“تكوين مفهوم الممارسة الإبستمولوجية عند باشلار” للكاتب محمد هشام يمثل تحليلاً عميقاً وشاملاً للمرتكزات الأساسية للجانب الإبستمولوجي في فلسفة باشلار، متجاوزاً النظرة الأدبية لفكره. يقدم الكتاب مفهوماً جديداً للإبستمولوجيا، يتجاوز التصورات التقليدية للعلم ويؤسس حقلاً إشكالياً جديداً في الفلسفة حول العلوم والممارسة العلمية.
باشلار أسس مفهوماً فريداً للإبستمولوجيا يتضمن تفكيكاً شاملاً لآليات النص الفلسفي الكلاسيكي وفلسفة العلم. ومن خلال هذا التفكيك، اكتشفت الإبستمولوجيا الباشلارية الشروط التاريخية والواقعية لإنتاج المعارف العلمية، مما أسهم في تجديد تصورات تاريخ العلوم.
تمثل العلاقة القوية التي أسسها باشلار بين الإبستمولوجيا وتاريخ العلوم تطوراً نظرياً مهماً، حيث يربط الكاتب بين دراسة المفاهيم وتاريخ العلوم، مما ينعكس على البحث الإبستمولوجي الحديث ومناهجه ومفاهيمه. يعتمد هذا البحث بشكل كبير على نظرية الممارسة الإبستمولوجية التي وضحها باشلار.
إن تفكير باشلار في الإبستمولوجيا والفلسفة يمثل خط تفكير معقد ومتناقض، يتفاعل بشكل كامل مع الدراسات البيولوجية والفلسفية الأخرى مثل تلك التي أنجزها كانغلهم وفوكو. هذه الدراسات تتداخل في مجال الإشكاليات التي حددها باشلار، مما يجعلها أساسية في فهم التعقيدات المتنوعة للممارسة الفلسفية الإبستمولوجية.
بالتالي، يعتبر كتاب “تكوين مفهوم الممارسة الإبستمولوجية عند باشلار” مصدراً مهماً لفهم الجوانب الفلسفية والإبستمولوجية المعقدة، ويسهم في تجديد النظريات والتفكير في هذا المجال.