“منهج البحث العلمي” للمؤلف هاني نصري، يعتبر جزءاً أساسياً من المدرسة الفلسفية المعاصرة، وهو جزء لا يتجزأ من الدعوة إلى فلسفة المصير التي تسعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالتفكير العلمي ومفهوم “التكنولوجيا”، حيث يسعى الكتاب إلى توجيه الانتباه نحو الغاية الحقيقية للعلم والتي تتجاوز مجرد استخدام التكنولوجيا كهدف ذاتي.
باعتبار “منهج البحث العلمي” كتاباً مرجعياً في ساحة الفلسفة وعلم المنطق، يقدم المؤلف منهجاً فلسفياً شاملاً يعبر عن الطريقة الصحيحة لاستيعاب العلم وتطبيقه في المجتمع والحياة العملية. ويركز الكتاب على أهمية إعطاء العلم مكانته الشرعية والفلسفية الصحيحة داخل المؤسسات العلمية والتقنية والجامعية، حيث يتناول بعمق وتفصيل القضايا المتعلقة بفلسفة العلوم وأهميتها في توجيه الباحث وتحديد مساره في عالم البحث العلمي.
من خلال النظرة النقدية التي يتبناها المؤلف نحو التكنولوجيا، يعيد تقدير العلم في سياقه الحقيقي كأداة لفهم الكون وتطوير البشرية، ويقدم رؤية تصحيحية تجاه الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا كأداة فقط، وليس كهدف نهائي. فعلى الرغم من أهمية التكنولوجيا في تطوير البشرية، إلا أن الكتاب يؤكد على أن الغاية الحقيقية للعلم هي البحث عن الحقيقة وتطوير المعرفة، وليس فقط السعي وراء التقنيات والابتكارات.
وبالنظر إلى الأهمية البالغة للمنهج العلمي في العالم الحديث، فإن هذا الكتاب يظهر كنقطة انطلاق حاسمة لكل باحث وطالب دراسات عليا، حيث يقدم لهم الإرشاد اللازم والتوجيه الصحيح في تخطيط وتنفيذ أبحاثهم بشكل منهجي ومنظم. وبالتالي، يمثل الكتاب أداة ضرورية لفهم عميق لمنهجية البحث العلمي وضرورة اتباعها لتحقيق النجاح والتقدم في ميدان العلوم والبحث.
في ختام القول، يعتبر “منهج البحث العلمي” لهاني نصري تحفة فلسفية معاصرة تستحق القراءة والدراسة، حيث يقدم رؤية متجددة وشاملة حول دور العلم ومكانته في المجتمع، ويساهم بشكل كبير في توجيه الفكر العلمي والتكنولوجي نحو الهدف الحقيقي للعلم والمعرفة.