من قتل يسوع؟ تحليل الأصول السامية في قصة وفاة يسوع

بعنوان “من قتل يسوع؟: كشف جذور معاداة السامية في قصة وفاة يسوع في الإنجيل”، يُعد هذا الكتاب من تأليف جون دومينيك كروسان (John Dominic Crossan). ويثير الكتاب إحدى أكثر الأسئلة جدلاً في المسيحية اليوم، وهي مسألة وفاة يسوع. في كتابه الضخم والذي حظي بانتشار كبير “وفاة المسيح” (The Death of the Messiah)، ريموند براون (Raymond Brown) – رغم رفضه الواضح لمعاداة السامية – لم يُشكك أبداً في تأريخية القصص عن الآلام. ومع ذلك، إنه هذه القصص، التي يقرر فيها اليهود تنفيذ إعدام يسوع، التي أثارت قروناً من معاداة السامية المسيحية.

والآن، في كتابه الأكثر جدلاً، يُظهر جون دومينيك كروسان أن هذا الفهم التقليدي للإنجيل كواقع تاريخي ليس فقط خاطئاً بل خطيراً أيضاً. مستنداً إلى أفضل الأبحاث الكتابية والأنثروبولوجية والاجتماعية والتاريخية، يُظهر بشكل نهائي أنه كانت الحكومة الرومانية التي حاولت ونفذت إعدام يسوع كناشط اجتماعي.

كما يتناول كروسان بصراحة أسئلة لاهوتية رئيسية مثل “هل مات يسوع من أجل خطايانا؟” و”هل إيماننا باطل إذا لم يكن هناك قيامة جسدية؟” ولكن في نهاية المطاف، يُظهر إعادة النظر الجذرية لكروسان أن الاعتقاد بأن اليهود قتلوا يسوع هو خرافة مسيحية مبكرة (موجهة ضد مجموعات يهودية منافسة) يجب أن يُباد من الإيمان المسيحي الأصيل.

يندرج هذا الكتاب تحت تصنيف “الدين، عام” وصدر عن دار نشر “هاربر ون” (HarperOne) في شهر فبراير من عام 1996. يقدم الكتاب تحليلاً عميقاً ومثيراً للتأمل في قصة وفاة يسوع ويفتح النقاشات حول موضوعات مهمة في الدين والتاريخ واللاهوت المسيحي. إنه عمل يستحق القراءة لفهم أعمق للأصول التاريخية واللاهوتية لقصة وفاة يسوع وتأثيرها على الأديان والثقافات المعاصرة.