في هذا العمل الأدبي الرائع بعنوان “موت مفاجئ ومرعب”، يقدمت المؤلفة آن بيري إلى عمارة أعمالها الأدبية أبعادًا بارزة، حيث تبني بخيالها الملهم عالمًا متعدد الطبقات من الثراء والفقر، النبلاء والتدهور. “إنها ترفع ستارة الدانتيل عن المجتمع الفيكتوري”، كما قالت شارين مكرمب، “لتكشف عن أسراره المثيرة.” تأتي هذه الرواية، كما في آخر روايات ويليام مونك، لتستحضر ببراعة نظام العدالة القانوني في إنجلترا في القرن التاسع عشر وتبني نحو محطة دراما مثيرة في المحكمة.
تأتي الصدمة في حديقة مشمسة في ضاحية لندن لتمزق الستار عن جريمة اغتصاب وحشية لشابة. وفي أحد مستشفيات لندن، تواجه امرأة أخرى، ممرضة موهوبة كانت إحدى ملائكة الرحمة في حرب القرم، مصرعًا مفاجئًا ومرعبًا عن طريق الخنق.
ويليام مونك، الذي لم يعد شرطيًا بل أصبح وكيل تحقيق خاص، يتم تكليفه بالتحقيق في هذه الجرائم الفظيعة. تحل الجريمة الأولى بسهولة، ولكن بحث قضية قتل ممرضة برودنس باريمور يطرح تحديات أكبر. حتى والدة الضحية تتفق على أن امرأة شابة متمردة تتجاوز الأدوار التقليدية للزواج والأمومة للعمل في مستشفى قذر يجب أن تتوقع نهاية سيئة. في بؤس قاس في مستشفى فيكتوري، الموت بأي شكل، حتى القتل، لا يمكن أن يكون مفاجأة.
لكن حاسة الدعابة في مونك تخبره أن قتل برودنس باريمور ليس ناتجًا عن ضربة عشوائية من مجنون. بمساعدة كبيرة من هيستر لاترلي، ممرضة عرفت برودنس في ساحات المعركة، يقوم مونك برسم صورة لامرأة استثنائية. كما يكتشف ظل شرير مأساوي يظلم كل طبقة من طبقات المجتمع، ولمحة مخيفة من ماضيه المظلم. يقود كل ذلك مونك والقارئ إلى ختام يصنف مع أفضل أعمال آن بيري، حيث ينتظر الجمهور بتوتر في القاعة القديمة لمعرفة نتيجة محاكمة مثيرة.