتهم على أنظمة متعددة.

• الطلاب الذين تتطلب مناهجهم برامج تعمل فقط على نظام معين.

• المصممين والمهندسين الذين يستخدمون أدوات تصميم تعمل حصريًا على ويندوز.

• المستخدمين الإداريين الذين يعتمدون على تطبيقات مؤسسية وتطبيقات قواعد بيانات تعمل بشكل أفضل على بيئة ويندوز.

علاوة على ذلك، فإن وجود نظامين على نفس الجهاز يتيح تنفيذ اختبارات الأداء والمقارنات الدقيقة بين النظامين، وهي ميزة مهمة للباحثين والمهتمين بتقنيات الحوسبة وتطوير الأنظمة.

4. بيئة العمل المؤسسية وتكامل أفضل مع الشبكات المؤسسية التي تعتمد على ويندوز

في معظم بيئات العمل المؤسسية، تُستخدم بنية تحتية تعتمد بشكل أساسي على نظام التشغيل ويندوز. وهذا يشمل الخوادم، برامج التراسل المؤسسي، الطابعات الشبكية، قواعد البيانات، تطبيقات المكاتب، وأنظمة الحماية والمراقبة.

عندما يعمل المستخدم على نظام macOS فقط، قد يواجه صعوبة في الاندماج الكامل مع هذه البيئة، مما يضطره إلى استخدام حلول وسيطة قد تؤثر على الأداء أو الأمان أو التكامل. على سبيل المثال، تطبيقات مثل Microsoft Access وOutlook (الإصدار المؤسسي) وSharePoint تقدم أداءً وتكاملاً أفضل على نظام ويندوز.

أيضاً، فإن إدارة السياسات الأمنية للمؤسسات تتم غالباً عبر Active Directory، والذي يتطلب وجود أجهزة ويندوز على الشبكة لتنفيذه بشكل مثالي. ومع ذلك، فإن وجود نظام ويندوز مثبت على جهاز ماك يسمح للمستخدم بالاندماج التام مع شبكة الشركة، مع الحفاظ على استخدام جهازه المفضل من آبل.

5. الاستفادة القصوى من العتاد القوي لأجهزة ماك

تُعد أجهزة ماك، خاصة الطرازات المزودة بشريحة M1 أو M2، أو طرازات MacBook Pro المزودة بمعالجات Intel Core i9 وبطاقات رسومات Radeon Pro، من بين أقوى الحواسيب المحمولة والمكتبية في السوق. ورغم أن هذه الأجهزة صُممت للعمل بكفاءة مع نظام macOS، إلا أن تثبيت ويندوز عليها يسمح بالاستفادة الكاملة من قدراتها التقنية العالية لتشغيل تطبيقات أو مهام تتطلب أداءً عالياً.

على سبيل المثال، يمكن استخدام جهاز ماك بمعالج i9 ورام 32 غيغابايت وبطاقة رسومات قوية لتشغيل برامج تحليل البيانات، أو المحاكاة الهندسية، أو حتى ألعاب بجودة 4K بأداء سلس، وكل ذلك ضمن بيئة ويندوز.

إضافة إلى ذلك، فإن أجهزة ماك تتميز بجودة تصنيع عالية وشاشة Retina المذهلة، ولوحة مفاتيح دقيقة، مما يجعل استخدام ويندوز عليها تجربة راقية ومتميزة، تتفوق من حيث جودة الهاردوير على العديد من الحواسيب التي تأتي بنظام ويندوز بشكل افتراضي.

جدول يوضح مقارنة بين macOS وWindows في استخدامات مختلفة

الخاتمة

تثبيت نظام ويندوز على جهاز ماكينتوش لم يعد خياراً غريباً أو غير عملي، بل أصبح في كثير من الحالات ضرورة حتمية تُمكِّن المستخدم من الاستفادة من أفضل ما في النظامين. من التوافق مع البرمجيات، إلى دعم الألعاب، إلى تعزيز الإنتاجية والاندماج مع بيئات العمل المؤسسية، كلها عوامل تجعل من فكرة تشغيل ويندوز على أجهزة ماك قراراً ذكياً وعملياً للكثير من المستخدمين.

هذا التوجه لا يعني التخلي عن macOS، بل على العكس، يفتح المجال أمام تعددية وظيفية غنية تسمح للمستخدم بالعمل ضمن بيئة هجينة تجمع بين الاستقرار والموثوقية التي يقدمها macOS، والمرونة والانتشار البرمجي الذي يوفره ويندوز.

المراجع:

• Apple Official Boot Camp Support: https://support.apple.com/boot-camp

• Microsoft Windows Compatibility Center: https://www.microsoft.com/windows/compatibility