موجة تسونامي في خليج ليتويا

في العام 1853، أو ربما 1854 بتحديد، شهدت منطقة خليج ليتويا في ولاية ألاسكا الأمريكية حدثاً طبيعياً مدمراً يتمثل في موجة تسونامي هائلة، ناتجة عن انهيار صخري على الساحل الجنوبي للخليج. وقد أثبتت دراسات لحلقات نمو الأشجار في المنطقة بأن هذه الموجة قطعت الغابة بارتفاع يصل إلى 120 متراً، مما أدى إلى إزالة الأشجار على ارتفاعات هائلة على طول السواحل. وتظهر هذه الظاهرة واضحة في المنطقة المحيطة بالخليج، حيث تميزت الغابة بحد فاصل واضح بين شجرة شابة وأخرى أكبر في العمر، مما يشير إلى تأثر الغابة بوقوع هذه الموجة الهائلة.

ومن المعروف أن ارتفاع هذا الحد الفاصل بلغ 120 متراً فوق متوسط مستوى سطح البحر، وبعد أقصى مسافة من خط المياه تصل إلى 750 متراً، ومساحة المنطقة المتأثرة بتدمير الغابة بلغت 3.5 كيلومتر مربع. وتشير الآثار المتبقية للتآكل إلى أن قوة التدمير الناتجة عن هذه الموجة في عام 1853/1854 كانت قريبة جداً من تلك التي حدثت في موجات عام 1958.

ووفقاً لأسطورة السكان الأصليين، في الستينيات من القرن التاسع عشر، فُقدت ثماني قوارب بشرية في فيضان مفاجئ عند مخرج خليج ليتويا. وعلى الرغم من ذلك، يبقى سبب هذه الموجة غير معروفاً.

تشير الأدلة إلى أن الأحداث المتعلقة بانهيار الجليد في خليج “ديسنشانتمنت” في عام 1845 وزلزال سيتكا في عام 1847 قد تكون مرتبطة بالأحداث التي شهدتها منطقة خليج ليتويا، لكن الأدلة لا تثبت بشكل قاطع هذه العلاقة. ومن المهم أن نلاحظ أن التاريخ المحدد لحدوث هذه الأحداث قد يكون غير دقيق، مما يجعل الفصل بينها وبين الأحداث الأخرى ذات الصلة قضية معقدة. وبناءً على ذلك، يعتبر هذا الحدث في خليج ليتويا منفصلاً عن الأحداث الأخرى والمرتبطة به.

يُعتبر هذا الحدث الأقدم من بين خمسة حالات مسجلة لحدوث تسونامي ناتج عن انهيار صخري في خليج ليتويا، والتي تم توثيقها في عمل دراسي منشور في عام 1960.