في العام 1894، وتحديدًا في العاشر من شهر مايو، شهد طاقم وركاب الباخرة “سانت بول” حدثا بحريا لافتا أثناء رحلتهم من الجزء العلوي من المكسيك. كانوا شاهدين على اضطراب بحري غير عادي حيث لاحظ الرجل عند عجلة القيادة تحركًا غير مألوف في المحيط ونبه القبطان، الذي اكتشف بسرعة أن البحر يبدو وكأنه قد ارتفع من فراشه ويقترب من السفينة بسرعة هائلة.
كانت الباخرة “سانت بول” قد غادرت ميناء جوايماس اليوم السابق في اتجاه مازاتلان، وقد وصلت مقابل جزيرة سان إغناسيو، التي تقع على الساحل المكسيكي في خط العرض حوالي 25 درجة ولا تبعد كثيرًا عن مدخل خليج كاليفورنيا. وفي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، لاحظ الرجل عند عجلة القيادة اضطرابا غير مألوف في المحيط ونبه القبطان، الذي اكتشف بسرعة أن البحر يبدو وكأنه قد ارتفع من فراشه ويقترب من السفينة بسرعة هائلة.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك وقت للتردد، إذ أدرك القبطان بفورة أنه يتعامل مع موجة مدّ بحري. أما بالنسبة للقبطان الذي قضى فترة طويلة في هذه المياه، فقد كان يعرف الموجات المدّية عند رؤيتها، لذا دعا كل رجال الطاقم للصعود إلى السطح وأصدر أوامر بتأمين كل شيء بأسرع ما يمكن. وتم طلب من جميع الركاب الذهاب إلى الطابق السفلي وغلق أبواب الكابينة. وفيما كانت المحركات تعمل بأقصى قوتها، اقتربت الموجة المدية العملاقة بسرعة من الباخرة، وعندما اصطدمت بقوة بها، ظهرت الباخرة الصغيرة الشجاعة على قمة الموجة، وكان الضرر الوحيد هو فقدان بعض الأشياء الفارغة التي كانت متراكمة على السطح.
ووفقًا للمهندس هيوستن، كانت الموجة بارتفاع يصل إلى عشرين قدما. وقد مرت الموجة بسرعة لا يمكن حسابها واختفت في الأفق بعد حوالي خمس عشرة دقيقة من اصطدامها بالباخرة “سانت بول”.
عند وصولها إلى مازاتلان، لم يكن هناك أي أضرار تذكر بسبب الموجة. أما في لا باز، على الشبه الجزيرة السفلى، فقد لوحظ ارتفاع غير عادي في مستوى المدّ في ذلك الوقت، وتم سحب بعض القوارب الموجودة على الشاطئ إلى البحر. ولم يلاحظ أي اضطراب من قبل أحد على متن الباخرة “سانت بول”، ومن المعتقد أن الموجة المدّية قد تسببت نتيجة لزلزال بحري في مكان بعيد.