في رواية “التراث”، التي كتبها الكاتب غريغ بير، نُقلب صفحات عالمٍ متشعب ومعقد يُدعى بـ “مدينة القطب” وهي عاصمة البشرية ومركز حكمها. تتجلى ملامح هذا العالم من خلال سرد ملحمي يحمل في طياته أعماق الفضاء والزمان.
تفتح الرواية نوافذ على عوالم متعددة، بعضها يشبه الأرض أكثر من غيرها، حيث تقرر هيكسامون، الهيئة الحاكمة لمدينة القطب وللجنس البشري، أن تحجز عددًا من تلك العوالم لاستخدامها في المستقبل، بعيدًا عن اللمسات البشرية.
ومع ذلك، يكتشف هيكسامون أن مجموعة ضخمة من المستوطنين قد دخلت سرًا إلى إحدى تلك العوالم المحمية، وهي لاماركيا. لاماركيا، بعض جوانبها تشبه الأرض إلى حد كبير، ولكن تمتاز بتنوع حيوي مذهل.
ما اكتشفه المهاجرون على لاماركيا هو الجمال والصعوبات، وعودة إلى الطرق التقليدية لتاريخ الإنسان: الحروب والمجاعات والكوارث البيئية.
يتم اختيار الشاب أولمي آب سينون، الذي يتطلع لفرصة لإثبات نفسه، للانطلاق في مهمة غير عادية، للتحقيق في هذه الهجرة غير الشرعية، ولمعرفة كيف تغير البشر لاماركيا، وللتعرف على المزيد عن الكوكب وحياته. إنها مهمة عظيمة، فرصة مثالية لأولمي لإثبات ذاته… لمواجهة طريقة إنسانية أقدم، للتعلم عن أمور بسيطة مثل الحب والمسؤولية، وحتى الفشل، والموت.
تتنوع فصول الرواية وتتداخل، تمتزج الإثارة والمغامرة بالتأملات الفلسفية في طبائع الإنسان ومستقبله، مما يجعل “التراث” تجربة ثرية ومثيرة للعقل والمشاعر على حد سواء.
وبوصفها رواية خيال علمي، تتألق “التراث” بقدرتها على استحضار عوالم مختلفة واستكشاف معاني الإنسانية في سياقات لا تخضع لقوانين الطبيعة الأرضية المألوفة، ما يجعلها محط جذب لكل عشاق الخيال والتأمل في عالم الأدب العلمي.