في كتابه الرائع الذي يحمل عنوان “منهج التفسير عند الإمام الطبري”، يقدم الكاتب عمر حوري تحليلاً شاملاً لآليات التفسير التي اتبعها الإمام محمد بن جرير الطبري، أحد أعلام علماء التفسير في التاريخ الإسلامي. يمتد الكتاب على 440 صفحة، وقد صدر في عام 2006 عن دار الولاء للطباعة والنشر والتوزيع.
يشتمل الكتاب على أربعة أبواب رئيسية تأخذ القارئ في رحلة علمية مميزة. ينطلق الكاتب في الباب الأول بالحديث عن علوم القرآن بشكل عام، حيث يسلط الضوء على أهمية فهم تلك العلوم لفهم النصوص القرآنية بشكل أعمق وأوسع. يتبعه الباب الثاني الذي يركز على علم تفسير القرآن، حيث يقدم الكاتب نقاشاً مفصلاً حول الطرق والمناهج المستخدمة في تفسير الكتاب المقدس.
في الباب الثالث، ينغمس عمر حوري في دراسة مفصلة حول الإمام الطبري ومنهجه الفريد في التفسير. يستعرض الكاتب تأثير الإمام الطبري على فهم القرآن وتفسيره، ملقياً الضوء على الجوانب التاريخية والعلمية لهذا العالم الكبير. يكشف عن الأسس التي اعتمد عليها الإمام الطبري في تحليل النصوص القرآنية والوصول إلى مفهومه العميق لمضمون القرآن الكريم.
في الباب الرابع والأخير، يتجلى تميز الكتاب بعرض شامل لمنهج الإمام الطبري في التفسير، حيث يتناول الكاتب مفاهيم مثل التأويل والتفسير اللغوي والتاريخي، مع تسليط الضوء على كيفية استخدام الإمام الطبري لهذه الأساليب في تحليل وشرح النصوص القرآنية.
ومن خلال الأسلوب الرصين واللغة الدقيقة، يظهر الكتاب كمصدر قيم ومرجع مهم لفهم عمق التفسير القرآني عند الإمام الطبري. يأخذ القارئ في رحلة علمية ممتعة ومثرية، تفتح له أبواب الفهم العميق للتفسير القرآني وتكشف عن غنى الفكر الإسلامي في هذا السياق. يعتبر الكتاب إضافة قيمة لمكتبة الكتب الإسلامية، ويتيح للقراء فهمًا شاملاً لمنهج الإمام الطبري في التفسير بطريقة تفصيلية ومنطقية.